تجدد المواجهات حول السويداء ونفي دمشق دخول قواتها.

تجدد المواجهات حول السويداء ونفي دمشق دخول قواتها.

ولغا – أ ف ب

تدور مواجهات الجمعة بين مقاتلين من العشائر والبدو ومجموعات درزية في محيط السويداء التي انسحبت منها القوات الحكومية، وتركت خلفها مدينة منكوبة وأعداداً كبيرة من الضحايا، فيما تشهد المدينة عمليات نزوح متواصلة، حيث استقبلت محافظة درعا المجاورة نحو 2500 أسرة.

ونفت وزارة الداخلية السورية صحة الأخبار التي تحدثت عن «دخول قوى الأمن الداخلي إلى محافظة السويداء» التي تشهد اشتباكات مسلحة بين البدو والفصائل الدرزية. وأكد المتحدث باسم الداخلية السورية نور الدين البابا أن بعض الوكالات والقنوات الإعلامية تناقلت أخباراً غير دقيقة حول دخول قوى الأمن الداخلي إلى محافظة السويداء.

وأشار إلى عدم صدور أي تصريح رسمي بهذا الخصوص، مضيفاً: «ننفي بشكل قاطع صحة ما نُشر محمّلين الجهات الإعلامية مسؤولية نقل معلومات غير موثوقة». وأضاف المتحدث باسم الداخلية السورية: «نؤكد أن قوات وزارة الداخلية في حالة جاهزية طبيعية، دون أي تحرك أو انتشار في المحافظة حتى اللحظة».

وطلبت الأمم المتحدة فتح تحقيقات «مستقلة وسريعة وشفافة» في أعمال العنف التي أسفرت عن مقتل نحو 600 شخص، داعية إلى وقف «سفك الدماء».

وتقوّض أعمال العنف هذه التي تدخلت فيها إسرائيل عبر استهداف القوات الحكومية ومقار رسمية في دمشق، جهود السلطات الانتقالية برئاسة أحمد الشرع في بسط سلطتها على كامل التراب السوري، بعد أكثر من سبعة شهور على إطاحتها الحكم السابق.

وسحبت السلطات السورية قواتها من محافظة السويداء الخميس، مع إعلان الشرع أنه يريد تجنّب «حرب واسعة» مع إسرائيل التي هدّدت بتصعيد غاراتها، بعدما أكدت أنها لن تسمح بانتشار قوات عسكرية تابعة للسلطات في جنوب سوريا.

وفي السويداء، يعاني المستشفى الحكومي الوحيد في المدينة ظروفاً بالغة الصعوبة. وتقول ربى العاملة في الفريق الطبي في المستشفى، مفضلة عدم الكشف عن اسمها كاملاً «المستشفى تحوّل إلى مقبرة جماعية».وتكمل «الوضع سيئ جداً.لا ماء ولا كهرباء. والأدوية بدأت تنقص كثيراً».

في أروقة المستشفى، تنبعث رائحة كريهة من الجثث المكدّسة والمنتفخة والتي تبدّدت ملامح بعضها.

ويجهد الفريق الطبي من أطباء وممرضين لا يتجاوز عددهم أصابع اليدين، لتقديم العلاج للجرحى الذين ما زالوا يتدفقون إليهم، منهم من تمدّد في الأروقة بانتظار دوره في تلقي العلاج.

واستقبل المستشفى أكثر من 400 جثة منذ الاثنين، ما بين نساء وأطفال ومسنين ومقاتلين.

– «وضع كارثي»

ودخل وقف إطلاق نار حيّز التنفيذ، لكن الرئاسة السورية اتهمت ليل الخميس المقاتلين الدروز بخرقه. وتجدّدت الاشتباكات الجمعة في محيط مدينة السويداء بين المقاتلين من العشائر والمقاتلين الدروز، كما أكد مقاتلون من الجانبين والمرصد السوري لحقوق الإنسان. وسمع داخل مدينة السويداء وفي محيطها، أصوات إطلاق رصاص.

ولا تزال مدينة السويداء محرومة من الكهرباء والماء، وسط ضعف في شبكة الاتصالات.

-«سفك الدماء»

وفي جنيف، قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك: «يجب أن يتوقف سفك الدماء والعنف، وحماية كل الأشخاص يجب أن تكون الأولوية المطلقة». وأضاف: «يجب أن تُجرى تحقيقات مستقلة، سريعة وشفافة في أعمال العنف، وأن تتم محاسبة المسؤولين عنها».

وأرغمت أعمال العنف نحو 80 ألف شخص على النزوح من منازلهم في السويداء، وفق ما أعلنت الجمعة المنظمة الدولية للهجرة.

ونفت إسرائيل الجمعة، أنباء نقلتها وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن تنفيذها مزيداً من الضربات الجوية قرب السويداء ليل الخميس.

وكانت إسرائيل هدّدت الأربعاء، بمزيد من التصعيد ضدّ القوات الحكومية ما لم تنسحب من محافظة السويداء، بعدما قصفت مواقع عدة أبرزها مجمّع هيئة الأركان العامة، ومحيط القصر الرئاسي في دمشق.

وكانت الولايات المتحدة، أعلنت الخميس أنها لم تساند الغارات الإسرائيلية على سوريا.

اندلعت الاشتباكات الأحد في محافظة السويداء بين مسلحين دروز وآخرين من البدو السنّة، وفق المرصد، على خلفية عملية خطف طالت تاجر خضار درزياً وأعقبتها عمليات خطف متبادلة. ومع احتدام المواجهات، أعلنت القوات الحكومية الاثنين تدخّلها في المحافظة لفضّ الاشتباكات.

وتشير تقارير إلى مقتل أكثر من 600 شخص خلال الموجهات المستعرة في السويداء.