إسرائيل تسعى لوقف مؤقت في غزة يتيح تجديد القتال.

إسرائيل تسعى لوقف مؤقت في غزة يتيح تجديد القتال.

تتجه الأنظار، اليوم الاثنين، إلى الدوحة التي تستضيف جولة مفاوضات جديدة بشأن التوصل إلى هدنة في غزة واتفاق لتبادل الأسرى، بالتزامن مع زيارة رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو إلى البيت الأبيض للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
اعتبرت الحكومة الإسرائيلية أن «التعديلات» التي أدخلتها حركة «حماس» على المقترح غير مقبولة، شدد نتنياهو على أن اللقاء مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بشأن غزة، وقالت مصادر إسرائيلية: إن حكومة نتنياهو تتجه لقبول صفقة الهدنة، وتراهن على دعم أمريكي لاستئناف الحرب بعد شهرين، في وقت أكدت مصادر فلسطينية أن «حماس» ستطالب بإطلاق سراح القادة الكبار من السجون الإسرائيلية، في حين دعا الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، خلال قمة «بريكس» إلى عدم «الاستمرار في تجاهل الإبادة التي ترتكبها إسرائيل بغزة».
وذكر مسؤول فلسطيني مطلع على سير المباحثات أن «الوسطاء أبلغوا حماس ببدء جولة مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل في الدوحة أمس الأحد» مشيراً إلى أن وفد الحركة المفاوض برئاسة خليل الحية، والطواقم الفنية «يوجد حالياً في الدوحة وجاهز لمفاوضات جدية».
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان أن وفداً مفاوضاً توجه إلى الدوحة بالفعل، كما أكدت هيئة البث الإسرائيلية أمس الأحد مغادرته إلى العاصمة القطرية. وأضاف أن الفريق سيعمل على «مواصلة الجهود لاستعادة رهائننا على أساس المقترح القطري الذي قبلته إسرائيل»، معتبراً أن التغييرات التي تسعى حماس إلى إدخالها «غير مقبولة».
ومن جهته، قال نتنياهو قبيل سفره إلى واشنطن أمس الأحد: إن اللقاء مع ترامب «قد يسهم» في التوصل إلى اتفاق بشأن غزة. وقال نتنياهو في إحاطة للصحفيين من أمام الطائرة التي ستقله إلى واشنطن في مطار بن غوريون: «نحن نعمل على إنجاز الاتفاق الذي تم الحديث عنه، وفق الشروط التي وافقنا عليها». وأوضح «أرسلتُ فريقاً للتفاوض مع تعليمات واضحة. وأعتقد أن المحادثة مع الرئيس ترامب يمكن أن تُسهم بالتأكيد في دفع هذا الهدف الذي نتمناه جميعاً».
 من جهة أخرى، شهد اجتماع المجلس الأمني الإسرائيلي برئاسة بنيامين نتنياهو مشادات كلامية تخللتها صيحات واحتجاجات، اضطرت رئيس الوزراء للتدخل والضرب بيده على الطاولة أكثر من مرة لاحتواء الأجواء. وبحسب ما ذكرته «هيئة البث الإسرائيلية»، فإن جانباً من النقاش داخل المجلس السياسي والأمني جرى بلهجة قاسية، ووصل إلى حد تبادل الصراخ بين وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ورئيس الأركان إيال زامير. وطلب نتنياهو من الطرفين تغيير أسلوب النقاش ليصبح أكثر موضوعية وأقل شخصية. وفي نهاية الاجتماع الذي استمر نحو خمس ساعات، وانتهى في الساعات الأولى من صباح السبت-الأحد، تم التصويت لصالح إنشاء مناطق لتوزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، بهدف فصل السكان المدنيين عن تنظيم «حماس». وأثناء المناقشة، تصاعد الخلاف بين نتنياهو وزامير حول سرعة تنفيذ المشروع، كما تصاعدت حدة الجدل بين سموتريتش وزامير حتى وصل الأمر إلى تبادل الصراخ، واتهم سموتريتش الجيش بعدم الالتزام بالتعليمات السياسية المتعلقة بفصل المدنيين لأسباب إنسانية، فتدخل نتنياهو وضرب على الطاولة محاولاً إرجاع النقاش إلى مساره الصحيح.
في غضون ذلك، ذكرت مصادر فلسطينية أن من المتوقع في صفقة التبادل المطروحة، إطلاق سراح ألف أسير فلسطيني، منهم مئة أسير مؤبد، في حال إتمام الصفقة. لكن المتوقع، بحسب تلك المصادر، أن تطالب حركة «حماس» بالإفراج عن قادة بارزين. ومن بين الأسماء: القيادي في فتح، مروان البرغوثي، والأمين العام للجبهة الشعبية، أحمد سعدات، والقيادي في «حماس»، عبدالله البرغوثي. وحسب هذه المصادر، ستشمل مطالب «حماس» أسماء رفضت إسرائيل الإفراج عنها سابقاً. 
إلى ذلك، دعا الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، أمس الأحد، خلال قمة «بريكس» بريو دي جانيرو، إلى عدم «الاستمرار في تجاهل الإبادة التي ترتكبها إسرائيل بغزة». وقال لولا في كلمته الافتتاحية بالقمة: «لا يمكننا الاستمرار في تجاهل الإبادة التي ترتكبها إسرائيل في غزة، والمجازر بحق مدنيين أبرياء، واستخدام الجوع سلاح حرب».
كما انتقدت كوريا الشمالية، أمس الأحد، إسرائيل بشدة، وقالت، إنها بحربها على قطاع غزة تجعل السلام العالمي ضحية لتحقيق أطماعها.
وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية في تقرير لها بعنوان «إلى أين ستنتهي المأساة الدامية؟»، إنه من خلال الغارات الجوية التي تشنها على قطاع غزة، تقوم إسرائيل بتحديث سجلات القتل الجماعي يومياً.   (وكالات)