«بريسايت» تبحث في التطورات الجديدة المتعلقة بمخاطر الذكاء الاصطناعي

وقعت شركة «بريسايت»، مذكرة تفاهم مع «داو جونز فاكتيفا»، لاستكشاف وتطوير وتسويق فئة جديدة من حلول الامتثال وإدارة المخاطر المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والمصمّمة للمؤسسات المالية والهيئات التنظيمية والجهات السيادية التي تواجه تحدّيات غير مسبوقة في ظل التعقيدات العالمية المتزايدة.
ومن خلال دمج الخبرات الاستثنائية التي تمتلكها «داو جونز فاكتيفا» في مجال تحليلات المخاطر والامتثال والتنظيم والقوانين والاستدامة، إلى جانب البنية التحتية السيادية للذكاء الاصطناعي التي طوّرتها «بريسايت» وقدراتها المتقدمة في تقديم حلول الذكاء الاصطناعي التوليدي وتطوير الوكلاء، يفتح هذا التعاون المجال أمام إطلاق جيل جديد من الأنظمة الذكية المصمّمة خصيصاً لخدمة أكثر القطاعات حساسية في النظام المالي العالمي.
من الاستجابة إلى الاستباقية
تسعى الحلول المشتركة إلى تمكين فرق الامتثال والقانون والمخاطر من توقّع التهديدات والتعامل معها بشكل استباقي، عوضاً عن الاكتفاء بردود الفعل. وستعتمد هذه الحلول على نماذج ذكاء اصطناعي توليدي قابلة للتفسير وقدرات تحليل سياقي لحظي، ضمن بيئات سيادية تحقّق أعلى معايير الأمن ومتطلبات توطين البيانات الوطنية، بما يتماشى مع تطلعات الهيئات التنظيمية والمُنظّمة على حد سواء.
وقد تشمل الحلول الرائدة التي سيتم إطلاقها: وكيل اعرف عميلك والمالك الحقيقي النهائي، حيث يتتبّع الهيكليات الخفية للملكية عبر الحدود من خلال دمج الإفصاحات التنظيمية والوثائق المسرّبة والمصادر المفتوحة.
ومتتبع الاستدامة، الذي يقدّم مراقبة فورية للحوادث المثيرة للجدل، ومخالفات الامتثال، والمتطلبات التنظيمية المتغيّرة في مجال الاستدامة. ووكيل المخاطر القانونية والسياسية، الذي يرصد الاتجاهات التنظيمية ومخاطر الانتقال بين الحدود، ويكشف التحولات الدقيقة في المشهد القانوني.
وكذلك رصد التغطيات الإعلامية السلبية، حيث يوفر استخبارات إعلامية مدعومة بتحليل الانطباعات والمشاعر، لرصد المخاطر المرتبطة بالسمعة عند بروزها. ومحرّك استعلامات العقوبات، الذي يكشف التعرض غير المباشر للأطراف الخاضعة للعقوبات من خلال شبكات التجارة وسلاسل الملكية.
تجديد مفهوم إدارة المخاطر
قال توماس براموتيدهام، الرئيس التنفيذي لشركة بريسايت: «يهدف هذا التعاون الفريد إلى الجمع بين أفضل ما تتميز به قاعدة بيانات «داو جونز» التنظيمية، وقدرات «بريسايت» السيادية في تقديم حلول الذكاء الاصطناعي. ونعمل معاً على تجديد مفهوم إدارة المخاطر، من خلال استعلامات فورية، تنبئية، وسياقية. وهذا هو الذكاء التطبيقي في جوهره؛ حيث يحوّل المخاطر إلى رؤية استباقية».
مواجهة التحديات
فيما قال جويل لانغ، نائب الرئيس التنفيذي والمدير العام لوحدة المخاطر والأبحاث في «داو جونز»: «في ظل المشهد العالمي المتسارع والمتشابك، نحرص على تزويد عملائنا بالأدوات المناسبة لمواجهة التحديات المعقّدة. ويُمثّل هذا التعاون مع «بريسايت» خطوة محورية نحو تطوير الجيل المقبل من حلول إدارة المخاطر. نحن معاً في موقع فريد يمكّننا من تزويد المؤسسات المالية والجهات التنظيمية حول العالم بحلول ذكية وقابلة للتنفيذ كي نرتقي بعمليات الامتثال وإدارة المخاطر إلى مستوى تحديات المستقبل».
منصّة انطلاق إقليمية
استناداً إلى بنية الذكاء الاصطناعي الوطنية في دولة الإمارات ومنظومة التشريعات المتقدمة في دول مجلس التعاون الخليجي، سيركز هذا التعاون في المرحلة الأولى على خدمة صناديق الثروة السيادية، والمصارف المركزية، والبنوك من الفئة الأولى، والهيئات التنظيمية في الإمارات والمنطقة.
ويجري بحث خطط التوسع إلى ممرات استراتيجية تشمل جنوب شرق آسيا، وآسيا الوسطى، وشمال إفريقيا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة، حيث يتزايد الطلب بسرعة على حلول وأدوات الامتثال الذكية والآمنة والقابلة للتدقيق. وقد يسهم هذا التعاون في وضع معيار جديد لوظيفة إدارة المخاطر الحديثة: القابلة للتدقيق، وذاتية التشغيل، والمهيّأة للمستقبل. وفي عالم حافل بالتعقيدات، والتسارع والتداخل المستمر للتهديدات، لا تكتفي «بريسايت» و«داو جونز فاكتيفا» بمجرد الاستجابة لهذه التحديات، بل تعملان معاً على تجديد مفاهيم الحوكمة الذكية.