الإمارات: أرض الفخر والسمو | محمد خليفة

الإمارات: أرض الفخر والسمو | محمد خليفة

قامت دولة الإمارات العربية المتحدة على أسس صلبة راسخة، أهمها التناغم بين القيادة والشعب، فالقيادة الإماراتية الرشيدة كانت دائماً، عبر كل الأجيال، تعبيراً حراً عن ضمير شعبها، لم تشذ عن نبضه يوماً، بل ظلت انعاكساً صادقاً لقيمه ومبادئه وتطلعاته، فقدموا الولاء والحب والاحترام ونالوا السعادة والرفاهية والوئام.
لقد جنى هذا الشعب الكريم استقراراً حقيقياً، نعموا به بعدما تجاوزوا عقبات التأسيس وقاوموا عواصف الأحداث العاتية التي مرَّت بالمنطقة، حتى أصبحت الإمارات رمز التعايش والتسامح وقبلة الحالمين بالأمن والأمان والاستقرار والرفاهية، ليس في المنطقة فقط، بل في العالم أجمع.
إن انفتاح الشعب الإماراتي على الشعوب الأخرى عادة أصيلة في الشعب الإماراتي، تسبق مرحلة قيام الاتحاد، كون الإمارات أمة بحرية، قد جعل هذا الشعب يستقبل بمحبة الوافدين على أرضه، حتى أصبح هناك عدة ملايين من الوافدين من مختلف الجنسيات ومن مختلف الأعراق والديانات، وهؤلاء يحظون بالاحترام الكامل، فلا أحد يتعرض لهم إلا بحق ولا يؤخذ منهم شيء إلا بحق وهناك منهم من حقق ثروات طائلة، وأصبح لديهم استثمارات واسعة وهؤلاء يعملون في جو من المنافسة من دون أن يزعجهم أحد.
وقد شجَّعت الحكومة الرشيدة الانفتاح وفتحت المجال أمام الاستثمارات من مختلف بلاد العالم، من خلال إقامة المناطق الحرة الكثيرة في مختلف الإمارات، كما أنها سنّت تشريعات كثيرة تسهّل بها الإقامة على المستثمرين والوافدين، من أجل الارتقاء بالعمل والاستثمار إلى مستويات رفيعة وفي الوقت عينه فقد سمحت لأتباع الديانات المختلفة بإقامة دور عبادتهم الخاصة وإقامة شعائرهم ومواقيتهم وجنائزهم بما يتوافق مع عقائدهم ووضعت تشريعاً للزواج المدني من أجل تحقيق الاستقرار الاجتماعي على أوسع نطاق ولا تزال الحكومة الرشيدة توالي إصدار القرارات والأوامر الإدارية من أجل تحقيق أعلى مستويات الأداء في تسيير العمل الحكومي وإنجاز المعاملات بالسرعة الكلية.
ومع هذه الإنجازات الكثيرة التي تحققت بفضل توجيهات القيادة الحكيمة، فقد أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة تنال مراتب عليا في تصنيف مختلف المؤشرات الدولية، ففي أحدث تقرير صدر عن «نومبيو» Numbeo وهي أكبر قاعدة بيانات لتكلفة المعيشة وجودة الحياة في العالم، فقد جاءت دولة الإمارات العربية المتحدة في المرتبة الأولى عربياً والثانية عالمياً في التصنيف العالمي لأكثر الدول أماناً في منتصف عام 2025 وسجلت دولة الإمارات درجة أمان بلغت 84.5 من أصل 100 نقطة. وتفوقت دولة الإمارات على العديد من الدول المتقدمة بسبب الرضا العام من قِبَل المواطنين والمقيمين على السواء ونيل كلّ ذي حق حقه وانتفاء الظلم بشكل كامل وذلك بفضل السياسات الحكيمة والإنسانية في تطبيق القانون مما أدى إلى إيجاد بيئة آمنة ومستقرة.
كما حافظت الإمارات على مسارها التصاعدي في تقارير التنافسية العالمية خلال عام 2024، عبر تبوئها المراكز المتقدمة في أبرز المؤشرات، كما جاءت ضمن أفضل خمس دول عالمياً في 444 مؤشراً، ومن أفضل عشر دول عالمياً في 661 مؤشراً. واحتلت دولة الإمارات المركز الأول إقليمياً، في تقرير مؤشر التنمية، الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وحلّت في المركز السابع عشر عالمياً من بين 193 دولة شملها التقرير وقيَّمت النسخة الأخيرة من «المؤشر العالمي للفرص المستقبلية» حجم الفرص المستقبلية التي تحملها التحولات العالمية، ومدى جاهزية الدول لتوظيفها لخدمة التنمية المستقبلية في قطاعاتها الرئيسية.
وقد حلّت دولة الإمارات المرتبة الأولى عربياً في مؤشرات فرص المستقبل، كما حقَّقت المرتبة الأولى عالمياً في 20 مؤشراً من مؤشرات الجاهزية لفرص المستقبل ورصد المؤشر فرصاً جديدة في 6 قطاعات مستقبلية بقيمة أكثر من 44 تريليون دولار عالمياً بحلول عام 2030 للاقتصادات المتقدمة والناشئة وذلك في 70 دولة تشكل 90% من الناتج الإجمالي العالمي. وتشمل التوجهات الرئيسية الست مجموعة من الفرص الاقتصادية الكبيرة للعالم وهي: الاقتصاد الرقمي المتقدم أو «اقتصاد البيانات الضخمة» واقتصاد جودة الحياة والاقتصاد الدائري والحياد الكربوني واقتصاد التكنولوجيا الحيوية والمنظومات الزراعية الجديدة.
وفي نوفمبر(تشرين الثاني) العام الماضي، أعلنت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، نتائج «مؤشر المعرفة العالمي»، حيث تصدرت دولة الإمارات المرتبة الأولى عربياً والسادسة والعشرين عالمياً في المؤشر وتمكّنت دولة الإمارات من الحصول على المرتبة الرابعة عالمياً في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والمرتبة الحادية عشرة في التعليم التقني والمرتبة الخامسة والخمسين في التعليم الجامعي وحلّت في المرتبة الحادية والثلاثين في مجال البحث والتطوير والابتكار.
إن هذه المؤشرات وغيرها تُجمع على أن دولة الإمارات العربية المتحدة ماضية في طريقها لبلوغ قمة التطور وامتلاك ناصية التقنية وتحقيق الاستدامة في الاقتصاد وكل ذلك يتم بتوجيهات ورؤية مستقبلية حكيمة، إضافة إلى إشراف مباشر من القي

[email protected]