عائلات تبحث عن مدارس خاصة تعزز نمو شخصية أطفالها وتطور مهاراتهم.

تحقيق: فاطمة المنصوري
اختيار المدرسة المناسبة أحد أهم القرارات التي يتخذها أولياء الأمور، لتأثيره المباشر في مستقبل أبنائهم الأكاديمي والنفسي والاجتماعي. ومع تنوع المناهج التعليمية واختلاف الرسوم الدراسية وتفاوت جودة التعليم، تختلف معايير الاختيار من أسرة لأخرى، فبين من يفضل القرب الجغرافي، ومن يركز على كفاءة المعلمين أو بيئة المدرسة، تتعدد الأولويات.
«الخليج» التقت مع مجموعة من أولياء الأمور الذين تحدثوا عن عناصر اختيار المدارس لأبنائهم، والعوامل التي تؤثر في قراراتهم، وقد تباينت آراؤهم ليجمعوا أن هناك 5 عناصر أساسية يركّزون عليها عند اختيار مدرسة لأبنائهم وهي: الرسوم الدراسية، والمستوى الأكاديمي للمدرسة، وتوافر الأنشطة اللامنهجية، واهتمامها بالقيم والسلوك، وقرب موقع المدرسة من المنزل.
في الوقت ذاته تحرص دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي، على مساعدة أولياء الأمور في اختيار المدارس التي تناسب أبناءهم، بإلزام المدارس المعتمدة وضع لوحات أداء بارزة عند مداخل جميع المدارس الخاصة، ما يساعد في تزويد أولياء الأمور، والطلبة، وزوّار المدارس برؤى واضحة ومباشرة عن أحدث نتائج تقييمات برنامجي «ارتقاء» و«علامة الهوية الوطنية»، وتمكين أولياء الأمور من الحصول على رؤى هادفة عن بيئة التعلم الخاصة بأبنائهم، مع الأخذ في الحسبان أن مبادرة «ارتقاء» لتقييم المدارس توفر تقييماً شفافاً وشاملاً لجودة المدارس الخاصة في أبوظبي، تحديد المستوى الذي حصلت عليه المدرسة.
قرب المدرسة
وقال الدكتور أوس الجارور: هناك الكثير من العوامل التي تحدد اختياراتنا للمدارس المناسبة لمستقبل أبنائنا، الأول قرب المدرسة من المنزل، لتوفير الوقت واختصار رحلة الذهاب والعودة التي تستغرق في معظم الأحيان ساعة واحدة في الحافلة المدرسية. وإذا كانت المدرسة قريبة من المنزل الطالب فيختصر الكثير من وقت الطالب في الانتقال.
وأضاف أن العامل الثاني: المنهج الدراسي، في السابق كانت جميع المناهج واحده ولكن الآن اختلفت المناهج بحسب المدارس، حيث يكون الاختيار يعتمد على الوالدين وما نوع الجامعات التي يخططان لها لالتحاق الطالب بها مستقبلاً.
وأوضح أنه كان محتاراً في اختيار مدارس أبنائه، حيث أسس لغتهم في المدارس ذات المنهج الأمريكي، بعد ذلك حوّل مدارسهم لمنهج تعليمي وزاري، لأنها مريحة، من حيث الموقع، وبالإمكان إيجاد مدرسة ذات منهج وزاري في كل منطقة، ومن ناحية المناهج فهي تؤسس الطالب للتأهيل في الجامعات العريقة والمعروفة في الدولة.
كفاءة المعلمين
وأوضح أمجد عبد الوهاب، أن من المهم التركيز على نوع المنهج وكفاءة المعلمين التدريسية في المدرسة التي سيختارها لأبنائه، ويرى أن البيئة التعليمية لا تقتصر على أكاديمية المدرسة، بل تشمل تنمية الجوانب الاجتماعية لدى الطالب في المدرسة لمساهمته في بناء شخصية قيادية ومتميزة ويكون قادراً على مواجهات التحديات في المستقبل بثقة.
وأضاف أن الرسوم الدراسية مهمّة لاختيار المدرسة المناسبة لأبنائه. فهناك مدارس ذات رسوم معتدلة وتقدم مستوى تدريسياً مميزاً. والأهم أنها لا تبالغ في زيادة الرسوم سنوياً، كما هي الحال في مدارس رسومها مرتفعة ولا تقدم مستوى تدريسياً يتناسب معها. إلى جانب الزيادة السنوية في الرسوم من دون مبررات مقنعة. والأهم القيمة التعليمية للطالب مقابل الكلفة، لذلك أبحث عن مدرسة تقدم جودة حقيقية بسعر منطقي.
بيئة مدرسية
وقالت ليلى الحسن: الرسوم الدراسية تؤثر في قرار اختيار المدرسة، لكنها ليست العامل الحاسم، حيث أبحث دائماً عن مدرسة تقدّم تعليماً عالي الجودة بكلفة معقولة. ومهم أن تكون الرسوم ضمن حدود ميزانيتي، ولكنني أحرص في الوقت نفسه على أن تتناسب جودة التعليم مع الكلفة.
دعم نمو الطفل
وأوضحت أن اختيار المدرسة لطفلي بناءً على عوامل عدة، في مقدمتها جودة التعليم، والمناهج الدراسية، وطرائق تدريس اللغة العربية، وأُولي اهتماماً خاصاً ببيئة المدرسة، وتنوع مجتمعها، وموقعها الجغرافي. وأحرص على أن تكون داعمة لنمو الطفل عاطفياً واجتماعياً، وقبل اتخاذ القرار النهائي، أستعين بآراء أولياء الأمور ممن لديهم أبناء في المدرسة، ويهمّني كثيراً أن تحرص المدرسة على التواصل المنتظم والفعّال مع أولياء الأمور.
بناء الإنسان
وقال هيثم عبد الوهاب: الرسوم الدراسية تؤثر في الاختيار ولكن ليست المعيار الأول بالنسبة لي، فإذا كان تقييمي للمدرسة فوق الممتاز وتوفر كل متطلبات الطفل من التنمية الشخصية والابداعية فسأدفع أكثر. وأبحث عن مدرسة لا تركز على الدراسة والمناهج التعليمية فقط، بل تنمي شخصيات الأطفال وتعزز مهاراتهم الاجتماعية وتشجع على الإبداع الفكري، لأن النجاح لا يعتمد على الدرجات الدراسية فقط، بل على الشخصية المتوازنة القادرة على مواجهة التحدي بثقة. وأحرص على تقييم المدرسة ما إذا كان المكان يساعدهم على الاستكشاف، والتعبير عن أنفسهم من دون خوف، فبنتاي مريم وساندي، لا أراهما مشاريع درجات ولكن أراهما مشاريع بناء إنسان.
تصنيفات المدارس
وقال أحمد أكبارية: اختيار المدارس لأبنائي تأتي ضمن توصيات أولياء الأمور وتجاربهم مع المدارس الأكاديمية والشخصية. ويأتي الاختيار من قائمة تصنيفات المدارس الأفضل أكاديمياً التي تنشرها دائرة التعليم والمعرفة سنوياً، وتتغير التصنيفات سنوياً. ولاحظت هذه السنة أن الرسوم المدرسية في ازدياد، رغم أن تقييم معظمها عادي وقد يأتي هذا بسبب رواتب الكوادر العالية. وغالباً لا يسهل اختيار المدارس ذات الرسوم المنخفضة بسبب عدم توافر الأنشطة المناسبة فيها للأطفال.
سمعة المدرسة
وقال إسلام الشيخ: إن الرسوم الدراسية عنصر مهم عند اختيار المدرسة المناسبة، خصوصاً للذين لديهم أكثر من طفل. مشيراً إلى أن كلفة رسوم المدرسة المناسبة بين 20 و30 ألف درهم، ولكن شرط أن تكون مدرسة ذات تقييم ممتاز. وأرى المناهج الأمريكية مناسبة لأطفالي وفيها إقبال أكثر من أولياء الأمور. وأفضل أن يكون موقع المدرسة قريباً من البيت للتسهيل على الأبناء وأولياء الأمور عند الانتقال إلى المدرسة. والمدرسة التي ألحقت بها أطفالي محل ثقة كثير من أولياء الأمور، حيث أشادوا بمستوى الطاقم الأكاديمي، والتعليم، رغم أنني غير متابع للتصنيفات التي تنشرها الدائرة على موقعها، إلا أنني أرى الإقبال الكبير على المدرسة نفسها من أولياء الأمور.
لوحات أداء
دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي، تتجه إلى إلزام المدارس المعتمدة وضع لوحات أداء بارزة عند مداخل جميع المدارس الخاصة في الإمارة، لتعزيز الشفافية والمشاركة المجتمعية في قطاع التعليم الخاص.
هذه اللوحات ستزود أولياء الأمور، والطلبة، وزوّار المدارس برؤى واضحة ومباشرة عن أحدث نتائج تقييمات برنامجي «ارتقاء» و«علامة الهوية الوطنية»، بما يؤكد التزام الدائرة برفع معايير التعليم وتمكين أولياء الأمور من الحصول على رؤى هادفة عن بيئة التعلم الخاصة بأبنائهم.
وقال سليمان العامري، المدير التنفيذي لقطاع التعليم الخاص ومدارس الشراكات بالإنابة في الدائرة: هذه اللوحات لا تقتصر على كونها أداة تقييم فحسب، بل تجسّد التزام المدارس بتحقيق التميز الأكاديمي وتعزيز الهوية الوطنية لدى الطلبة بالإضاءة على نتائج الأداء.
ولوحات أداء المدرسة ستركز على مؤشرين يعكسان جودة المدرسة، وهما: «ارتقاء» وعلامة «الهوية المدرسية»، حيث إن «ارتقاء» إطار تقييم أداء المدارس، والذي يشمل ستة معايير جودة أداء أساسية وهي: إنجازات الطلبة، والتطور الشخصي والاجتماعي ومهارات الابتكار، وعمليات التدريس والتقييم، والمنهاج التعليمي، وحماية الطلبة ورعايتهم وتقديم الإرشاد والدعم لهم، وقيادة المدرسة وإدارتها.
أما علامة الهوية الوطنية فهي مقياس يعكس مدى ترسيخ وتشجيع المدارس للقيم والثقافة الوطنية والمواطنة ضمن بيئتها التعليمية.
اختيار المدرسة المناسبة أحد أهم القرارات التي يتخذها أولياء الأمور، لتأثيره المباشر في مستقبل أبنائهم الأكاديمي والنفسي والاجتماعي. ومع تنوع المناهج التعليمية واختلاف الرسوم الدراسية وتفاوت جودة التعليم، تختلف معايير الاختيار من أسرة لأخرى، فبين من يفضل القرب الجغرافي، ومن يركز على كفاءة المعلمين أو بيئة المدرسة، تتعدد الأولويات.
البيئة التعليمية
في مرحلة لاحقاً ستضاف «علامة جودة الحياة المدرسية» إلى لوحات أداء المدرسة، لتكون مؤشراً واضحاً على جهود المدارس في تعزيز الصحة النفسية والاجتماعية والبدنية للطلبة والمعلمين، بما ينعكس إيجاباً على البيئة التعليمية.ولهذه المؤشرات دور حيوي في تمكين الأسر من اتخاذ قرارات مبنية على معلومات دقيقة من أهم ركائز النجاح، حيث يمكن لأولياء الأمور الاطّلاع على «لوحات الأداء» عند زيارتهم للمدارس، واستكشاف المزيد عن برنامجي «ارتقاء» و«علامة الهوية الوطنية»، عبر الموقع الإلكتروني الخاص بالدائرة وتطبيق أولياء الأمور «راية».