اختفاء علاقاتنا الاجتماعية بهدوء | صحيفة الخليج

«جيديتنك»
في خضم الركض وراء الالتزامات اليومية، والانشغال المستمر بين العمل والعائلة والتكنولوجيا، قد لا نلاحظ أن دوائرنا الاجتماعية بدأت تنكمش بصمت، بين لقاءات مؤجلة، رسائل غير مجاب عليها، ووعود بلقاء قريباً لا تأتي أبداً كلها إشارات خفية إلى ابتعاد تدريجي عن روابط كانت يوماً وثيقة.
ورغم سهولة الوصول إلى الآخرين عبر الوسائل الرقمية، إلا أن التواصل الحقيقي بات أكثر ندرة. ومع مرور الوقت، تضعف العلاقات المباشرة التي كانت تُغذي شعورنا بالانتماء والدعم، ما يُؤثر سريعاً في صحتنا النفسية والعاطفية.
وكثيرون يواجهون صعوبة في تنسيق لقاء بسيط مع الأصدقاء، حيث تتحول المحادثات على تطبيقات الدردشة إلى دوامة من التأجيل. هذه النكسات الصغيرة تتراكم، ومع الوقت، تتآكل الروابط الاجتماعية دون صخب.
وتشير الأبحاث إلى أن حجم وجودة شبكتنا الاجتماعية يرتبطان ارتباطاً وثيقاً بمستويات التوتر، والشعور بالوحدة، وحتى خطر الإصابة بالاكتئاب. فالعلاقات البشرية ليست رفاهية، بل ضرورة بيولوجية، ويُقلص دوائرنا دون أن نشعر بالضغوط العملية والحياتية، حيث تسرق من وقتنا وطاقتنا، وتدفعنا لتأجيل العلاقات الاجتماعية.
والاعتماد المفرط على التواصل الرقمي الذي يجعلنا نظن أننا على اتصال، بينما تغيب العلاقة الفعلية.
وظاهرة «فومو» (الخوف من تفويت الفرص) التي تدفعنا للمقارنة بدلاً من التفاعل، وتخلق شعوراً بالانعزال رغم الانخراط الظاهري.
ولنحمي أنفسنا من العزلة الاجتماعية الصامتة يجب تخصيص وقتاً دورياً للتواصل وجهاً لوجه مع من تحب. بالإضافة إلى الانضمام لمجموعات أو أنشطة تتيح لك بناء علاقات جديدة ذات معنى.
وإعادة إحياء العلاقات القديمة برسالة بسيطة أو مكالمة مفاجئة. والتقليل من وقت الشاشة، واعط الأولوية للحديث الحقيقي لا الافتراضي.
ويجب أن تكون حاضراً بصدق عندما تتحدث مع الآخرين، الاستماع والتعاطف يصنعان فرقاً كبيراً. ومعرفة أن انكماش دائرتك قد يحدث دون وعي، يمنحك فرصة ثمينة لاتخاذ خطوات صغيرة لكن فعالة للحفاظ على شبكة داعمة تُثري حياتك وتُعزز صحتك.