عودة المدارس تعزز النشاط التجاري في المحلات ومراكز التسوق

تشهد منافذ البيع بالتجزئة والمراكز التجارية في الدولة حركة نشطة بفضل بدء موسم العودة إلى المدارس، ومع عودة عدد من المواطنين والمقيمين من إجازاتهم، مما ساعد في زيادة الطلب على القرطاسية ومستلزمات المدارس والملابس والحقائب والمنتجات والسلع ورفع نسبة المبيعات بشكل نشط وملحوظ.
وأكَّد خبراء وعاملون في قطاع تجارة التجزئة أن الحركة النشطة في أسواق الدولة تؤكد قوة السوق، ووجود حركة متواصلة ومستمرة خاصة في المواسم التي يرتفع فيها حجم الطلب ونسبة المبيعات.
ولفت هؤلاء إلى أن العروض والخصومات التي تعلنها مراكز التسوق كان لها تأثير كبير في تنشيط حركة المبيعات خاصة مع طرح سلع متنوعة تناسب إمكانات الجميع.
يقول الدكتور علي العامري رئيس مجلس إدارة مجموعة الشموخ: «تستعد دولة الإمارات لموسم العودة إلى المدارس، الذي يبدأ عادةً في أواخر أغسطس من خلال سلسلة من الفعاليات والتجهيزات التي تشمل القطاعات التجارية والتعليمية والترفيهية حيث تقوم مراكز التسوق والمتاجر في جميع أنحاء الإمارات، بإطلاق حملات ترويجية مكثفة تشمل عروضاً وخصومات على اللوازم المدرسية مثل القرطاسية، الملابس المدرسية، الحقائب والأجهزة الإلكترونية وتوفر هذه المراكز جميع احتياجات الطلبة في مكان واحد، مما يسهِّل على الأسر اختيار المنتجات بأسعار تنافسية وجودة عالية». وأضاف د. العامري: «تقوم الجهات المعنية بحماية المستهلك بزيارات ميدانية للمراكز التجارية ومتاجر القرطاسية، للتأكد من جاهزيتها للموسم الدراسي والتحقق من عدم المبالغة في الأسعار، مما يضمن تجربة تسوق عادلة».
وتابع قائلاً: «للاستعداد لهذا الموسم حدَّدت حكومة الإمارات التقويم المدرسي بأن تبدأ السنة الدراسية في أواخر أغسطس وتنتهي في بداية شهر يوليو، مع التزام المدارس الحكومية والخاصة بحد أدنى 182 يوماً دراسياً لمساعده الأسر على التخطيط المسبق لشراء المستلزمات». وتطرق في حديثه لأبرز العروض المطروحة في أسواق الإمارات، حيث تتباين بين الخصومات والسحوبات وغيرها وتقدم متاجر وجمعيات تعاونية خصومات تتراوح بين 60-70% على الملابس المدرسية، القرطاسية، الحقائب والأدوات المكتبية وكذلك تقدم عروضاً خاصة على الأجهزة الإلكترونية مثل أجهزة الكمبيوتر المحمولة، الأجهزة اللوحية والساعات الذكية، مع برامج استبدال الأجهزة القديمة بخصومات تصل إلى 900 درهم. وهناك أيضاً حملات ترويجية وفعاليات في دبي، حيث تتضمن مفاجآت صيف دبي عروضاً ترويجية وسحوبات على جوائز قيمة، وتقدم مراكز التسوق عروضاً على منتجات متنوعة تناسب جميع الميزانيات، بالإضافة إلى تجارب ترفيهية مثل مقابلة شخصيات كرتونية واستوديوهات تصوير للأطفال.
إقبال كبير
وذكر د.علي العامري أن موسم العودة إلى المدارس يعتبر مهماً جداً في دعم القطاع التجاري والتسوق وتنشيط قطاع التجزئة ويعتبر حدثاً استثنائياً ينعش أسواق التجزئة، حيث يشهد إقبالاً كبيراً على شراء القرطاسية، الملابس والأجهزة الإلكترونية، مما يزيد من حجم المبيعات ويعتمد جزءٌ كبيرٌ من تجارة التجزئة على المواسم مثل العودة إلى المدارس، مما يسهم في تحسين أداء المتاجر وزيادة الإيرادات.
وأفاد أن الموسم يدعم القطاعات الثانوية حيث يستفيد عدد من القطاعات مثل الأغذية، النقل، توريدات المدارس والفنادق من الحركة التجارية المصاحبة لهذا الموسم خاصة مع عودة المواطنين والمقيمين من الإجازات الصيفية وكذلك يعزز السياحة التجارية وتسهم العروض والفعاليات في جذب السياح، خاصة في أبوظبي ودبي، حيث تعزز مراكز التسوق مثل سوق الذهب ومولات أبوظبي من الجذب السياحي، مما يحرك قطاعات الفنادق والمطاعم.
واختتم د. العامري بالقول: «إن موسم العودة إلى المدارس في الإمارات ليس مجرد حدث تعليمي، بل هو فرصة اقتصادية كبيرة تدعم قطاع التجزئة وتعزز الحركة التجارية، من خلال العروض الترويجية، الخصومات الكبيرة والفعاليات الترفيهية وتستعد الأسواق لتلبية احتياجات الأسر بطريقة مبتكرة وتنافسية، مما يعزز مكانة الإمارات كوجهة تسوق عالمية».
حركة نشطة
من جهتها، تقول سيدة الأعمال ريد حمد الشرياني الظاهري، عضو مجلس إدارة لولو للتجزئة: «يتوقع أن تشهد المتاجر ومراكز التسوق ومنافذ البيع في مختلف إمارات الدولة حركة مبيعات نشطة وانتعاشاً كبيراً خلال موسم العودة إلى المدارس، خاصة مع بدء عودة المواطنين والمقيمين إلى الدولة عقب انتهاء إجازاتهم الصيفية». وأضافت ريد الظاهري: «يتوقع أن نشهد ارتفاعاً في الطلب على شراء الأدوات المدرسية واللوازم الأخرى مدفوعة أيضاً بارتفاع الطلب على شراء المواد الغذائية والأثاث والأجهزة الإلكترونية».
وتابعت بالقول: «ولمزيد من رفع حجم المبيعات، تحرص منافذ تجارة التجزئة والمحلات ومراكز التسوق الكبرى على إطلاق مجموعة من البرامج والمبادرات والخصومات، وطرح عروض فاعلة وترويجية للمتسوقين لتشجيعهم على الإنفاق بشكل أكبر، خاصة خلال المواسم التجارية ومن بينها وأهمها موسم العودة إلى المدارس الذي يسجل ارتفاعاً في الطلب على القرطاسية والمستلزمات المدرسية والملابس وغيرها».
دورة اقتصادية جديدة
بدوره، يقول رجل الأعمال حمد العوضي، عضو مجلس إدارة غرفة أبوظبي سابقاً: «إن جزءاً كبيراً من تجارة بيع التجزئة يعتمد على المواسم والأعياد والمناسبات، والعودة إلى المدارس تعد أحد المواسم الهامة التي تنعش منافذ البيع بالتجزئة ومراكز التسوق في الوقت الراهن خاصة مع عودة المواطنين والمقيمين من إجازاتهم الصيفية، حيث تبدأ دورة اقتصادية جديدة من حركة الشراء والتسوق من قطاع التجزئة مثل القرطاسية وملابس الطلبة وتجهيزات المدارس وغيرها من السلع والمنتجات». وأضاف العوضي: «إن الكثير من القطاعات الثانوية تعمل وتستفيد من قطع تجارة التجزئة مثل الأغذية وتوريدات المدارس والنقل والمواصلات مع بدء الموسم الدراسي».
وأوضح أن الأشهر المقبلة ستشهد مزيداً من الجذب السياحي للدولة مما يعني ارتفاع أعداد الزوار والسياح وبالتالي ارتفاع حجم المبيعات في المحال ومراكز التسوق للمنتجات والسلع على اختلاف أنواعها وهذا الأمر سيحرك الكثير من القطاعات الاقتصادية ذات العلاقة.
وقال العوضي: «سنبدأ قريباً دورة اقتصادية جديدة مع استئناف سياحة المؤتمرات والأعمال والمعارض التي ستجذب مئات الآلاف من الزوار والسياح ورجال الأعمال وغيرهم، حيث علينا الاهتمام بأن يطيل هؤلاء فترة إقامتهم في أبوظبي واستغلال هذه المدة في الشراء والتسوق والاستمتاع بمختلف المرافق السياحية والترفيهية والفندقية».