حزب الله يتمسك بأسلحته.. وحركة أمل تعبر عن استيائها من قرار الحكومة اللبنانية

تحدى «حزب الله»، أمس الأربعاء، قرار الحكومة اللبنانية بنزع سلاحه واتهمها بارتكاب «خطيئة كبرى»، غداة تكليفها الجيش وضع خطة تطبيقية لنزع السلاح قبل نهاية العام، كما اعتبرت «حركة أمل» حليفة الحزب أن الحكومة «استعجلت» في ما يتعلق بقرارها الخاص بحصر السلاح في يد الدولة، داعية إياها لـ«تصحيح» موقفها خلال جلسة مجلس الوزراء المرتقبة اليوم الخميس، بينما اندلعت مواجهات مسلحة ظهر أمس بين الجيش اللبناني ومسلحين مطلوبين في مدينة بعلبك.
وأعلن «حزب الله»، في بيان أمس الأربعاء، أنه سيتعامل مع قرار تجريده من السلاح «وكأنه غير موجود»، مؤكداً في الوقت ذاته استعداده «لمناقشة استراتيجية الأمن الوطني، لكن ليس على وقع العدوان».
وقال الحزب: «ارتكبت حكومة الرئيس نواف سلام خطيئة كبرى في اتخاذ قرار يجرد لبنان من سلاح مواجهة إسرائيل»، معتبراً أن «القرار يسقط سيادة لبنان، ويطلق يد إسرائيل للعبث بأمنه وجغرافيته وسياسته ومستقبل وجوده، وبالتالي، سنتعامل مع هذا القرار كأنه غير موجود».
وانضمت «حركة أمل»، التي يتزعمها رئيس مجلس النواب نبيه بري، إلى «حزب الله» في اتهام الحكومة اللبنانية بتقديم «المزيد من التنازلات المجانية لإسرائيل» بقرار نزع سلاح «حزب الله». واعتبرت الحركة أنه كان «حرياً بالحكومة اللبنانية التي تستعجل تقديم المزيد من التنازلات المجانية لإسرائيل باتفاقات جديدة، كان أولى بها أن تسخر جهودها لتثبيت وقف النار أولاً ووضع حد لآلة القتل الإسرائيلية». كما اتهمت الحكومة بالعمل عكس ما جاء في خطاب القسم لرئيس الجمهورية ولبيانها الوزاري. ورأت أن «جلسة اليوم الخميس تشكل فرصة للتصحيح وعودة للتضامن اللبناني»، ما يشي باحتمال حضور وزراء الحزبين جلسة اليوم.
وشدد وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي، أمس الأربعاء، على أن قرار الحكومة بشأن حصر السلاح حاسم ونهائي.
وأكد عبر «إكس»، ألاّ عودة إلى الوراء في هذا القرار. كما رأى حزب القوات اللبنانية، أن قرار الحكومة بشأن حصر السلاح تاريخي.
إلى ذلك، أجرى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان اتصالاً برئيس الوزراء نواف سلام مثنياً على قرار الحكومة الأخير لما فيه مصلحة لبنان واللبنانيين، وتمنى للحكومة المزيد من الإنجازات وتحقيق الوعود التي جاء بها البيان الوزاري.
وأكد مجلس المطارنة الموارنة، في بيان عقب اجتماعهم الشهري، أمس، برئاسة البطريرك الماروني بشارة الراعي، أنهم تلقوا باهتمام كبير مقررات الحكومة اللبنانية، لا سيما قرار حصرية السلاح بيد الدولة، ورأوا فيه خطوة في اتجاه بناء دولة قوية ومنتظمة تُبسط سيادتها على كامل الأراضي اللبنانية، بعيداً عن أي استقواء فريق على آخر.
ميدانياً، اندلعت مواجهات مسلحة، أمس بين الجيش اللبناني ومسلحين مطلوبين في أحد معاقل حزب الله في مدينة بعلبك.
وقال الجيش في بيان إنه أثناء ملاحقة الجيش سيارة في داخلها المطلوبون (ع.م.ز.) الملقب بـ«أبو سلة» و(ع.ع.ز) الملقب بـ«السلطان» و(ف.ز) في منطقة الشراونة – بعلبك، وقع اشتباك بينهم وبين عناصر الجيش، ما أدى إلى مقتلهم، وهُم من أبرز تجار المخدرات وأخطرهم، كما أنهم مطلوبون لقتلهم عسكريين وارتكابهم جرائم الخطف وإطلاق النار على مراكز ودوريات للجيش، والسرقة والسلب بقوة السلاح.
ونفى الجيش صحة المعلومات حول استهداف منازل أو أفراد من عائلات المطلوبين أو سكان المنطقة، أو وقوع اشتباكات بين الأهالي وبين الجيش.