إسرائيل تواجه انتقادات حادة بسبب خطة السيطرة على غزة

القدس – رويترز
تواصلت ردود الفعل العالمية المنددة بالعملية العسكرية، التي تعزم إسرائيل تنفيذها في غزة، بعدما وافق «الكابينيت» صباح الجمعة، على خطة للسيطرة على مدينة غزة، في خطوة ستوسع العمليات العسكرية على الرغم من تزايد الانتقادات للدولة العبرية في الداخل والخارج، بسبب الحرب المستمرة منذ نحو عامين في القطاع الفلسطيني.
وأعلنت ألمانيا، أنها ستعلق تصدير المعدات العسكرية التي يمكن استخدامها في غزة إلى إسرائيل، وذلك في قرار وصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأنه مخيب للآمال. وطالبت بريطانيا، إسرائيل بمعاودة النظر في قرارها تصعيد الحملة العسكرية على غزة.
من جانبه، قال السفير الأمريكي لدى إسرائيل مايك هاكابي، إن بعض الدول تضغط فيما يبدو على إسرائيل وليس على حركة «حماس».
هجوم على نتنياهو
وفي إسرائيل، هاجمت عائلات المحتجزين في غزة، وقادة المعارضة نتنياهو على خلفية القرار الذي قالوا، إنه يعرض حياة الرهائن للخطر.
ويضغط الحلفاء المنتمون لليمين المتطرف في حكومة رئيس الوزراء نتنياهو الائتلافية للسيطرة على قطاع غزة بالكامل، في إطار تعهد نتنياهو بالقضاء على «حماس»، على الرغم من تحذير الجيش من أن هذا قد يعرض حياة من تبقى من الرهائن للخطر.
ووصف زعيم المعارضة يائير لابيد قرار إرسال المزيد من القوات الإسرائيلية لمدينة غزة بالكارثة، ولفت إلى أن القرار يخالف توصيات المسؤولين العسكريين والأمنيين. واتهم لابيد الوزيرين اليمينيين المتطرفين إيتمار بن جفير وبتسلئيل سموتريتش بجر نتنياهو إلى إطالة أمد الحرب، ما قد يؤدي إلى مقتل رهائن وجنود.
وقال نتنياهو في مقابلة مع بيل هيمر على شبكة فوكس نيوز، الخميس، إن الجيش يعتزم السيطرة على غزة بأكملها.
وأفاد بيان صادر عن مكتبه في ساعة مبكرة من الجمعة، بعد اجتماع مجلس الوزراء الأمني المصغر، بأن الجيش سيسيطر على مدينة غزة، لكنه لم يوضح ما إذا كانت القوات الإسرائيلية ستسيطر على كامل القطاع. ويتوقع أن يصادق مجلس الوزراء الإسرائيلي على الخطة المتعلقة بمدينة غزة.
وقال مكتب رئيس الوزراء، إن نتنياهو تحدث إلى المستشار الألماني فريدريش ميرتس، للتعبير عن خيبة أمله من قرار برلين تعليق صادرات الأسلحة إلى إسرائيل. وأضاف المكتب أن نتنياهو أبلغ ميرتس، أن هدف إسرائيل ليس السيطرة على غزة، وإنما تحريرها من «حماس» وتمكين قيام حكومة سلمية فيها.
* «قلب غزة»
يقول الجيش الإسرائيلي إنه يسيطر على نحو 75 % من غزة. وقدّر أمير أفيفي المسؤول العسكري الإسرائيلي المتقاعد، إنه في حال سيطرة الجيش على مدينة غزة، فسيعني ذلك سيطرة إسرائيل على نحو 85 %من القطاع.
وقال أفيفي: «مدينة غزة هي قلب غزة. إنها في الواقع مركز الحكم. ودائماً ما كانت الأقوى، وحتى في نظر حماس، فإن سقوط مدينة غزة يعني سقوط حماس نفسها تقريباً». وأضاف: «السيطرة على مدينة غزة ستغير قواعد اللعبة».
وتفيد وسائل إعلام إسرائيلية بأن 900 ألف شخص يعيشون الآن في مدينة غزة. ويشمل هؤلاء العديد ممن أجبروا على النزوح من بلدات في الطرف الشمالي للقطاع بموجب أوامر إخلاء عسكرية وعمليات برية إسرائيلية. وقالت سيدة نازحة بشمال غزة «إلى أين نذهب، هل نلقي بأنفسنا في البحر»؟.
وقبل الحرب، كان يُعتقد أن أقوى وحدات حماس القتالية تعمل في شمال غزة، ومنها مدينة غزة.
وفي مقابلة «فوكس نيوز»، قال نتنياهو، إن إسرائيل لا تريد الاحتفاظ بقطاع غزة، وإنما إقامة «محيط أمني» وتسليم القطاع لقوات عربية لتتولى حكمه.
ولا يزال في غزة 50 رهينة يعتقد مسؤولون إسرائيليون، أن 20 منهم على قيد الحياة. وجاء إطلاق سراح معظم الرهائن حتى الآن نتيجة مفاوضات دبلوماسية، فيما انهارت المحادثات الرامية إلى وقف إطلاق النار التي كان من الممكن أن تفضي إلى إطلاق سراح رهائن في يوليو/تموز.
* تنديد خارجي
كانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين من بين القادة الأجانب الذين طالبوا إسرائيل بمعاودة النظر في قرارها بشأن مدينة غزة.
ونددت السعودية بأي خطوة لاحتلال غزة. وكانت أكدت استحالة تطبيع العلاقات مع إسرائيل من دون قيام دولة فلسطينية.
وعندما سُئل السفير الأمريكي هاكابي عن الانتقادات الموجهة لقرار إسرائيل تصعيد الحرب، تساءل عن سبب قيام بعض الدول «مرة أخرى» بممارسة «كل الضغط على إسرائيل» وليس حماس.
وقال هاكابي، إن ترامب يشعر بالإحباط لعدم رغبة «حماس» في التوصل إلى «أي نوع من التسوية المنطقية»، مضيفاً أن ترامب يصر على أن الحركة لا يمكنها البقاء في السلطة، ويجب نزع سلاحها.
وكانت إسرائيل تعرضت لضغوط متزايدة من الداخل والخارج بسبب الحرب في غزة، لأسباب منها الكارثة الإنسانية في القطاع. وقالت بريطانيا وكندا وفرنسا في الأسابيع الماضية، إنها قد تعترف بدولة فلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر المقبل.
* ضغط داخلي
ويؤكد نتنياهو أن الحرب لن تنتهي إلا بنزع سلاح «حماس». وتظهر استطلاعات الرأي أن غالبية الإسرائيليين يعتقدون أنه يجب عليه إنهاء الحرب فوراً باتفاق دبلوماسي يقود لإطلاق سراح الرهائن.
وقال (منتدى عائلات الرهائن)، الذي يمثل العديد من عائلات المحتجزين في غزة، إن السعي إلى احتلال غزة يعني التخلي عن أبنائهم، ويتجاهل الدعم الشعبي لإنهاء الحرب فوراً بصفقة تطلق سراحهم.
وذكر المنتدى في بيان، أن مجلس الوزراء الأمني اختار «اتخاذ خطوة متهورة أخرى، على حساب الرهائن والجنود والمجتمع الإسرائيلي ككل».
وقال داني بوكوفسكي، وهو مدير فندق في تل أبيب: «حسناً، أعتقد أن هذا حكم بالإعدام على كل الرهائن الذين لا يزالون محتجزين هناك، إنه قرار خاطئ في هذا التوقيت».
ومن شأن السيطرة الكاملة على القطاع، أن تلغي قراراً اتخذته إسرائيل عام 2005، وسحبت بموجبه المدنيين والعسكريين الإسرائيليين من غزة، مع الاحتفاظ بالسيطرة على حدودها ومجالها الجوي ومرافقها.