«دبي للثقافة» تختتم المؤتمر العالمي للمدارس الصيفية

خلود خوري: الجيل الجديد يعيد تعريف العلاقة بين الإنسان والآلة
استضافت هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة» مؤخراً مؤتمر المدرسة الصيفية العالمية (GSS) – برنامج دبي نود التابع لمعهد العمارة المتقدمة في كتالونيا (IAAC). ونُظّم البرنامج بالتوازي مع 7 مدن أخرى حول العالم، وذلك في إطار مبادرة عالمية تقام خلال فصل الصيف في 10 مدن، وتهدف إلى تمكين المشاركين من خلال تشجيع التفكير الإبداعي وتطوير مهارات جديدة.
أُقيمت الفعالية في متحف الشندغة، بدعم من منصة سكة، وتنسجم مع رسالة دبي للثقافة الرامية إلى تعزيز الصناعات الثقافية والإبداعية، وترسيخ مكانة الإمارة مركزاً عالمياً للثقافة، حاضنةً للإبداع، وملتقى للمواهب.
شهد المؤتمر الذي حمل عنوان «التكنولوجيا العصبية والتصميم المكاني: نمذجة مستقبل التفاعل بين الإنسان والآلة»، مشاركة مجموعة واسعة من المبدعين والمتخصصين وطلبة الجامعات من حول العالم، بهدف تبادل المعرفة والخبرات والأفكار، واستكشاف دور العمارة والتصميم وعلوم الأعصاب والذكاء الاصطناعي والفنون الإعلاميّة، في استشراف وتصميم المستقبل.
وشكّل البرنامج، الذي عُقد على مدار أسبوعين، مختبراً معرفياً تفاعلياً، سعى المشاركون خلاله إلى استكشاف أدوات متقدمة في مجالات التكنولوجيا العصبيّة، والذكاء الاصطناعي، والتصميم المكاني، لتحويل الأفكار إلى نماذج تفاعلية تنبض بالحياة، حيث تعرّفوا خلال «أسبوع الاستكشاف» إلى عالم واجهات الدماغ الحاسوبية، وتعلّموا كيفية بناء أنظمة ذكيّة تتفاعل مع إشارات الدماغ عبر ورش عمل متخصصة في هذا المجال، إلى جانب الذكاء الاصطناعي التوليدي، والواقعين المعزز والافتراضي، وتمكنت مجموعات العمل من تصميم نماذج أولية لمساحات تتغير وتستجيب للمستخدمين في الوقت الفعلي. وعملوا أثناء مشاركتهم في «أسبوع الدمج النهائي» على دمج مهاراتهم المكتسبة لبناء مشروع جماعي تفاعلي، استند إلى مفاهيم التكيف اللحظي والذكاء الآلي، ليُعرض أمام الجمهور في تجربة حية عكست حجم التحوّل الذي يمكن أن تُحدثه التكنولوجيا حين تتقاطع مع التصميم الإنساني.
واختُتم البرنامج بجلسة عرض تفاعلية حضرها مجموعة من المهتمين والخبراء، الذين تفاعلوا مع المشروع الجماعي النهائي، الذي جسّد قدرة المشاركين على تحويل التقنية إلى أداة للتعبير، والتصميم إلى لغة للحوار بين الإنسان والمكان.
التقنيات الرقمية
أشارت خلود خوري، مدير إدارة المشاريع والفعاليات في «دبي للثقافة» إلى أن اهتمام دبي بالابتكار والتقنيات الرقمية ساهم في تحويلها إلى مختبر عالمي لتجربة الأفكار الجديدة، مؤكدة أهمية استضافة الإمارة للمؤتمر بالتزامن مع انعقاده في تسع مدن عالمية، ما يعكس ريادة دبي ومكانتها على الساحة الدولية. وقالت: «ليست التكنولوجيا وحدها ما يصنع المستقبل، وإنما العقول التي تتقن توظيفها في خدمة الإنسان، وهو ما تجلى في مجموعة المشاريع التي عرضها المؤتمر ليعكس من خلالها قدرة الجيل الجديد على إعادة تعريف العلاقة بين الإنسان والآلة، عبر نماذج ذكية تتفاعل مع الإشارات العصبية وتُعيد تشكيل البيئة حسب احتياجات المستخدم»، لافتةً في الوقت نفسه إلى أن الحدث يجسد مسؤوليات الهيئة الثقافية الهادفة إلى توفير منصة تعليمية مثالية قادرة على فتح الآفاق أمام أصحاب المواهب ومنحهم الفرصة لتطوير معارفهم وتنمية قدراتهم، وتحفيزهم على المشاركة في استشراف المستقبل وتشكيل ملامحه، منوهةً إلى أن الحدث يتماشى مع أهداف استراتيجية قطاع التصميم 2033، الرامية إلى ترسيخ مكانة دبي مركزاً عالمياً للتميز في التصميم، وملتقى دولياً لأبرز المصممين والمبدعين وخبراء الصناعة.