طيور الرحمة | منى البلوشي

في مشهد إنساني، يعكس أسمى معاني التكاتف والتراحم، انطلقت من دولتنا مبادرات إنسانية، حملت اسم «طيور الخير»، إلى قطاع غزة، لتقدم الدعم والمساندة للشعب الفلسطيني الصامد في وجه الظلم والطغيان، في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها، جراء العدوان والحصار المستمرين.
هذه القوافل الإنسانية التي حملت معها الأغذية والدواء والاحتياجات الأساسية، جاءت استجابة عاجلة للأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة، وتأكيداً لدور الإمارات الرائد في تقديم العون الإغاثي لكل محتاج من دون تمييز أو تأخير، وقد شاركت في هذه المبادرات مؤسسات خيرية إماراتية معروفة، مثل هيئة الهلال الأحمر، ومؤسسة محمد بن راشد للأعمال الخيرية والإنسانية.
وقد حملت المساعدات طائرات أُطلق عليها اسم «طيور الخير»، وتحتوي هذه الإعانات على آلاف الأطنان من المساعدات العاجلة، بالتنسيق مع المنظمات الدولية، لضمان وصول الدعم لمستحقيه بسرعة وأمان، وعبرت هذه الخطوة عن التزام الإمارات بنهجها الإنساني وتضامنها الدائم مع القضية الفلسطينية وشعبها الصامد.
لم تقتصر المساعدات على الدعم المادي فقط، بل شملت أيضاً الجوانب النفسية والاجتماعية، حيث تم إرسال فرق طبية ونفسية مختصة، لدعم الأطفال والأُسَر المتضررة، وتنظيم فعاليات رمزية، لرسم الابتسامة على وجوه الأطفال، رغم المعاناة الصعبة، والظروف القاهرة، التي تعيشها غزة وأبناؤها الصامدون في وجه الموت والدمار والخراب، حيث لم تتوقف آلة الإبادة منذ أكثر من عشرين شهراً.
تأتي هذه المبادرات في إطار توجيهات قيادتنا الرشيدة، التي جعلت من العمل الإنساني أحد الأعمدة الأساسية للسياسة الإماراتية، حيث يواصل أبناء الإمارات، من مؤسسات وأفراد، تقديم التبرعات والمساهمات لدعم جهود الإغاثة وإعادة الإعمار، مما يعكس التزام دولة الإمارات الإنساني والخيري بالوقوف مع الشعوب والمجتمعات في أوقات الأزمات، نهجاً راسخاً نحو تقديم المساعدة ومدّ يد العون للمتأثرين والجرحى والمُصابين في مثل هذه الظروف الطارئة والتحديات الملحة لإنقاذ الأرواح البريئة والحدّ من تداعيات الكوارث، مما يؤكد ترجمة توجيهات القيادة الرشيدة، من خلال اهتمامها البالغ ودعمها اللامحدود للعمل الإنساني والخيري في جميع أنحاء العالم.
ستبقى طيور الخير دائماً، ليس مجرد طائرات تحمل المساعدات، بل هي رسالة أمل وصوت أخوة وجسر محبة يمتد من الخليج إلى فلسطين، ليؤكد أن الأمة العربية جسد واحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، وفي ظل استمرار الأزمة، تبقى مثل هذه المبادرات بارقة أمل تضيء درب الصمود، وتغرس في القلوب الثقة، بأن الخير لا يزال حاضراً، وأن غزة ليست وحدها، بل يقف بجانبها جميع أشقائها العرب والمسلمين صفاً واحداً لا يُشقّ له غبار.
[email protected]