أجواء متباينة في لبنان تترقب زيارة المبعوث الأمريكي إلى بيروت

بيروت: «الخليج»
يستقبل لبنان، اليوم الاثنين، الموفد الأمريكي توماس براك في ظل أجواء سياسية متناقضة بين من يدعو إلى تسليم السلاح غير الشرعي تحييداً للوطن ومواطنيه من الأخطار المرتقبة، وبين من يبدي الحرص على التمسك بالسلاح مهما تكن النتائج. ورأى رئيس الحكومة نواف سلام أن حصرية السلاح بيد الدولة عامل رئيسي في دفع البلد نحو الاستقرار، في حين حسم أمين عام «حزب الله» نعيم قاسم موقف حزبه بالامتناع عن تسليم سلاحه حتى لو «أجمعت الدنيا على هذا المطلب».
التسريبات المتناقضة التي تتحدث تارة عن موقف مسهل للحزب من مصير سلاحه في مقابل أخرى تشير إلى تصلب شكّلت مصدر قلق كبير على مستقبل الوضع في لبنان، وإمكانية دخوله مجدداً في نفق الحروب المدمرة التي لم يتمكن من تجاوز تداعياتها السابقة حتى اللحظة. وتشير هذه التصريحات بوضوح إلى غياب التنسيق بين صناع القرار اللبناني، وهو ما قد يؤدي إلى تضاؤل الفرص في تبني موقف موحد يحظى بقبول الجهات الدولية والإقليمية المؤثرة.
ونقلت أوساط إعلامية مطلعة عن مصادر رسمية قولها إن الرد اللبناني على ورقة برّاك شبه منجز، غير أن هناك «نقطتين عالقتين في الرد، وهما: الضمانات، وإعادة الإعمار».
وأشارت المصادر إلى أن «الورقة اللبنانية في الرد على باراك تشمل ضرورة وقف إطلاق النار وإعادة الأسرى».
وأكد رئيس الحكومة نواف سلام أن الدولة اللبنانية قصرت على امتداد فترات طويلة في حسم قضية حصر السلاح بيدها وحدها دون سواها من الجهات الحزبية.
وقال في ختام جولة له أمس في منطقة البقاع الغربي: «لا استقرار في البلاد من دون انسحاب إسرائيل الكامل من لبنان ووقف أعمالها العدوانية، كما أنه لا استقرار دون شعور كل المواطنين بالأمن والأمان أينما كانوا في ربوع الوطن، ما يتطلب بدوره حصر السلاح بيد الدولة وحدها».
بدوره، أكد الأمين العام ل«حزب الله» نعيم قاسم أن حزبه مستعد لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية عن لبنان عندما تتحقق المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، مشيراً إلى أن «الحزب مستعد للسلم وكذلك للمواجهة مع إسرائيل»، حسب تعبيره.
وأشارت مصادر رسمية لبنانية إلى أن الجواب اللبناني على مقترح واشنطن يؤكد التزام الدولة بحصرية السلاح وقرار الحرب والسلم، ويطالب بضرورة وقف الاعتداءات وانسحاب إسرائيل من النقاط الخمسة.
وبموازاة ذلك، حلقت طائرات إسرائيلية مسيّرة فوق مدينة بنت جبيل في جنوب لبنان ضمن الانتهاكات اليومية لوقف إطلاق النار، وذلك بعد يوم من غارات أسفرت عن ضحايا في منطقة عيناتا في جنوب لبنان.
وصعّدت إسرائيل، في الأيام الأخيرة، من وتيرة استهدافها لجنوب لبنان، عبر قصف مواقع عسكرية تقول إن «حزب الله» يعمل على إعادة تأهيلها، أو عبر ملاحقة أعضاء في الحزب. وتشير أوساط لبنانية إلى أن العمليات الإسرائيلية تصاعدت عشية وصول المبعوث الأمريكي إلى بيروت، وتهدف إلى ممارسة أقصى درجات الضغط على لبنان للإسراع بنزع سلاح «حزب الله».