محادثات بوتين ومبعوث ترامب تنتهي بتبادل الإشادات و”عقوبات ثانوية”

قال الكرملين: إن المحادثات التي جرت في موسكو مع المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف كانت «مفيدة وبنّاءة»، كما وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المحادثات بالمثمرة للغاية، وسط تلويح أمريكي بأن ترامب سيتجه إلى فرض «عقوبات ثانوية» على موسكو بدل «القاسية» التي أعلنها سابقاً مع اقتراب انتهاء المهلة التي حددها لإنهاء الحرب في أوكرانيا غداً الجمعة.
وقال يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لشؤون السياسة الخارجية: إن اللقاء الذي عُقد في الكرملين أمس الأربعاء واستمر نحو ثلاث ساعات، تناول الحرب في أوكرانيا وآفاق تحسين العلاقات الثنائية وأضاف في تصريحات لقناة «زفيزدا» الروسية: «تلقّينا إشارات محددة من الجانب الأمريكي وبدورنا بعثنا برسائل في المقابل».
وفي موازاة ذلك، أقر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف بأن «تحسين العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة سيستغرق وقتاً»، مرجعاً ذلك إلى ما وصفه ب«الجمود في العملية السياسية».
وقال لوكالة «تاس» الروسية: «هناك بالطبع حالة من الجمود في هذه العملية، يتطلب الأمر وقتاً لإعادة العلاقات إلى مسارها الطبيعي» وأشارت الوكالة إلى أن قمة لم تُعقد بعد بين الرئيسين بوتين وترامب منذ تنصيب الأخير في يناير الماضي، للمرة الأولى في تاريخ روسيا الحديث.
بدوره أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن موفده ستيف ويتكوف عقد «اجتماعاً مثمراً للغاية» مع بوتين، تناول جهود إنهاء الحرب في أوكرانيا. وكتب ترامب على منصته تروث سوشال «تم إحراز تقدم كبير»، لافتاً إلى أنه أطلع بعض الحلفاء الأوروبيين على مضمون اللقاء.
وأضاف «الجميع متفقون على وجوب إنهاء هذه الحرب وسنعمل لتحقيق ذلك في الأيام والأسابيع المقبلة».
وسبق هذا البيان تصريح لمسؤول في البيت الأبيض قال فيه: «إن اجتماع ويتكوف مع بوتين في موسكو كان جيداً»، مضيفاً أن «واشنطن لا تزال تخطط للمضي قدماً في فرض عقوبات ثانوية، غداً الجمعة».
وكان ترامب قد أمهل روسيا حتى الجمعة لإنهاء الحرب في أوكرانيا تحت طائلة التعرض لعقوبات جديدة لم يحددها، لكنها قد تتضمن رسوماً جمركية كبيرة جداً ستفرض على الدول التي تشتري النفط الروسي.
في الأثناء، أعلنت أوكرانيا أن منشأة استراتيجية لضخ الغاز قرب الحدود مع رومانيا تعرضت لهجوم بمسيّرات روسية، ما أدى إلى تعطيل جزء من البنية التحتية المرتبطة بواردات الغاز من الولايات المتحدة وأذربيجان.
وقالت وزارة الطاقة الأوكرانية أمس الأربعاء: «إن الهجوم استهدف بشكل مباشر منشأة مدنية تقع ضمن خطة لاستيراد الغاز الطبيعي المسال ويمثّل محاولة لتقويض علاقات أوكرانيا مع شركائها الأمريكيين والأوروبيين».
بدوره، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: إن منشأة الغاز التي تعرضت للقصف تقع في قرية نوفوسيلسكي على الحدود مع رومانيا، حيث يمر خط الربط أورلوفكا المرتبط بخط أنابيب «ترانس بلقان».
وتسببت سلسلة من الضربات الروسية خلال الأشهر الماضية في تراجع كبير بإنتاج الغاز المحلي، ما دفع كييف إلى تسريع جهودها لاستيراد الغاز من الخارج، خاصة عبر خط «ترانس بلقان» الذي يتيح إيصال الغاز من اليونان وتركيا وأذربيجان وبلغاريا إلى أوكرانيا عبر رومانيا.
ولم تؤكد سلطات الطاقة الأوكرانية ما إذا كان خط الربط قد تضرر بشكل مباشر أو ما إذا كانت عمليات الضخ ستتأثر، إلا أن التقارير أفادت بأن العمل جار لتصريف الغاز من خط الأنابيب في المنطقة المستهدفة وكانت أوكرانيا قد ضخّت الشهر الماضي كمية تجريبية من الغاز الأذربيجاني عبر «ترانس بلقان» وتستعد لزيادة الواردات من شركة «سوكار» الحكومية الأذربيجانية.
من جانبها، أكدت وزارة الدفاع الروسية تنفيذ الضربة الجوية على منشأة الغاز، في تصريح نقلته وكالة «تاس». وبينما تصر موسكو على أنها لا تستهدف البنى التحتية المدنية، فإنها تعتبر منشآت الطاقة «أهدافاً مشروعة» لدورها في دعم القدرات العسكرية الأوكرانية.
وتنفي روسيا بشكل متكرر استهداف المدنيين، منذ إطلاق غزوها الشامل لأوكرانيا في فبراير 2022، لكنها تؤكد أن منشآت الطاقة تُستخدم لأغراض عسكرية وتخدم المجهود الحربي الأوكراني. (وكالات)