الإخوان المسلمون ينفذون حملات تشويه في القاهرة وعمان

الإخوان المسلمون ينفذون حملات تشويه في القاهرة وعمان

في ظل الظروف العصيبة التي تمر بها المنطقة وبينما تعيش غزة أزمة إنسانية حقيقية، تواصل جماعة الإخوان الإرهابية استغلال المأساة التي يقبع تحتها الغزيون؛ إثر الحرب الإسرائيلية المدمرة على القطاع، لأغراضها السياسية عبر حملة تشويه وتحريض ممنهجة ضد مصر والأردن سخرت لها أدوات إعلامية تضليلية لاستهداف سفارات البلدين في دول العالم عبر التحريض على التظاهر أمامها أو الاعتداء على مقارّ تلك السفارات.

ودانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين حملات التحريض المتواصلة على الأردن ودوره المتواصل في تقديم المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة، والتي شملت سلسلة من الاعتداءات على مقارّ السفارات والبعثات الدبلوماسية الأردنية في الخارج.

حملات تشويه ممنهجة

وأكّد الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير سفيان القضاة أنّ مواقف الأردن التاريخية الثابتة في دعم الشعب الفلسطيني وحقوقه غير القابلة للتصرف وجهوده من أجل إنهاء العدوان على غزة وإنهاء الكارثة الإنسانية التي يسببها العدوان لن تطول منها حملات التشويه المُمنهجة ومن يقف وراءها.

وبيّن السفير القضاة أنّ الوزارة خاطبت وزارات خارجية الدول التي وقعت فيها هذه الاعتداءات وسفراءها المعتمدين لدى المملكة، مُطالِبة باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتأمين الحماية الكاملة لبعثات المملكة والعاملين فيها، تنفيذاً لالتزامات هذه الدول بموجب أحكام اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961.

وأكّد السفير القضاة أنّ الوزارة تتابع هذه الاعتداءات مع الجهات المعنيّة لضمان محاسبة مرتكبيها ومنع تكرارها.

الأردن يلاحق الإرهاب

كما و اصلت الجهات الأردنية المختصة اتخاذ الإجراءات القانونية بحق جمعيات وشركات مرتبطة بـ«جماعة الإخوان» المحظورة، واستدعاء شخصيات ذات صلة للتحقيق قبل إحالات للقضاء.

وأكد مصدر رسمي السبت إحالة شركة «الأمن للمعلومات» إلى مراقب عام الشركات في النيابة العامة لعدم إعلانها بأن «جماعة الإخوان» المنحلة قانونياً المستفيد الحقيقي منها، فضلاً عن ارتكابها مخالفات أخرى.

وخاطبت دائرة مراقبة الشركات وكيل قضايا الدولة للعمل على تصفية شركة «دار السبيل للصحافة والنشر» إجبارياً لارتباطها المباشر بـ«الإخوان» وتوجهاتها المخالفة للقانون إلى جانب خسائرها التي بلغت ضعف رأسمالها وعدم إفصاحها عن المستفيد الحقيقي وعدم تسديدها كامل رأسمالها وعدم إيداع الميزانيات السنوية.

وقررت في وقت سابق جمعية تابعة لـ«الإخوان» الإرهابية في منطقة عين الباشا في عمّان حل نفسها بينما أكد المصدر عمل الجهات المختصة على تتبع عمل وملكيات جمعيات يشتبه في ارتباطها بالجماعة المحظورة.

مصر تحذر وتندد

ومن عمان إلى القاهرة وبأيادي الإرهاب ذاتها، شهدت سفارات وبعثات دبلوماسية مصرية في دول عدة حول العالم، على مدار الأيام الماضية، احتجاجات، ومحاولات لـ«حصار وإغلاق»، بدعوى مطالبة القاهرة بفتح «معبر رفح» على الحدود مع قطاع غزة، وإيصال المساعدات للأهالي الذين يعانون «التجويع»، وذلك رغم تأكيدات مصرية رسمية متكررة لعدم إغلاق المعبر من الجانب المصري، وأن منع دخول المساعدات يعود للقوات الإسرائيلية المسيطِرة على الجانب الفلسطيني من المعبر.

وانتقد ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، التابعة للرئاسة، الحملة ضد مصر قائلاً: «الأصوات التي تهاجم مصر لا تبحث عن الحقيقة، وإنما هي حملات مغرضة تستهدف التحريض، وتروِّج لمزاعم لا علاقة لها بالواقع، رغم أن ما تقوم به الدولة المصرية على الأرض يشهد له العالم أجمع»، وفق تعبيره.

وأوضح رشوان في تصريحات تلفزيونية «بعض الأطراف التي تحاول النيل من الموقف المصري تتجاهل تصريحات إسرائيلية رسمية، من بينها ما قاله رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مناسبتين عام 2024، حين عدَّ أن مصر تشكِّل تهديداً؛ لدعمها القضيبة الفلسطينية، وهو ما يكشف زيف الادعاءات المضادة».

وشدَّد رشوان على أن «مصر لا تنجرُّ خلف الضغوط أو الإملاءات، بل تتحرك من منطلق وطني صادق، وفقاً لمبادئها ومصالحها العليا»، داعياً إلى «الحذر من الحملات المشبوهة التي تستهدف النيل من دور مصر المركزي في دعم القضية الفلسطينية».

وعدَّ خبير الأمن القومي والعلاقات الدولية، محمد عبد الواحد، أن «الاعتداءات ضد السفارات المصرية منظمة وليست عفوية، يقوم عليها تنظيم الإخوان؛ للانتقام من السلطات المصرية استغلالاً للقضية الفلسطينية».

محاولات بائسة

وكانت وزارة الخارجية المصرية أصدرت بياناً، في وقت سابق، جدَّدت فيه نفيها إغلاق معبر رفح، مستنكرةً «دعاية مغرضة»، صادرة عن بعض القوى والتنظيمات، تستهدف تشويه الدور المصري الداعم للقضية الفلسطينية، وكذلك «اتهامات غير مبرَّرة بأنها تسهم في الحصار، المفروض على قطاع غزة من خلال منع دخول المساعدات الإنسانية»، وفق البيان.

كما أضافت أن «حصار السفارات المصرية يسهم أيضاً في تشتيت الرأي العام الدولي والعربي ويصرف الإنظار عن المسؤول الحقيقي عن الكارثة الإنسانية في القطاع، ويخفف الضغوط الدولية المتصاعدة خلال الفترة الأخيرة للتوقف عن الانتهاكات الإسرائيلية التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني».

كذلك أردفت أن «حصار السفارات يتسبب أيضاً في تحويل الانتباه عن الجرائم التي يعانيها الشعب الفلسطيني، ويستهدف مصر باعتبارها الركيزة الأساسية الصامدة والمدافعة عن حقوق الشعب الفلسطيني، الأمر الذي يلحق ضرراً بالغاً بالكفاح الفلسطيني لنيل استقلاله ويخلق فرقة بين الشعوب العربية، بما يصب في صالح إسرائيل».

ويصف عضو مجلس الشيوخ المصري، أسامة الهواري، هذه التحركات بأنها «محاولات بائسة، ومزايدات رخيصة تقوم بها جماعة الإخوان الإرهابية ضد مصر، في حين أن مصر دولة رائدة في دعم الفلسطينيين وقضيتهم منذ أربعينيات القرن الماضي».