السينوغرافيا: البعد الخفي في إخراج العرض المسرحي

كلباء: «الخليج»
انطلقت، مساء الأربعاء، في المركز الثقافي بمدينة كلباء، ورشة السينوغرافيا المسرحية، وذلك ضمن دورة عناصر العرض المسرحي التي تنظمها دائرة الثقافة سنوياً. وتهدف الدورة إلى صقل إمكانات هواة المسرح المشاركين في مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة، الذي تنظم دورته الثانية عشرة في الربع الأخير من شهر سبتمبر المقبل.
الورشة التي يشرف عليها الفنان المغربي الدكتور عبد المجيد الهواس، استهلت فعالياتها بمحاضرة نظرية قدم خلالها الهواس لمحة تاريخية عن مفهوم السينوغرافيا ودورها في صياغة المشهد المسرحي، مستعرضاً أبرز اتجاهاتها المعاصرة.
وأكد الهواس أن السينوغرافيا في المسرح الحديث لم تعد تقتصر على تصميم الديكور والأزياء، بل أصبحت جزءاً أساسياً من بنية العرض المسرحي. وأوضح أنها «تشكل الوعاء الذي يستوعب المنجز الدرامي من خلال تنظيم العلاقة بين الممثل والمتلقي عبر الوظيفة الدراماتورجية للمكان».
وأشار إلى أن السينوغرافيا المعاصرة تضم مجموعة واسعة من المكونات التي تتفاعل معاً لخلق تجربة مسرحية متكاملة، مثل الأجسام، والمجسمات، والستائر، والأضواء، والألوان، والمؤثرات الصوتية والبصرية. وبيّن أن هذه المكونات «توظف إما بالطرق التقليدية أو من خلال التقنيات الرقمية الحديثة». كما أكد أن المفهوم الجديد للسينوغرافيا يهتم بكيفية تفاعل هذه المكونات مع الجمهور على المستوى الوجداني لإحداث الأثر المطلوب.
وبيّن الهواس أن الورشة تسعى لاستكشاف الطريقة التي تتفاعل بها العناصر السينوغرافية لإنتاج المعنى، وتشكل «شعرية عرض مسرحي متكامل، وأشار إلى أن السينوغراف اليوم يعد»المخرج السري للعرض.
كما قدم الهواس للمشاركين شرحاً عملياً حول كيفية وضع الخطط والرسومات الأولية لتصميم الصورة السينوغرافية بناءً على نص العرض المسرحي وبالتنسيق مع المخرج وبقية فريق العمل.
وتستمر الورشة حتى الخامس عشر من الشهر الجاري، وتتضمن مجموعة متنوعة من التدريبات العملية، بالإضافة إلى مشاهدات لمواد فيلمية لنماذج سينوغرافية من اتجاهات مسرحية مختلفة.