السيسي: غزة تتعرض لمجزرة والتاريخ سيحاسب دولًا عديدة.

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس الثلاثاء، إن حرب إسرائيل على قطاع غزة «لم تعد حرباً لتحقيق أهداف سياسية أو إطلاق سراح رهائن»، بل تحولت «إلى حرب للتجويع والإبادة وتصفية القضية الفلسطينية»، بينما طالبت جنوب إفريقيا «أكبر عدد ممكن من الدول» بالضغط على إسرائيل لوقف جرائمها في غزة.
وأكد السيسي، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الفيتنامي في القاهرة، أن مصر «لن تكون بوابة لتهجير الشعب الفلسطيني من أراضيه». وجدد مناشدته الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الضغط على الحكومة الإسرائيلية من أجل إنهاء الحرب. وأضاف أن «التاريخ سيتوقف كثيراً وسيحاسب ويحاكم دولاً كثيرة على موقفها في الحرب على غزة، خاصة أن الضمير الإنساني العالمي لن يصمت طويلاً».
واعتبر السيسي أن هذه الحرب «قد تجاوزت، منذ زمن، أي منطق أو مبرر»، مشيراً إلى أن «حياة الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية أصبحت تستخدم كورقة سياسية للمساومة». كما ندد الرئيس المصري بالمزاعم التحريضة ضد بلاده، وقال: هذا «شكل من أشكال الإفلاس، يقال إن المعبر والمساعدات لا تدخل لأن مصر تمنع ذلك، هذا غريب جداً، المعبر لم يقفل وجرى تدميره أربع مرات أثناء الحرب، وفي كل مرة نحن نرمّمه».
وأشار السيسي إلى أن «المعبر كان من الممكن أن يدخل مساعدات، وما يمنع ذلك هو وجود قوات إسرائيلية متمركزة على الجانب الآخر»، مشيراً إلى أن «هناك أكثر من 5 آلاف شاحنة مساعدات في الأراضي المصرية مستعدة للدخول إلى غزة لكن الجانب الإسرائيلي يسيطر ويتمركز على الجانب الفلسطيني من المعبر».
وفي تصعيد دبلوماسي جديد يعكس التزامها بالقانون الدولي والدفاع عن حقوق الشعوب، دعت جنوب إفريقيا، أمس الثلاثاء، دول العالم إلى الانضمام للدعوى التي رفعتها أمام محكمة العدل الدولية ضد الاحتلال الإسرائيلي، بهدف وقف «الإبادة الجماعية الجارية بحق المدنيين في قطاع غزة».
وطالب وزير خارجية جنوب إفريقيا رونالد لامولا «أكبر عدد ممكن من الدول» بالضغط على إسرائيل «لوقف أعمال الإبادة» التي ترتكبها في غزة.
وقال لامولا في بريتوريا: «نرحب بنيّة فرنسا وكندا وبلدان أخرى في العالم للاعتراف» بدولة فلسطين، مضيفاً: «هذا يتيح تكثيف الضغط لضمان وقف إطلاق النار» في القطاع المدمر.
وتقدّمت جنوب إفريقيا بشكوى أمام محكمة العدل الدولية في ديسمبر 2023 ضد إسرائيل بارتكاب إبادة في قطاع غزة. وفي يناير 2024، حضّت المحكمة إسرائيل على بذل كل الجهود الممكنة «لتجنب» أعمال إبادة خلال عملياتها العسكرية في قطاع غزة، بما يشمل توفير المساعدة الإنسانية بشكل عاجل لتجنب المجاعة.
وأضاف لامولا: «عندما يقول بعض أصدقائهم وبعض البلدان بدورهم، كلا، هذا الأمر لا يمكن أن يستمر، فإن ذلك يقرّبنا أكثر فأكثر من اللحظة التي يضع فيها النظام الإسرائيلي حداً لأنشطة الإبادة الجماعية، ويسمح فيها بدخول المساعدات الإنسانية إلى السكان في غزة، ويوافق على الذهاب إلى طاولة المفاوضات من أجل وقف إطلاق النار».
وفي إشارة إلى المجاعة في غزة، قال لامولا: «حذّرنا في إجرائنا أمام محكمة العدل الدولية من أن كل ذلك سيؤدي إلى مجاعة، إلى تطهير كامل للسكان» في غزة. وتابع «لو تحرّك العالم حينها لما كنّا اليوم حيث نحن». (وكالات)