حركة ماسك والنظام الأمريكي | جريدة الخليج

كتب: المحرر السياسي
إعلان رجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك عن تأسيس حزب جديد في الولايات المتحدة يطرح تساؤلات كثيرة حول مستقبل هذه الفكرة، وما يمكن أن ترتبه على الحياة الحزبية، ومن ثم الممارسة السياسية الأمريكية.
ظلت الولايات المتحدة بمثابة النموذج لنظام الحزبين، حيث يتبادل الحزبان الجمهوري والديمقراطي السيطرة على المؤسستين التنفيذية والتشريعية بناء على نتائج الانتخابات العامة، وهذا ما ينسحب أيضاً على حكام الولايات وبرلماناتها.
النظام الحزبي الأمريكي تعرض لانتقادات كثيرة سابقة ومن أسماء شهيرة، اختار بعضها الترشح كمستقل، وعلى رأسهم رالف نادر، الذي اعتبر الحزبين وجهين لعملة واحدة، وكان هذا تقريباً ما كرره ماسك مؤخراً.
هل سينجح إيلون ماسك في تشكيل الحزب الجديد الذي اقترح له اسم «حزب أمريكا»؟ بطبيعة الحال لدى ماسك شهرة كبيرة، قد تتحول إلى شعبية وقبول لدى شرائح مهمة في المجتمع الأمريكي، كما أن لديه القدرات المالية الواسعة للصرف على الحزب.
لكن وبعيداً عن القواعد الواجب الالتزام بها في عملية تمويل الأحزاب، فإن هناك قضايا أخرى مهمة من بينها هل لدى ماسك الدأب على مواصلة العمل السياسي كدأبه في المجال الاقتصادي؟ فالرجل الذي انضم إلى إدارة دونالد ترامب بكل حماس، تركها بعد أشهر قليلة بعد خلافات علنية وانتقادات لاذعة متبادلة. وهنا تأتي المسألة الثانية هل ما يفكر به ماسك ما هو إلا رد فعل على خلافه مع ترامب؟ إذا كان الأمر كذلك فلربما قل زخم الفكرة مع مرور الوقت. والمسألة الثالثة ترتبط بمدى النجاح في استمالة شخصيات أمريكية لها وزنها في المجتمع بشتى قطاعاته لكي تنضم إلى الحزب الجديد. ففي حال النجاح في استمالة أعضاء بارزين في الحزبين القائمين سيكون هذا بمثابة دفعة للفكرة باعتبارها طريقاً ثالثاً، بعيداً عن ثنائية أفكار الحزبين. ولا يقتصر الأمر على استقطاب شرائح من أعضاء الحزبين القائمين، وإنما جذب شرائح أخرى لم يرق لها العمل السياسي، سواء كان ذلك من الشخصيات المؤثرة أم من المواطنين العاديين.
قد تتطور فكرة ماسك ويصبح هناك كيان حزبي جديد، وقد تتراجع وتتلاشى. وفي الحالتين ستكون قد طرحت نقاشاً عاماً قد يتحول إلى انعكاس في صناديق الاقتراع ولو بعد حين، وقد تكون دافعاً لآخرين في المستقبل لإعادة الكرة. ويبقى السؤال الأهم هل ستسمح آليات الحياة السياسية الأمريكية بمثل هذا التحول؟