فرنسا وبريطانيا وألمانيا: ضرورة إنهاء الأزمة الإنسانية في غزة بشكل عاجل

طالبت كل من فرنسا وبريطانا وألمانيا في بيان مشترك بإنهاء الكارثة الإنسانية في غزة فوراً، حيث فتكت المجاعة بعشرات الأشخاص نتيجة الحصار الإسرائيلي المطبق على القطاع ومنع دخول المساعدات الإنسانية.
وأضاف البيان: «ندعو الحكومة الإسرائيلية إلى رفع القيود المفروضة على تسليم المساعدات فوراً، والسماح بشكل عاجل للأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية بالقيام بعملها لمكافحة المجاعة»، مذكرين إسرائيل بأن عليها «احترام التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي».
مناشدات دولية متواصلة
وتتواصل المناشدات الدولية الداعية لإنهاء المجاعة التي تفتك بمليوني ونصف المليون من سكان قطاع غزة الذي يعاني من حرب مدمرة للشهر الـ 22 على التوالي قتل فيها حوالي 60 ألفاً من المدنيين.
من جهته، قال وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني في روما، الجمعة، «لم يعد بإمكاننا القبول بالمجازر والمجاعة» في قطاع غزة، لكنه رفض في الوقت نفسه الاعتراف بدولة فلسطين في هذه المرحلة، كما تعتزم فرنسا.
استنكار أممي
كما استنكر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الجمعة، انتفاء «الإنسانية»، و«التعاطف» مع الفلسطينيين في قطاع غزة الذي لا يعاني من أزمة إنسانية فحسب بل «أزمة أخلاقية تشكل تحديا للضمير العالمي».
وقال في كلمة عبر الفيديو لمنظمة العفو الدولية: «لا أستطيع تفسير مدى اللامبالاة والتقاعس الذي نراه من كثر في المجتمع الدولي. انعدام التعاطف. انعدام الحقيقة. انعدام الإنسانية». وأضاف: «هذه ليست مجرد أزمة إنسانية، بل هي أزمة أخلاقية تشكّل تحدياً للضمير العالمي. سنواصل رفع الصوت في كل فرصة».
وقال غوتيريش: «منذ البداية، أدنت بشكل متكرر الهجوم الرهيب في 7 أكتوبر 2023 على إسرائيل، والذي أشعل فتيل الحرب لكن «لا شيء يمكن أن يبرر ارتفاع عدد الوفيات والدمار منذ ذلك الحين. حجمهما ونطاقهما يتجاوز أي شيء رأيناه في عصرنا الحديث». وتابع: «يتحدث الأطفال عن رغبتهم في الذهاب إلى الجنة لأنهم يقولون إنه يوجد طعام هناك على الأقل. نجري مكالمات فيديو مع عاملينا الذين يتضورون جوعا أمام أعيننا. لكن الكلمات لا تُشبع الأطفال الجائعين».
وقف فوري لإطلاق النار
ودان غوتيريش أيضا مقتل أكثر من ألف فلسطيني أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات غذائية منذ 27 مايو/أيار الماضي، عندما بدأت مؤسسة غزة عملياتها. وقال: «نحتاج إلى أن نتحرك: وقف إطلاق نار فوري ودائم، والإفراج الفوري وغير المشروط عن الرهائن، ووصول الإغاثة على نحو فوري ومن دون عوائق».
وأضاف أن الأمم المتحدة مستعدة «لزيادة العمليات الإنسانية بشكل كبير» في غزة إذا توصلت إسرائيل و«حماس» إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وكانت منظمات إغاثة حذّرت من ارتفاع عدد الأطفال الذين يعانون سوء التغذية الحاد في قطاع غزة الذي أحكمت إسرائيل حصاره، ومنعت إدخال المساعدات إليه في مارس/آذار الماضي، في خضم حربها مع حركة «حماس».
وخُفّف هذا الحصار على نحو طفيف بعد شهرين. ومذاك، أصبحت المساعدات التي تدخل القطاع خاضعة لسيطرة «مؤسسة غزة الإنسانية» المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة، لتحل مكان نظام التوزيع الذي كانت تديره الأمم المتحدة. ورفضت منظمات الإغاثة والأمم المتحدة العمل مع هذه المؤسسة، متهمة إياها بمواءمة الأهداف العسكرية الإسرائيلية.