قرية تختفي تحت الأرض في ثوانٍ.. فيضانات الهند تهدد بكارثة بيئية فريدة من نوعها

ضربت فيضانات مفاجئة مناطق جبلية في ولاية أوتاركند شمال الهند الثلاثاء، ما أدى إلى إجلاء نحو 70 شخصاً، فيما لا يزال العشرات في عداد المفقودين أو المحاصرين، بحسب ما أفاد به مسؤولون محليون.
انهيار طيني يبتلع قرية هندية بعد الفيضانات
وأظهرت مشاهد مصورة لحظة اجتياح الطين والمياه والحطام لقرية دارالي الواقعة في جبال الهيمالايا، حيث جرف السيل المنازل والمتاجر على سفوح الجبال. وأودت الفيضانات بحياة 8 أشخاص على الأقل، في انهيار طيني ضخم ابتلع القرية. وأكد مفوض منطقة أوتاركاشي، براشانت آريا، أن الفيضانات وقعت ظهراً، وأسفرت عن مقتل 8 أشخاص.
وقال: «يوجد العديد من بيوت الضيافة والمطاعم والفنادق في المنطقة، ولهذا طلبنا تدخل الجيش بشكل فوري للمساعدة في عمليات الإنقاذ».
وأوضح مسؤول في قوة الاستجابة للكوارث، محسن شاهدي، أن أكثر من 50 شخصاً لا يزالون مفقودين، وجرف ما بين 40 إلى 50 منزلاً.
جنود في عداد المفقودين ومعسكر جيش تضرر
صرّح المتحدث باسم وزارة الدفاع في الولاية، اللفتنانت كولونيل مانیش شريفاستافا، أن تسعة جنود ما زالوا مفقودين، مشيراً إلى أن معسكراً قريباً للجيش تضرر أيضاً بسبب انهيار طيني.
جهود إنقاذ وسط أمطار متواصلة
تتواصل عمليات الإنقاذ الأربعاء، رغم استمرار هطل الأمطار، وارتفاع منسوب المياه، حيث تم إرسال وحدات عسكرية إضافية، وكلاب تتبع وطائرات مسيرة ومعدات ثقيلة للمساعدة. وذكر رئيس وزراء أوتاراخند، بوشكار سينغ دهامي، أن نحو 190 شخصاً تم إنقاذهم حتى الآن، لكنه أكد أن الطين والانهيارات يعيقان عمليات الإغاثة.
وقال دهامي: «تأثرت قرية دارالي بالكامل، وأبلغنا السكان أن الانهيارات الطينية تكررت مرات عدة خلال الحادث، الطريق الواصل إلى القرية تضرر بشدة في عدة مواقع». وأضاف: «عمليات الإنقاذ واستعادة الخدمات صعبة للغاية لأن حالة الطقس تتدهور باستمرار».
ارتفاع حصيلة المفقودين وظهور أول جثة
في تحديث على منصة «إكس» الأربعاء، أعلنت شرطة أوتاركاشي أن عدد المفقودين ارتفع إلى 8 من السكان المحليين، واثنين من الجنسية النيبالية، إَضافة إلى 9 جنود، كما عثر على جثة واحدة حتى لحظة إصدار التحديث.
هل كانت «سحابة انفجارية» السبب؟
أشار مفوض أوتاركاشي، آريا، إلى أن الكارثة ربما كانت ناجمة عن سحابة انفجارية، وهي نوع من العواصف المفاجئة ذات الأمطار الغزيرة.
وتابع: «يوجد نهر في المنطقة، وبسبب السحابة الانفجارية، تدفقت كمية كبيرة من المياه فجأة».
وتُعرف السحابة الانفجارية بأنها هطل أكثر من 100 ملم من الأمطار في ساعة واحدة فقط، وتسبب عادة فيضانات مدمّرة خاصة في مناطق الهيمالايا الوعرة التي تسهّل تدفق المياه بقوة هائلة إلى القرى.
أسباب أخرى محتملة لفيضانات الهند
ورغم أن السحابة الانفجارية تبقى الاحتمال الأقرب، أكدت شبكة CNN أنه لم يتأكد من السبب النهائي بعد، مشيرة إلى أسباب بديلة محتملة مثل:
انهيار بحيرة جليدية، أو انهيار سد، أو إطلاق مفاجئ للمياه من منطقة مرتفعة.
ويُشار إلى أن ذوبان الجليد في الصيف قد يضعف السدود الجليدية الطبيعية، ما يؤدي إلى تدفق مفاجئ للمياه عبر الوديان.
تحذيرات مسبقة من الأرصاد
كانت هيئة الأرصاد الهندية أصدرت أعلى مستوى من التحذيرات لأجزاء من أوتاركند بسبب أمطار شديدة الغزارة، حيث سجلت مناطق نحو 300 ملم (12 بوصة) خلال 24 ساعة فقط.
موسم الرياح الموسمية والتحديات المناخية والبيئية
تتلقى الهند معظم أمطارها السنوية خلال الرياح الموسمية الجنوبية الغربية من يونيو/ حزيران إلى سبتمبر/ أيلول.
في حين أن هذه الأمطار ضرورية للزراعة، إلا أنها تؤدي إلى فيضانات كارثية تفوق قدرة البنية التحتية على التحمل، وتعزز المخاوف البيئية نتيجة التلوث الناتج عن الانهيارات الطينية وفقدان مساحات زراعية أيضاً. وحذّر الخبراء البيئيون مراراً من أن التوسع العمراني غير المنضبط في مناطق الهيمالايا يشكل كارثة بيئية محتملة.
وفي عام 2021، لقي العشرات حتفهم في منطقة تشامولي بأوتاركند، بعد انهيار جزء من نهر جليدي، وسقوطه في نهر، مسبباً انهياراً مائياً وصخرياً مدمراً اجتاح محطة طاقة كهرومائية.