فيينا: لوحة رائعة تعكس سحر نهر الدانوب

فيينا: لوحة رائعة تعكس سحر نهر الدانوب

تُعَد فيينا واحدة من أكثر المدن زيارة في أوروبا، وهي مدينة تدين بالكثير من سحرها وتاريخها الغني إلى موقعها الرائع على ضفاف نهر الدانوب.

كما أنها عاصمة جمهورية النمسا، حيث ظلت على مدى قرون بمثابة البوابة بين أوروبا الغربية والشرقية والنواة الطبيعية لإمبراطورية هابسبورغ المترامية الأطراف ولا تزال حتى يومنا هذا المركز التجاري والثقافي الأكثر أهمية في البلاد.

تواصل فيينا جذب أكثر من 17 مليون زائر كل عام بفضل فرص مشاهدة المعالم التاريخية الرائعة ومجموعاتها الفنية الأسطورية وقصورها المتألقة وتراثها الموسيقي الاستثنائي.

ولا يزال هذا التقدير للثقافة الغنية للبلاد واضحاً بدرجة كبيرة في المتاحف الرائعة في فيينا وقاعات الحفلات الموسيقية الرائعة وإحدى أعظم دور الأوبرا في العالم.

وتحتفظ فيينا بسحرها وطابعها المميز بفضل أجوائها العالمية ويتجلى ذلك بوضوح في هندستها المعمارية القديمة الرائعة، وعربات الخيول الشهيرة المعروفة باسم «فياكرز»، بالإضافة إلى مقاهيها الرائعة التي تقدم الكعك والمعجنات التي تشتهر بها المدينة.

وسواء كان الزائر يرغب في أماكن في فيينا لقضاء يوم واحد أو أن هناك أشياء متعددة للقيام بها على مدار عدة أيام، سيكون لديه الكثير من الخيارات في هذه المدينة الأنيقة ومن كان له متسع من الوقت يمكنه القيام برحلات يومية لاستكشاف المناطق الجميلة المحيطة بالمدينة والمدن الأخرى القريبة.

قصر وحدائق شونبرون

قصر شونبرون الرائع الذي يعود للقرن الثامن عشر يستحق الزيارة بشدة، ليس فقط لهندسته المعمارية الرائعة بل أيضاً لجمال موقعه الذي يشبه الحديقة.

ويُعد هذا القصر الباروكي الجميل أحد أبرز معالم فيينا السياحية ويضم أكثر من 1441 غرفة وشقة، بما في ذلك تلك التي كانت تستخدمها الإمبراطورة ماريا تيريزا.

وتتيح الجولة السياحية فرصة رؤية الشقق الإمبراطورية، بما في ذلك الغرفة الخاصة بالإمبراطور فرانز جوزيف وغرفة نومه التي لا تزال تحتوي على السرير الذي توفي فيه.

وتشمل أبرز الشقق المفروشة والمزينة بشكل غني، غرفة الإفطار التي تحتوي على الأعمال الفنية الزهرية التي صنعتها بنات ماريا تيريزا.

وتُعد حدائق شونبرون وجهةً لا تُفوّت وهي مدرجة ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي، بإطلالاتها البانورامية وقوس النصر الضخم المعروف باسم «غلورييت» وحدائقها الباروكية الفخمة وهي من أفضل الأنشطة المجانية في فيينا إلا أنه سيتعين دفع رسوم دخول المتاهة وبعض المباني المجاورة، مثل بيت النخيل الذي يعود تاريخه إلى عام 1883.

جزيرة الدانوب

أثناء الاستمتاع بالمناظر من برج الدانوب فسوف يلاحظ الزائر أن المدينة لا تحتضن نهراً واحداً، بل نهرين يمران عبرها، ويظن لبرهة أنه يرى المشهد بازدواجية ولكن الحقيقة هي أنه نهر الدانوب وبموازاته قناة تُعرف باسم «دوناوكانال»، أو «الدانوب الجديد»، يفصل بينهما امتداد طويل من الأرض يُعرف باسم جزيرة الدانوب (دوناوينسل) وهي فرصة سياحية لا تُفوّت.

وعلى الرغم من أن عرض الجزيرة لا يتجاوز 210 أمتار في أوسع نقطة، إلا أن طولها يزيد عن 21 كيلومتراً وهي وجهة شهيرة للمشي والاسترخاء لدى السكان المحليين. ويسهل الوصول إليها عبر التاكسي المائي أو الجسر، وتزخر الجزيرة بخيارات طعام مميزة (عادية وفاخرة) وهي وجهة مثالية لمن يرغب في نزهة هادئة على طول نهر الدانوب.

كما ينجذب عشاق الرياضة أيضاً إلى هناك حيث يشاركون في أنشطة متنوعة مثل ركوب الدراجات والتزلج على الجليد، بالإضافة إلى التجديف بالكاياك والسباحة في أحد الشواطئ.

وتعد جزيرة الدانوب مسرحاً لمهرجان دوناوينسيلفيست السنوي، أكبر مهرجان في الهواء الطلق في أوروبا، وهو مهرجان يحظى بشعبية كبيرة لدرجة أن ما يقدر بنحو ثلاثة ملايين زائر يأتون للاستمتاع به في يونيو/ حزيران من كل عام.

قصر بلفيدير

من بين مناطق الجذب الأكثر شهرة في فيينا قصر بلفيدير وهو في الواقع مبنيين باروكيين رائعين: بلفيدير السفلي وبلفيدير العلوي.

وتشمل أبرز معالم القصر العلوي قاعة الطابق الأرضي التي تتضمن التماثيل والسلالم ذات النقوش الجصية الغنية ولوحاتها الجدارية.

ومما يستحق الزيارة أيضاً قاعة الرخام وتتميز هذه القاعة الرائعة، المكونة من طابقين، بالعديد من المنحوتات واللوحات الجدارية والموجودة بالسقف والتي تعود إلى تلك الحقبة.

ويضم القصر السفلي قاعة رخامية تتميز بالمرصعات الجصية البيضاوية ولوحات السقف الأنيقة، بالإضافة إلى معرض رخامي تم بناؤه لإيواء مجموعة من التماثيل التاريخية.

ومن المباني الأخرى التي لا يجب تفويت مشاهدتها القصر الشتوي وهو مبنى باروكي كان يضم في السابق خزانة المحكمة، وإسطبلات القصر، موطن الخزانة التي تعود إلى العصور الوسطى وحدائق ونوافير بلفيدير التي تربط القصرين.

مبنى البرلمان

يُعدّ مبنى البرلمان النمساوي مقراً للبرلمان منذ عام 1918 ويتميز بمساحته الشاسعة، واكتمل بناؤه عام 1883 ويتميز بالعديد من التأثيرات اليونانية، من أعمدته الكورنثية إلى زخارفه الغنية.

ومن أبرز المعالم الأخرى نافورة بالاس أثينا الرائعة مع تمثالها الذي يبلغ ارتفاعه أربعة أمتار والمزين بخوذة مذهبة ورمح، إلى جانب شخصيات ترمز إلى أنهار الدانوب وغيره من الأشياء المعروفة هناك.

وتتوفر جولات إرشادية باللغة الإنجليزية من مركز الزوار حيث يمكن أيضاً الاستمتاع بالمعروضات والعروض التقديمية متعددة الوسائط حول تاريخ المبنى والبرلمان نفسه.

حديقة الحيوانات

تعود أصول حديقة حيوان فيينا، المعروفة أيضاً باسم حديقة حيوان شونبرون، إلى حديقة حيوانات الإمبراطور فرانسيس الأول وتم تأسيسها في عام 1752 وهي أقدم حديقة حيوان في العالم تواصل عملها.

وبسبب بقاء العديد من مبانيها الباروكية الأصلية سليمة تعد هذه الحديقة واحدة من أكثر حدائق الحيوان متعة للزيارة في أوروبا، خاصة عند قضاء بعض الوقت في جناح الإفطار الإمبراطوري الأصلي الذي يعود تاريخه إلى القرن الثامن عشر والذي يضم الآن مقهى رائعاً.

وتتضمن الحديقة أكثر من 750 نوعاً من الحيوانات وأهمها الباندا العملاقة، فضلاً عن العديد من المخلوقات الرائعة الموجودة في الأكورايوم.

ومن يسافر إلى فيينا برفقة أطفال يُوصَ بالتحقق من زيارة الموقع الرسمي لحديقة الحيوانات للاطلاع على تفاصيل مواعيد إطعام الحيوانات، فهي تجربة عائلية ممتعة وخاصة للأطفال.