دليلك الكامل لاستعمال «لينكد إن»: أشياء ينبغي القيام بها وتفاديها

دليلك الكامل لاستعمال «لينكد إن»: أشياء ينبغي القيام بها وتفاديها

أصبح موقع «لينكد إن» اليوم، المنصة الأهم لبناء الهوية المهنية والتواصل مع أصحاب العمل والزملاء في جميع أنحاء العالم.

وعلى الرغم من انتشاره الواسع، فإن الكثيرين لا يزالون يواجهون أسئلة متكررة: ماذا أكتب في رسالة تواصل باردة، هل يجب أن أنسخ تاريخ عملي حرفياً من سيرتي الذاتية، هل أصف نفسي بصيغة المتكلم أم الغائب؟

في الحقيقة، كل من حاول تحسين حسابه على «لينكد إن» مرّ بهذه التساؤلات. ولهذا السبب، جمع موقع «بيزنس إنسايدر» نصائح من الخبراء والمتخصصين لمساعدتك على تحسين حسابك وبناء علامتك المهنية بشكل احترافي. إليك ما يجب وما لا يجب فعله أثناء استخدام موقع «لينكدإن»، بدءاً من تحسين حسابك، ووصولاً إلى تنمية شبكتك المهنية.

تحسين حسابك الشخصي

عند إنشاء أو تحديث حسابك، يمنحك «لينكد إن» خيار عرض مسمى وظيفتك الحالي كعنوان رئيسي. ولكن، وفقاً للخبيرة في كتابة السير الذاتية وحسابات «لينكد إن»، فرجينيا فرانكو، من المفيد أن تضع مهاراتك الأساسية في العنوان؛ لأن ذلك يزيد فرص ظهورك في نتائج البحث.

وتنصح بيث غرينجر، وهي مستشارة متخصصة في الشبكات والعلاقات المهنية، بإضافة كلمتين أو ثلاث كلمات مفتاحية مرتبطة بوظيفتك المستهدفة في العنوان. فكّر في العنوان كأنه ملخص سريع أو خطاب المصعد (elevator pitch) مكوّن من 220 حرفاً يعرّف بك مباشرة.

لكن لا تقتصر على المهارات التقنية فقط، إذ توصي ميغ غيسبي، خبيرة استراتيجيات البحث عن الوظائف التنفيذية، بموازنة الكلمات المفتاحية مع لمحة عن شخصيتك، لإضافة «كيمياء» تجذب القارئ وتشجعه على التواصل معك.

كما يغفل كثيرون أهمية صورة الغلاف أو اللافتة، مع أنها بمثابة لوحة إعلانية احترافية خاصة بك. وقد رأت فرانكو بعض عملائها يضيفون أهم ثلاث كلمات مفتاحية مع اسمهم كخلفية لصورة الغلاف.

وفي قسم «نبذة عني»، اكتب بأسلوب أكثر ودّية مما تفعله في السيرة الذاتية. تخلَّ عن صيغة الغائب، وكن مباشراً. وتقول فرانكو: «هذه فرصتك الحقيقية لتخبر القارئ بالمشاكل التي تستطيع حلّها، أو لتُبرز أسلوبك القيادي، أو لتوضح ما يحمّسك في عملك».

ولا تنسَ أن تبدأ بأهم المعلومات؛ لأن القارئ قد لا يكمل القراءة حتى النهاية.

وفي قسم «الخبرات»، ركّز على آخر 15 سنة من تاريخك الوظيفي. ولا تكتفِ بذكر اسم الشركة والمسمى الوظيفي، بل وضّح مهامك الأساسية، والمشاريع التي عملت عليها، والنتائج التي حققتها. تجنّب النسخ الحرفي من السيرة الذاتية، واكتب بطريقة تسلّط الضوء على القيمة التي قدمتها. وضّح لكل دور وظيفي ما طُلب منك تحقيقه، كيف كانت الحالة عند استلامك، وكيف أسهمت في تحسينها.

احرص على اختيار مسمى وظيفي من الخيارات الجاهزة التي يقدمها «لينكد إن»، لأنها تُحسّن فرص ظهورك في نتائج البحث. وإن كان المسمى يختلف قليلاً عن وظيفتك الفعلية، يمكنك توضيح ذلك في الوصف.

أما إذا كنت في بداية حياتك المهنية، فلا تكتفِ بذكر اسم الجامعة والتخصص. أضف أسماء الدورات أو المواد الرئيسية، فهذه الكلمات المفتاحية يمكن أن تساعد على تحسين ظهورك في نتائج البحث.

وفي قسم «المهارات»، احرص على جمع أكبر عدد ممكن من التزكيات، فهي تعزز مصداقيتك وتحسّن ترتيب حسابك في نتائج البحث.

أما التوصيات، فأفضل وقت لطلبها هو عندما يقــــدّم لك زميـــل أو عميـــل شكراً علــى عمــلك. يمكنك أيضاً البدء بكتابة توصية للآخرين، وغالباً ما يردّون الجميل بتوصية مقابلة.

بناء شبكتك المهنية

إن تحسين حسابك خطوة أساسية، لكنها لا تكفي وحدها. إن الأهم هو أن تحافظ على حضور نشط عبر المنصة. وأبسط طريقة لذلك هي التفاعل مع منشورات الآخرين بالتعليقات.

تقول غرينجر: «لو كنت في غرفة مملوءة بالأشخاص، من الأسهل أن تنضم لمحادثاتهم بدلاً من الوقوف في الزاوية ومخاطبة الفراغ وانتظار أن يأتي الناس إليك».

يمكنك أيضاً نشر مقالات أو إعادة مشاركة تعليقات ذكية، أو تقديم آرائك حول الأحداث المهمة في قطاعك. ومن المواضيع الساخنة حالياً في أغلب الصناعات، تأثير الذكاء الاصطناعي في مستقبل العمل. استلهم من شبكتك، وانشر ما يثير النقاش ويعكس خبرتك.

وعند إرسال طلب اتصال جديد، لا ترسله دون رسالة مخصصة. إن رسالة شخصية قصيرة تساعدك على لفت الانتباه، وشرح سبب تواصلك، وتذكير الشخص أين التقيتما سابقاً إن كان ذلك ممكناً.

في النهاية، أنت تريد أن تعمل كل أجزاء حسابك معاً لتعطي انطباعاً واحداً، أنك شخص ودود، وسهل الوصول، وقادر على فتح باب الحوار.

وتقول غرينجر: «تريد لحسابك أن يبدو وكأنه بداية محادثة، لا مجرد واجهة صامتة».

في الختام، إن «لينكد إن» ليس مجرد سيرة ذاتية رقمية أو مكان لإضافة جهات اتصال. هو مساحة حيوية لإبراز قصتك المهنية، بناء الثقة، وإيجاد الفرص الجديدة.

لذا، في المرة المقبلة التي تفكر فيها بتحديث حسابك، تذكّر هذه القاعدة الذهبية: أضف قيمة، وكن صادقاً، وأظهر شخصيتك، لتجعل من حسابك بوابة حقيقية لعلاقات ومشاريع جديدة، بدلاً من كونه مجرد حساب مهجور يفتقر للحياة.

وبهذا، يصبح حسابك على «لينكد إن» ليس فقط انعكاساً لخبرتك، بل أداة حقيقية تنقلك إلى فرص جديدة، وشبكات مهنية قيّمة، ومستقبل مهني أكثر إشراقاً.