الجيش الإسرائيلي يؤكد على ضرورة إجلاء مدينة غزة.. والبابا ليو يدعو المجتمع الدولي لإنهاء النزاع

أكد الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، أن إخلاء مدينة غزة من سكانها «لا مفر منه»، وذلك في ظل استعداده للسيطرة على كبرى مدن القطاع المدمّر والمحاصر، بموجب خطة أقرتها حكومة الدولة العبرية، في وقت وجه البابا ليو بابا الفاتيكان «مناشدة قوية» للمجتمع الدولي لإنهاء الحرب الدائرة منذ ما يقرب من عامين.
وقال المتحدث العسكري أفيخاي أدرعي، إن «إخلاء مدينة غزة لا مفر منه»، مضيفاً أن على السكان «الانتقال» إلى «مناطق شاسعة فارغة في جنوب القطاع كما هي الحال في مخيمات الوسطى وفي المواصي».
توغل إسرائيلي
وقال شهود، إن دبابات إسرائيلية توغلت في منطقة جديدة على مشارف مدينة غزة خلال الليل، ودمرت منازل ما دفع سكاناً إلى الفرار، وذلك قبل اجتماع متوقع بشأن الحرب يقوده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الأربعاء.
وذكر سكان أن الدبابات دخلت في وقت متأخر، الثلاثاء، حي عباد الرحمن على الطرف الشمالي لمدينة غزة، وقصفت منازل، ما أدى إلى إصابة عدة أشخاص، وإجبار كثيرين آخرين باغتهم الهجوم على الفرار داخل مدينة غزة.
وقال سعد عابد (60 عاماً) وهو عامل بناء سابق: «فجأة سمعنا أن الدبابات وصلت عباد الرحمن، وصوت الانفجارات بدأ يعلو وشاهدنا النازحين باتجاهنا».
آخر معاقل حماس
وأعلنت إسرائيل أنها تستعد لشن هجوم جديد على مدينة غزة، التي تصفها بأنها آخر معاقل حركة «حماس». ويعيش في المدينة حوالي نصف سكان القطاع البالغ عددهم مليوني نسمة، وقالت إسرائيل، إنها ستطلب منهم إخلاءها. وغادر الآلاف، لكن زعماء كنائس المدينة قالوا الأربعاء إنهم سيبقون في أماكنهم.
وجاء في بيان مشترك صادر عن بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية والبطريركية اللاتينية في القدس: «منذ اندلاع الحرب، أصبح مجمع كنيسة مار بورفيريوس للروم الأرثوذكس ومجمع كنيسة العائلة المقدسة في مدينة غزة ملاذاً لمئات المدنيين، من بينهم كبار السن والنساء والأطفال. وفي مجمع كنيسة اللاتين يعيش منذ سنوات طويلة أشخاص من ذوي الإعاقة، يتلقون الرعاية على يد جمعية مرسلات المحبة».
وقال البيان: «إن مغادرة مدينة غزة ومحاولة الفرار إلى الجنوب ستكونان بمنزلة إعلان حكم بالإعدام عليهم. ولهذا السبب، قرر الكهنة والراهبات البقاء والاستمرار في رعاية من سيبقون في رحاب المجمعين».
ترامب يترأس اجتماعاً بشأن غزة
وقال المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف، الثلاثاء، إن ترامب سيرأس اجتماعاً بشأن غزة في البيت الأبيض الأربعاء، مضيفاً أن واشنطن تتوقع التوصل إلى تسوية بشأن حرب إسرائيل في القطاع الفلسطيني، بحلول نهاية العام.
وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية بشكل منفصل أن وزير الخارجية ماركو روبيو سيلتقي بنظيره الإسرائيلي جدعون ساعر في واشنطن. ولم يتضح من سيحضر اجتماع ترامب.
من جهته، وجه البابا ليو بابا الفاتيكان، مناشدة قوية للمجتمع الدولي، الأربعاء، لإنهاء الحرب الدائرة منذ ما يقرب من عامين في قطاع غزة، ودعا إلى وقف إطلاق نار دائم والإفراج عن الرهائن وإدخال المساعدات الإنسانية.
وقال البابا في مقابلته العامة الأسبوعية في الفاتيكان: «أطلق مجدداً مناشدة قوية… لتكون هناك نهاية للصراع في الأرض المقدسة الذي تسبب في الكثير من الفزع والدمار والموت».
إطلاق الرهان وتسهيل المساعدات
وتابع قائلاً: «أناشد إطلاق سراح جميع الرهائن، والتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية بأمان، والاحترام الكامل للقانون الدولي الإنساني».
ولم يُسمِّ البابا إسرائيل أو حركة «حماس»، لكنه قال، إن القانون الدولي يُلزم بـ«حماية المدنيين، وحظر العقاب الجماعي، والاستخدام العشوائي للقوة، والتهجير القسري للسكان».