مباحثات متوقعة في باريس بين دمشق و«قسد» بعد مواجهات حلب

دعا المبعوث الأمريكي إلى دمشق توماس باراك، أمس الاثنين، السوريين إلى حل خلافاتهم بالحوار، مشدداً على أن واشنطن تدعم وحدة البلد العربي، بالتزامن مع تأكيدات عن مساع أمريكية فرنسية لعقد مفاوضات في باريس بين الحكومة السورية وقوات «قسد»، إثر الاشتباكات والتوترات الأخيرة في ريف حلب، فيما أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محادثة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، هي الثانية خلال أسبوع، على خلفية التطورات الجارية في سوريا والمنطقة.
وتعليقاً على الأحداث الأخيرة في السويداء ومنبج بسوريا، قال باراك، في منشور على منصة إكس «اندلعت أعمال عنف مقلقة أمس الأول الأحد في السويداء ومنبج». وأضاف أن «الدبلوماسية هي السبيل الأمثل لوقف العنف وبناء حل سلمي ودائم».
وأفادت مصادر كردية، أمس الاثنين، بوجود ضغط تمارسه واشنطن لاستئناف المفاوضات بين دمشق و«قسد». وقالت المصادر إن عضو الكونغرس الأمريكي أبراهام حمادة، أبلغ القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، أن مفاوضات بين «قسد» والحكومة السورية ستُعقد خلال الشهر الجاري في العاصمة الفرنسية باريس، بدعم من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ومساء السبت، أعلنت وزارة الدفاع السورية إصابة 4 عسكريين و3 مدنيين، إثر هجوم شنته قوات «قسد» على ريف منبج بمحافظة حلب. وأمس الاثنين، قالت قسد، إن مقاتليها اشتبكوا مع قوات حكومية في محافظة حلب بشمال البلاد، في أحدث واقعة تلقي بظلالها على الاتفاق التاريخي الذي وقعه الطرفان في مارس.
وقال المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية في بيان: «في تمام الساعة الثالثة من فجر أمس الاثنين، أقدمت فصائل تابعة لقوات الحكومة الانتقالية السورية على تنفيذ هجوم ضد 4 مواقع لقواتنا في قرية الإمام التابعة لمنطقة دير حافر، وقد تعاملت قواتنا مع الهجوم، وردت عليه بما يلزم دفاعاً عن مواقعها ومقاتليها، حيث نشبت اشتباكات استمرت 20 دقيقة متواصلة». من جهة أخرى، أعلن المتحدث الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى محادثة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ويعتبر الاتصال الهاتفي أمس بين بوتين ونتنياهو الثاني من نوعه خلال أسبوع، حيث ناقش الجانبان في اتصال سابق يوم 28 يوليو الشأن السوري ومختلف جوانب الوضع المتوتر في الشرق الأوسط.
وأكد الجانب الروسي موقفه الثابت الداعي إلى حل سلمي حصري للمشكلات والصراعات القائمة في المنطقة، حسب بيان الكرملين. وتابع البيان: أكد بوتين بشكل خاص أهمية دعم وحدة وسيادة وسلامة أراضيها، وتعزيز استقرارها السياسي الداخلي من خلال مراعاة الحقوق والمصالح المشروعة لجميع المجموعات العرقية والدينية من السكان.
كما أشار البيان إلى أنه «في ضوء التصعيد الأخير في المواجهة الإيرانية الإسرائيلية، أبدى الجانب الروسي استعداده لبذل كل ما في وسعه لتسهيل إيجاد حلول تفاوضية بشأن البرنامج النووي الإيراني. واتفق الزعيمان على مواصلة الحوار حول القضايا الراهنة على الأجندة الدولية والثنائية».
إلى ذلك، طالب العميد أحمد الدالاتي، قائد قوات الأمن الداخلي في محافظة السويداء، أمس الاثنين، بفتح حوار بين الحكومة السورية ووجهاء المحافظة، للتوصل إلى صيغة نهائية تتيح عودة مؤسسات الدولة إلى السويداء.
ونقلت قناة «الإخبارية السورية»، عن الدالاتي قوله إن سلوك الجماعات المسلحة التي وصفها ب«العصابات»، والتي خرقت الاتفاقات وعرقلت مسار الهدنة والاستقرار، يعكس «العقلية التي يُدار بها المشهد» في المحافظة.
وأشار الدالاتي إلى أن «خصوصية» الوضع في السويداء، تتمثل في «فرض السلطة الدينية وجهة نظرها السياسية على من يرغب في حوار مع الحكومة، وصولاً إلى عزله اجتماعياً»، لافتاً إلى أن ذلك يمثل أحد العوائق أمام الجهود لإعادة الاستقرار.
وكانت السلطات السورية، أعلنت أمس، إعادة ممر بصرى الشام الإنساني في ريف درعا جنوب غرب البلاد بعد تأمين المنطقة من «عصابات الهجري» التي خرقت، الأحد اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء. (وكالات)