جامعة الشارقة تُطلق برنامج دكتوراه في فلسفة علوم الفضاء

جامعة الشارقة تُطلق برنامج دكتوراه في فلسفة علوم الفضاء

تماشياً مع الرؤية الوطنية لدولة الإمارات، وإمارة الشارقة، في تعزيز مكانة الدولة في مجالات علوم الفضاء والفلك، أعلنت جامعة الشارقة، إطلاق برنامج دكتوراه الفلسفة في علوم وتكنولوجيا الفضاء (متعدد التخصصات)، وتطرحه كلية العلوم، بالتعاون مع كليتي الهندسة، والحوسبة والمعلوماتية، بدءاً من العام الأكاديمي المقبل (2025-2026).

يُعد البرنامج من أحدث المبادرات الأكاديمية الهادفة إلى دعم المسيرة البحثية والعلمية في قطاع الفضاء محلياً ودولياً. والمساهمة في إعداد جيل من الباحثين والمتخصصين القادرين على قيادة المستقبل الفضائي للدولة.

رؤية أكاديمية

وأكد الدكتور حميد مجول النعيمي، مدير أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك، أن إطلاق البرنامج يجسد التزام إمارة الشارقة بدعم علوم الفضاء والفلك، وتعزيز منظومة التعليم والبحث العلمي المتقدم في هذا المجال الحيوي.

وأوضح أن البرنامج صُمم ليجمع بين الجوانب النظرية والتطبيقية، مع التركيز على تنمية قدرات الطلبة البحثية والعملية، بما يواكب أحدث التطورات العالمية، ويؤهلهم للإسهام الفاعل في المشروعات الوطنية الطموحة المرتبطة في قطاع الفضاء.

بيئة متطورة

وأشار إلى أن البرنامج يأتي ضمن بيئة بحثية متطورة توفر للطلبة الخبرات العملية والتقنيات الحديثة، بما ينسجم مع رؤية صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، التي تأسست عليها الأكاديمية.

شراكات استراتيجية

وأوضح الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي، المستشار الأول للتقنيات السيبرانية والفضاء في مجموعة «إيدج»، أن البرنامج الجديد يأتي استجابة لطموحات دولة الإمارات نحو بناء اقتصاد معرفي قائم على الابتكار والتقنيات المتقدمة.

وأكد أن مثل هذه المبادرات الأكاديمية ركيزة أساسية في تمكين الكفاءات الوطنية، وترسيخ السيادة التقنية للدولة في مجال الفضاء.

كما شدد على أهمية تعزيز التعاون بين الجهات الأكاديمية والمؤسسات الوطنية، بدعم البحوث التطبيقية والتدريب العملي، بما يدعم التكامل بين الجانبين النظري والتطبيقي، ويرفع من جاهزية الكوادر الوطنية للمساهمة بفاعلية في تطوير هذا القطاع الاستراتيجي.

مرافق بحثية متقدمة

وأوضح الدكتور نوار ثابت، عميد كلية العلوم، أن البرنامج يأتي استجابة للتطورات المتسارعة التي يشهدها هذا القطاع، الذي أصبح ركيزة أساسية في مجالات متعددة مثل مراقبة الأرض، وعلوم المناخ، والزراعة الدقيقة، والاتصالات، والإنترنت. وأوضح أن المرافق البحثية المتقدمة في الأكاديمية، لها دور محوري بتوفير بيئة علمية متطورة تضم أحدث الأجهزة والتقنيات التي تتيح للطلبة اكتساب خبرات علمية وعملية، وتفاعلاً مباشراً مع الباحثين والمشاريع المستقبلية، ومنها سلسلة الأقمار الصناعية المكعبة، ما يسهم في إعداد جيل من الكفاءات القادرة على الابتكار والريادة في قطاع الفضاء.

تكامل التخصصات

وأشار الدكتور مشهور الوردات، مدير إدارة الشؤون الأكاديمية، في الأكاديمية، ومنسق البرنامج، أن شروط القبول تتطلب حصول المتقدمين على شهادة ماجستير في التخصصات العلمية أو الهندسية، إلى جانب المعرفة البحثية المكتسبة أو الخبرة العملية في مجالات الفيزياء الفلكية وعلوم وتكنولوجيا الفضاء. مضيفاً أن البرنامج سينفّذ بالتعاون مع كليات العلوم، والهندسة، والحوسبة والمعلوماتية.

وتتيح خطة البرنامج للطالب اختيار المسار البحثي الذي يرغب فيه، مثل الفيزياء الفلكية، وعلوم الاستشعار عن بُعد، أو التطبيقات التكنولوجية مثل الأقمار الصناعية والمهام الفضائية.

قصص نجاح ملهمة

وأكدت الباحثة فاطمة الخاطري، مديرة قبة الشارقة الفلكية في الأكاديمية، وأول إماراتية تنال الماجستير في علوم الفضاء والفلك من جامعة الشارقة، أنها تطمح بالتحاقها في برنامج الدكتوراه إلى التعمق في مفاهيم متقدمة واكتساب أدوات تحليل دقيقة، لاسيّما في مجالات تحليل البيانات العلمية وتطبيقاتها التقنية الحديثة في علوم الفضاء والتكنولوجيا.

وأضافت أنه فرصة ثمينة للمشاركة الفاعلة في أبحاث رائدة تسهم في دعم تطلعات دولة الإمارات الطموحة في استكشاف الفضاء، ويعزّز جاهزيتها لتولي أدوار قيادية في مؤسسات أكاديمية ومراكز بحثية محلية ودولية. كما شجعت الباحثين على خوض هذا المجال باعتباره ليس فقط استجابة للشغف، بل مساهمة حقيقية في بناء مستقبل وطني طموح.