إشارات أمريكية مشجعة للتوصل إلى هدنة في غزة

إشارات أمريكية مشجعة للتوصل إلى هدنة في غزة

استؤنفت في الدوحة، أمس الثلاثاء، جولة جديدة من المفاوضات حول وقف إطلاق نار في قطاع غزة وإبرام صفقة تبادل، من دون حدوث اختراق ووسط أنباء عن أن المحادثات لا تزال تتركز حول «الإطار التفاوضي»، ما يدلل على صعوبة عملية التفاوض، والتي عبرت عنها قطر بأننا «سنحتاج إلى وقت» للتوصل إلى اتفاق، حسب المتحدث باسم الخارجية القطرية، مشيراً إلى أن جهود الوسطاء تركز على إنهاء الحرب.
نقل عن المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف الذي سيصل إلى الدوحة الجمعة أو السبت، قوله: «قلصنا القضايا الخلافية بين حماس وإسرائيل من 4 إلى واحدة»، في وقت أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقب لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الليلة قبل الماضية في البيت الأبيض، أن نتنياهو و«حماس» يريدان التوصل إلى اتفاق، بينما رفض نتنياهو قيام دولة فلسطينية مستقبلية، معتبراً أنها ستكون منصة لتدمير إسرائيل، في حين دعت بريطانيا وفرنسا إلى وقف إطلاق نار غير مشروط في غزة.
وقال مصدر مطلع إن «المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين بوجود الوسطاء المصريين والقطريين، تواصلت صباح أمس في الدوحة حول آليات تنفيذ المقترح». وأضاف أن «لا اختراق حتى الآن» مشيراً إلى أن المفاوضات «تركز على بحث آليات الانسحاب العسكري الإسرائيلي من قطاع غزة وإدخال المساعدات ووقف النار». ووصف المفاوضات ب«الصعبة» وتابع أن «حماس جادة في التوصل لاتفاق، والمأمول أن يضغط الجانب الأمريكي على إسرائيل للوصول لاتفاق لوقف النار وتبادل الأسرى (والرهائن)».
ومن جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، أمس الثلاثاء، إن المفاوضات الجارية في الدوحة بين إسرائيل وحركة «حماس» حيال وقف لإطلاق النار في غزة «ستحتاج إلى وقت». وأضاف الأنصاري في مؤتمر صحفي بالدوحة رداً على سؤال حيال إمكانية التوصل إلى اتفاق «لا أعتقد أن بإمكاني تحديد إطار زمني في الوقت الحالي، لكن يمكنني القول إن الأمر سيستغرق وقتاً». ورغم رفضه الخوض في تفاصيل مواضيع النقاش في الدوحة، قال الأنصاري إن المفاوضات ركزت على وضع إطار تفاوضي لاتفاق تمهيداً للمحادثات الرسمية.
وقال إن «ما يجري حالياً هو أن الوفدين لا يتفاوضان بشكل مباشر بعد، بل نحن نجري محادثات منفصلة مع كل طرف حول إطار تفاوضي للمباحثات. لذا، لم تبدأ المفاوضات بعد، لكننا نعمل مع الجانبين على تحديد ذلك الإطار». وأوضح الأنصاري أن هناك «انخراطاً إيجابياً»، وأن استمرار وجود فريقي التفاوض في العاصمة القطرية «دائماً ما يكون مؤشراً جيداً».
من جهة أخرى، بحث الرئيس ترامب، مع نتنياهو لدى استقباله في البيت الأبيض، ملفي إيران وغزة. وأعرب ترامب عن ثقته بأنّ حماس تريد التوصّل إلى وقف لإطلاق النار مع إسرائيل. وأجاب ترامب عن أسئلة الصحفيين في مستهلّ عشاء في البيت الأبيض مع نتنياهو والوفد المرافق له. وردّاً على سؤال بشأن السبب الذي حال حتى الآن دون إبرام هذه الهدنة، قال الرئيس الأمريكي «لا أعتقد أنّ هناك عائقاً. أعتقد أنّ الأمور تسير على ما يرام». وفي هذا الصدد، قال ويتكوف إن المفاوضات جارية «لتقريب وجهات النظر» بين حركة حماس وإسرائيل، وأعرب عن أمله في التوصل لاتفاق بشأن غزة بنهاية الأسبوع الحالي. وأضاف ويتكوف: «نعمل على تقليص الخلافات في مفاوضات غزة ومع الوقت يتحقق ذلك. تم تقليص القضايا الخلافية بين حماس وإسرائيل من 4 إلى واحدة». وأكد أن الولايات المتحدة تسعى «لسلام دائم في غزة وحل النزاع بصورة حقيقية».
من جهته، استبعد نتنياهو مجدّداً قيام دولة فلسطينية كاملة، مشدّداً على أنّ إسرائيل ستحتفظ «دوماً» بالسيطرة الأمنية على قطاع غزة. وقال نتنياهو: «الآن، سيقول الناس إنها ليست دولة كاملة، إنها ليست دولة، هذا لا يهمّنا».
ومن جهتهم، قال مسؤولون إسرائيليون، أمس الثلاثاء، إن من الممكن سد الثغرات بين إسرائيل وحركة «حماس» في المفاوضات، لكن الأمر قد يستغرق أكثر من بضعة أيام للتوصل إلى اتفاق.
وفي السياق، شن وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش اليميني المتطرف، هجوماً عنيفاً على مفاوضات الدوحة، وطالبا بسحب الوفد الإسرائيلي من قطر وقطع المساعدات عن غزة. وكان مسؤول إسرائيلي اعترف، مساء الاثنين، في حديث مع صحفيين إسرائيليين رافقوا زيارة نتنياهو إلى واشنطن: «لا بد من وجود نظام حكم في غزة يُسيّر الحياة. ربما سنبقى هناك لفترة من الزمن – لا داعي للذعر من ذلك».
إلى ذلك، شدد وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، أمس الثلاثاء، على أن لندن ستتخذ مزيداً من الإجراءات ضد إسرائيل إذا استمر الوضع على ما هو عليه في غزة. وقال لامي أمام لجنة برلمانية: «يجب أن نتوصل إلى وقف إطلاق النار»، مضيفاً: «يجب أن يتم ذلك خلال الأسابيع المقبلة». وعندما سُئل عما إذا كان سيتخذ إجراءات إضافية ضد إسرائيل إذا استمر الوضع في غزة، أجاب «نعم، نعم، سنفعل».
ومن جهته، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى «وقف إطلاق نار غير مشروط في غزة»، في خطاب ألقاه باللغة الإنجليزية أمام البرلمان البريطاني في لندن. وقال ماكرون إنه يؤمن بمستقبل حل الدولتين كأساس للهيكل الأمني الإقليمي.
(وكالات)