استمرار مجازر الجوعى: مقتل وإصابة 126 فلسطينيًا في هجوم على قافلة المساعدات في غزة

غزة – أ ف ب
ارتكب الجيش الإسرائيلي مجزرة جديدة بحق الجائعين في غزة، بعدما قتل 26 فلسطينياً، وأصاب أكثر من 100 آخرين السبت، في كمائن، قرب مركزين لتوزيع المساعدات في جنوبي القطاع المحاصر الذي دمرته الحرب الدائرة منذ أكثر من 21 شهراً.
دفعت الحرب والحصار الإسرائيلي سكان غزة الذين يزيد عددهم على مليوني شخص إلى شفا المجاعة.
وقال المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني محمود بصل إن «22 قتيلاً نقلوا من منطقة الطينة قرب مركز توزيع المساعدات جنوب غرب خان يونس، وأربعة من منطقة الشاكوش قرب مركز التوزيع» شمال غرب مدينة رفح. وأكد بصل، أن القتلى سقطوا «بنيران الاحتلال الإسرائيلي» ونقلوا مع المصابين إلى مستشفى ناصر في خان يونس.
وتدير المركزين «مؤسسة غزة الإنسانية» المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، والتي بدأت توزيع المساعدات في القطاع قبل أشهر.
وذكر شهود عيان أنه مع تجمع مئات الفلسطينيين في محيط مركز توزيع تابع للمؤسسة قرب خان يونس في الصباح الباكر، أطلق جنود إسرائيليون النار عليهم.
وقال عبد العزيز عابد (37 عاماً)، إنه توجه مع خمسة من أقاربه قبل شروق الشمس إلى منطقة الطينة للحصول على مساعدات، وإن الجنود «الإسرائيليين فتحوا النار بكثافة على الناس، وقتلوا وأصابوا الكثيرين منهم».
وأضاف: «لم نتمكن من الحصول على شيء. يومياً أذهب إلى هناك، ولا نحصل سوى على الرصاص والتعب بدلاً من الطعام. ارحموا أهل غزة». وأفاد ثلاثة شهود آخرين أيضاً عن إطلاق الجيش النار على الأهالي المنتظرين.
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إنه رصد في منطقة رفح أشخاصاً «مشبوهين» يقتربون من جنوده، وعندما لم يستجيبوا لمطالبتهم بالتراجع، فتح الجنود النار لتحذيرهم. وأضاف أنه تلقى تقارير بسقوط ضحايا.
وأضاف أنه «يحقق» بشأن الحادث الذي وقع ليلاً على بعد نحو كيلومتر من مركز لتوزيع المساعدات يكون مغلقاً في مثل ذاك الوقت.
وبدأت «مؤسسة غزة الإنسانية» عملياتها في أواخر مايو/أيار الماضي، بعد حصار شامل لأكثر من شهرين، منعت خلاله إسرائيل دخول أي مساعدات أو سلع إلى غزة على الرغم من تحذيرات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية من خطر المجاعة الوشيك.
والجمعة، أفاد بصل بمقتل 10 أشخاص ينتظرون المساعدات، بينهم تسعة قرب مركز الشاكوش.
«مئات مهددون بالموت»
ترفض الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الإنسانية العمل مع «مؤسسة غزة الإنسانية» بسبب مخاوف بشأن حيادها، ومصادر تمويلها.
وبعد أسابيع من التقارير شبه اليومية عن مقتل عشرات الفلسطينيين أثناء انتظارهم المساعدات، وعن مشاهد الفوضى والتدافع، أقرّت المؤسسة بأن 20 شخصاً قضوا في حادث الأربعاء قرب مركز تابع لها في جنوبي غزة.
وقالت وزارة الصحة في القطاع، في إحصائها اليومي إن 891 شخصاً قتلوا قرب مراكز توزيع المساعدات منذ أواخر مايو /أيار الماضي.
وفي تعداد متقارب، أبلغت الأمم المتحدة الثلاثاء أنها أحصت سقوط 875 قتيلاً من منتظري المساعدات، بينهم 674 قرب مراكز تابعة لمؤسسة غزة الإنسانية.
كما أفادت وزارة الصحة أن 7938 شخصاً قتلوا منذ أن استأنفت إسرائيل هجماتها على غزة في 18 مارس/آذار الماضي.
والجمعة، أصدر الطبيب صهيب الهمص مدير مستشفى الكويت التخصصي الميداني في منطقة المواصي في خان يونس، بياناً قال فيه: «يشهد المستشفى في هذه الأثناء تدفقاً غير مسبوق للنازحين. حيث تصلنا حالات تعاني إنهاكاً شديداً، وإعياءً تاماً، إلى جانب مظاهر هزال شديد وسوء تغذية حاد نتيجة انعدام الغذاء لفترات طويلة».
وأكّد أن «جميع الحالات التي تصلنا الآن بحاجة ماسة إلى الغذاء قبل الدواء… المئات ممن نحلت أجسادهم بالكامل باتوا مهددين بالموت بعد أن تجاوزت أجسادهم القدرة على الصمود».
وطالب «المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بالتحرك الفوري والعاجل لوقف شلال الدم الفلسطيني، وفتح المعابر بشكل كامل، وتوفير الإمدادات الغذائية والدوائية الأساسية، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها بدون أي عوائق».
سوء تغذية حاد
الأسبوع الماضي، حذرت منظمة أطباء بلا حدود غير الحكومية من تسجيل ارتفاع مقلق في حالات سوء التغذية الحاد، مشيرة إلى مستويات «غير مسبوقة» في اثنتين من عياداتها في غزة.
في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الجمعة، أعرب البابا لاوون الرابع عشر عن «قلقه إزاء الوضع الإنساني المأساوي» في غزة، ودعا إلى «إعادة تحريك المفاوضات» للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.
تتعثر المفاوضات غير المباشرة بين حركة «حماس»، وإسرائيل للتوصل إلى هدنة. واتهم الجناح العسكري لحماس إسرائيل الجمعة بعرقلتها.
وقتلت إسرائيل في حربها المستمرة على غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حوالي 59 ألفاً من المدنيين في القطاع، غالبيتهم أطفال ونساء بينما جرى تشريد سكانه البالغ عددهم مليونين ونصف المليون وباتوا على شفير المجاعة.