تصعيد إسرائيلي في غزة يسفر عن سقوط العشرات من الضحايا بين النازحين والمجوعين.

تصعيد إسرائيلي في غزة يسفر عن سقوط العشرات من الضحايا بين النازحين والمجوعين.

صعدت إسرائيل، أمس الجمعة، حربها على قطاع غزة، وكثف الجيش الإسرائيلي استهداف المنازل المدنية وخيام النازحين ومنتظري المساعدات عند نقاط التوزيع، فيما تظاهر عشرات الفلسطينيين ضد الجوع وارتفاع الأسعار في مدينة غزة، وأصدر أوامر جديدة بإخلاء مناطق في شمال القطاع، في وقت ذكر تقرير للمكتب الإعلامي الحكومي أن إسرائيل دمرت 88% من مساحة قطاع غزة، في حين وصل وفد كنسي إلى كنيسة دير اللاتين بمدينة غزة قادماً من القدس حاملاً مساعدات إنسانية وللتضامن مع أهلها، بينما دعا بابا الفاتيكان ليو الرابع عشر خلال مكالمة مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار ووقف الحرب.
وواصلت طائرات حربية إسرائيلية قصفها لمختلف مناطق قطاع غزة في اليوم 123 لعودة الحرب مخلفة أعداداً كبيرة من القتلى والجرحى. وقتل 35 شخصاً، على الأقل، جرّاء قصف وغارات إسرائيلية على قطاع غزة، أمس الجمعة، بينهم 7 من طالبي المساعدات، فيما يواصل الجيش الإسرائيلي حربه، لليوم ال651 على التوالي، وسط تصعيد غير مسبوق في استهداف المدنيين. وجدد الجيش الإسرائيلي أوامر الإخلاء في عدة مناطق من جباليا وغزة مطالباً المواطنين بالنزوح نحو جنوب القطاع. كما أعلن أن صفارات الإنذار دوت في مستوطنة نتيف هعسراه في غلاف غزة، وأضاف أنه جرى اعتراض قذيفة أطلقت من شمال قطاع غزة.
ومن جانبه، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أمس الجمعة، ارتفاع عدد القتلى والمفقودين منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، إلى 67 ألفاً و880 فلسطينياً، في حين تجاوز حجم الدمار العام 88 في المئة من مساحة القطاع البالغة نحو 360 كيلومتراً مربعاً. وقال في بيان إحصائي باليوم 650 للحرب، إن إسرائيل «ألقت 125 ألف طن متفجرات على غزة، ودمّرت أكثر من 88 في المئة من القطاع، وسيطرت على 77 في المئة من مساحته، مخلّفة خسائر تفوق 62 مليار دولار، فيما هجرت مليوني مدني».
من جهة أخرى، قال بطاركة ورؤساء الكنائس في بيان صحفي، أمس الجمعة: «نعرب عن تضامننا مع بطريركية اللاتين في القدس، ومن احتموا في كنيسة العائلة المقدسة الكاثوليكية في مدينة غزة، بعد الاعتداء الإجرامي الذي شنّه الجيش الإسرائيلي على حرم الكنيسة صباح يوم الخميس». ودعا بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس، قادة العالم ووكالات الأمم المتحدة إلى العمل العاجل لفرض وقف فوري لإطلاق النار في غزة، يُفضي إلى إنهاء الحرب، كما طالبوا بضمان الحماية الكاملة لكافة المواقع الدينية والإنسانية، وتوفير الإغاثة العاجلة لمئات الآلاف من المجوعين في قطاع غزة.
وكان بابا الفاتيكان ليو الرابع عشر أجرى محادثة هاتفية مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أمس الجمعة، حسبما ذكر الفاتيكان.
وجدد البابا خلال المحادثة «دعوته إلى إعادة تحريك المفاوضات من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار وإنهاء الحرب»، معرباً عن «قلقه إزاء الوضع الإنساني المأساوي الذي يعيشه سكان غزة، والذي يدفع ثمنه بشكل خاص الأطفال وكبار السن والمرضى»، وفق بيان أصدره الفاتيكان.
كما أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن «إدانته الشديدة» للقصف الإسرائيلي الذي استهدف كنيسة في غزة تحظى «بحماية تاريخية من فرنسا». وقال ماكرون في منشور على منصة إكس «لقد تحدّثتُ مع الكاردينال بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين»، مؤكّداً «تضامن فرنسا مع جميع المسيحيين الفلسطينيين الذين هم اليوم، من غزة إلى الطيبة، يتعرضون للتهديد».
ومن جهته، أعلن وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني أن كنائس القدس قدمت إلى قطاع غزة 500 طن من المساعدات الإنسانية بعد قصف إسرائيل أبرشية العائلة المقدسة الكاثوليكية في القطاع. وكتب الوزير على منصة «إكس»: «أنا على اتصال ب (بطريرك القدس اللاتيني الكاردينال بييرباتيستا) بيتسابالا الذي يدخل غزة مع (رئيس الكنيسة الأرثوذكسية في القدس) البطريرك ثيوفيلوس حاملاً 500 طن من المساعدات الإنسانية للمدنيين».(وكالات)