تفاؤل حذر في الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن قرب التوصل إلى اتفاق حول غزة

تواصلت المفاوضات الجارية في الدوحة حول وقف إطلاق النار في غزة، وإبرام صفقة تبادل للأسرى، وسط تفاؤل حذر بإمكانية التوصل إلى اتفاق، ففيما أبدت واشنطن تفاؤلها بقرب التوصل إلى اتفاق، تحدثت تقارير إسرائيلية عن أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أمر الوفد المفاوض بالبقاء في الدوحة، ريثما يتم التوصل إلى اتفاق، بينما اتهمت حركة «حماس» إسرائيل بالعرقلة، مشددة على أنه لا خيار أمامها سوى إبرام «الصفقة»، في حين أكد الاتحاد الأوروبي أن إسرائيل لا تنفذ ما تم الاتفاق عليه حول غزة بشكل كامل، كما دعا المستشار الألماني نتنياهو إلى ضرورة إبرام وقف «سريع» لإطلاق النار في غزة.
وأفادت مصادر مطلعة على تفاصيل اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي بوجود «تفاؤل حذر» بشأن مفاوضات صفقة الأسرى. وبحسب ما نقل موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت»، مساء أمس الجمعة، عن هذه المصادر، فقد أبدى نتنياهو «مرونة كبيرة. الآن، كل شيء يعتمد على حماس وردّها. وهذا سيحدد ما إذا كان سيتم التوصل إلى اتفاق بحلول الأسبوع المقبل». وأكدت الصحيفة أن فريق التفاوض الإسرائيلي سيبقى في الدوحة، حتى يتم التوصل إلى اتفاق. وذكرت هيئة البث الإسرائيلية في وقت سابق، أمس الجمعة، بأن المفاوضات الجارية حول غزة شهدت مؤشراً جديداً على التقدم، حيث قدّم الوسطاء، ولأول مرة، مقترحاً يتعلق بنسبة تبادل الأسرى الفلسطينيين مقابل الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس.
وأشارت يديعوت، نقلاً عن مصادر مطلعة، إلى أن نتنياهو يبدي مرونة متزايدة في قضايا حساسة، من بينها خرائط انسحاب الجيش الإسرائيلي من بعض المناطق، والتراجع عن مطلب الإبقاء على السيطرة الإسرائيلية على محور موراغ.
ومن جانبها، نقلت القناة 13 الإسرائيلية، أمس الجمعة، عن المبعوث الأمريكي لشؤون الرهائن، أن إسرائيل وحماس اقتربتا من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وقال آدم بولر: «نحن أقرب مما كنا عليه حتى الآن. إذا لم يحدث ذلك الآن، فسيكون ذلك بسبب عناد حماس»، حسب تعبيره. وكانت حركة حماس قالت، أمس الجمعة، إن فشل الجيش الإسرائيلي في تحرير أسراه بالقوّة، يؤكد أنه «لا خيار أمامه سوى المضيّ في صفقة تبادل وفق شروط الفصائل الفلسطينية وإرادتها»، ودعت إلى حراك شعبي ورسمي عاجل لإنقاذ المجوّعين بغزة.
ومن جهته، قال أبو عبيدة المتحدث باسم الجناح العسكري للحركة، أمس الجمعة، إن الحركة لن توافق على هدنة مؤقتة في المستقبل إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار خلال المفاوضات الجارية، متهماً إسرائيل بالتعنت.
من جهة أخرى، قال أنور العنوني، المتحدث باسم السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، إن إسرائيل لا تنفذ اتفاق غزة بالكامل، على الرغم من بعض الإشارات الإيجابية التي تمثلت في دخول المزيد من الشاحنات وأعمال إصلاح شبكات الكهرباء والمياه في القطاع. وأوضح العنوني في تصريحات، أمس الجمعة، أن «الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل يتركز على الجوانب الإنسانية فقط»، ويجب «فصله عن الجهود السياسية الجارية للتوصل إلى وقف إطلاق نار».
إلى ذلك، أعرب المستشار الألماني خلال مكالمة هاتفية، أمس الجمعة، مع نتنياهو عن «أمله بالتوصل إلى وقف سريع لإطلاق النار» في قطاع غزة، وفق ما ذكر مكتبه. وأورد بيان أن فريدريش ميرتس «شدد على ضرورة إيصال المساعدة الإنسانية الطارئة إلى سكان قطاع غزة بشكل آمن ووسط ظروف لائقة»، مع تأكيده ضرورة «نزع سلاح» حماس. (وكالات)