«ناسا» تلتقط لحظة مثيرة: ثقب أسود يبتلع نجماً ويتسبب في انفجار كوني.

«ناسا» تلتقط لحظة مثيرة: ثقب أسود يبتلع نجماً ويتسبب في انفجار كوني.

نجح علماء الفلك في رصد ظاهرة كونية نادرة للغاية، حيث يُعتقد أنهم شاهدوا ثقباً أسود متوسط الكتلة (IMBH) يقوم بتمزيق نجم بعيد، وتم توثيق ما أطلقوا عليه «الجريمة الكونية» عبر محاكاة حاسوبية مذهلة تُظهر لحظة التهام النجم في ومضة شديدة الإضاءة.

ما هو الثقب الأسود متوسط الكتلة؟

الثقوب السوداء تختلف في أحجامها:

الثقوب السوداء الصغيرة (أقل من كتلة الشمس).

الثقوب السوداء العملاقة (تفوق كتلة الشمس بـ40 مليار مرة).

ولكن الفئة الأندر والأقل فهماً هي الثقوب السوداء متوسطة الكتلة (IMBHs)، التي تتراوح بين 100 و100 ألف ضعف كتلة الشمس، بحسب ما نشره موقع LiveScience.

يصعب اكتشاف هذه الثقوب لأنها لا تُصدر طاقة نفاثة ضخمة، ولا تملك القدرة على ربط المجرات مثل نظيراتها العملاقة، ما يجعلها أشبه بـ«الحلقة المفقودة» في فهم تطور الثقوب السوداء.

وفي دراسة نُشرت بتاريخ 11 إبريل 2025 في مجلة The Astrophysical Journal، أعلن الباحثون اكتشاف ثقب جديد من هذه الفئة النادرة يُعرف باسم HLX-1.

ويقع هذا الجسم الكوني في أطراف المجرة، على بعد أكثر من 450 مليون سنة ضوئية من الأرض، وما يقارب 40 ألف سنة ضوئية من مركز المجرة.

نجم يتمزق.. وتوهج عنيف يرصده التلسكوب

جمع العلماء في ناسا بيانات من تلسكوب هابل الفضائي ومراصد الأشعة السينية مثل شاندرا، ورصدوا ومضة شديدة الوضوح، تُشير إلى قيام الثقب الأسود بابتلاع نجم مجاور.

باستخدام محاكاة حاسوبية، أعادوا إنشاء ما يُعتقد أنه السيناريو الحقيقي للحظة سَحق النجم وتحويله إلى خيوط مادية فيما يُعرف بـ«تحول الإسباجيتي».

ضوء بدأ في 2009.. وبلغ ذروته في 2012

رُصد الضوء الصادر عن HLX-1 لأول مرة عام 2009 بواسطة تلسكوب شاندرا، وبلغ ذروته في 2012، ومنذ ذلك الحين بدأ يخفت تدريجياً، ما يدعم فرضية أنه نتج عن تمزق نجم بفعل الثقب الأسود.

هل هو ثقب متوسط الكتلة؟

رغم قوة الأدلة، لا تزال هناك احتمالات أخرى، حيث قد يكون الضوء صادراً عن قرص التراكم (حلقات الغاز المتوهجة حول الأفق)، وليس بالضرورة نتيجة ابتلاع نجم.

الحل الوحيد لتأكيد الطبيعة الحقيقية للثقب هو مراقبة الضوء: إذا استمر في التلاشي من دون ومضات جديدة، فذلك يرجّح أنه ناتج عن حدث تمزق مدي حقيقي.

لماذا هذه الثقوب شديدة الأهمية؟

بحسب الباحث الرئيسي يي-تشي تشانغ من جامعة تسينغ هوا الوطنية في تايوان:

«تمثل الثقوب السوداء متوسطة الكتلة حلقة مفقودة مهمة بين الثقوب النجمية الصغيرة والثقوب العملاقة».

إحدى النظريات أشارت إلى أن هذه الثقوب تبدأ كثقوب ناتجة عن انهيار نجوم ضخمة، ثم تنمو تدريجياً حتى تتحول إلى ثقوب عملاقة على مدى مليارات السنين، خاصة عندما تكون على أطراف المجرات، كما هو حال HLX-1.

ومع التطورات الحديثة في الرصد الفضائي، مثل، تلسكوب جيمس ويب، ومرصد فيرا سي.

يأمل العلماء أن يتمكنوا من رصد المزيد من أحداث التمزق المدي، خاصةً في أطراف المجرات حيث يُعتقد أن هذه الثقوب تختبئ.