خبير: محتوى أفلام الرسوم المتحركة الأجنبية يشكل تحدياً لأسلوب تربية الطفل العربي

حذر خبير مصري في الإعلام الرقمي، من تنامي ظاهرة اعتماد صورة سلبية للشخص العربي في رسوم التحريك الأجنبية، داعياً وزارات الثقافة والإعلام والتعليم في الوطن العربي، إلى سرعة العمل على الاستثمار في الرسوم المتحركة ذات البعد التربوي الجذاب، لمواجهة تلك الظاهرة.
ودعا د. محمود عبد الحليم، أستاذ الإعلام الرقمي بجامعة عين شمس، المراكز البحثية العربية المتخصصة، إلى رصد تأثير هذه المضامين على النمو النفسى والاجتماعي للأطفال العرب، من أجل بناء سياسات إعلامية أكثر وعياً بخصوصية الطفولة في بيئتنا العربية، إلى جانب العمل على دعم إنتاج المحتوى المحلى البديل، مشيراً إلى أن رسائل أفلام التحريك الأجنبية تهدد شخصية الطفل العربي، وغياب إنتاج عربي عالى الجودة، يفتح الباب أمام اعتماد الأطفال على محتوى أجنبي، قد لا يراعى خصوصيتهم الثقافية والدينية.
وقال عبد الحليم إن صورة العرب في كثير من أفلام التحريك العالمية، لا تزال أسيرة للنمط السلبي، إذ تقدم الشخصية العربية، إما بصورة سطحية، وإما في إطار من العنف أو الجهل أو الانغلاق، وهو ما يكرس صوراً ذهنية مشوهة لدى الأطفال في الشرق والغرب على حد سواء، مشيراً إلى تضمين هذه الأفلام في الفترة الأخيرة سلوكيات غير ملائمة للأطفال، في سياقات تبدو عابرة لكنها مؤثرة، ما يثير قلقاً بالغاً في المجتمعات التي تمتلك منظومة قيمية وأخلاقية مستقرة مثل المجتمعات العربية.
وشدد عبد الحليم على ضرورة تعزيز الهوية الثقافية العربية في الإنتاج الكرتوني، من خلال دعم صناعات الرسوم المتحركة المحلية والعابرة للحدود، عبر طرح شخصيات عربية إيجابية، قادرة على المنافسة في السوق العالمي، وتفعيل الشراكات الدولية للضغط على شركات الإنتاج لاحترام التنوع الثقافي، ووقف تصدير نماذج قيمية أحادية لا تراعى التعدد الحضاري.
وأكد د. محمود عبد الحليم، أن الحد من التأثير السلبي لأفلام الكرتون على الأطفال يتطلب اتباع خطوات علمية متكاملة تراعى الجوانب النفسية، التربوية، والاجتماعية، وأن أولى هذه الخطوات تبدأ بالتوعية الإعلامية، إذ ينبغي أن تدرج مفاهيم «التثقيف الإعلامي» في المناهج الدراسية، موضحاً أن الخطوة الثانية هي ضرورة تعزيز الرقابة الوالدية الإيجابية، عبر توفير أدوات تقنية وسلوكية تساعد الأهل على متابعة ما يشاهده الأبناء، دون اللجوء إلى المنع المطلق.
وأشار إلى أن الخطوة الثالثة، تأتى من خلال دعم إنتاج المحتوى المحلى البديل، وهو ما يعد أمراً حيوياً.