تصاعد الهجمات الإسرائيلية على غزة وسط معاناة كبيرة من نقص الغذاء بين السكان

تصاعد الهجمات الإسرائيلية على غزة وسط معاناة كبيرة من نقص الغذاء بين السكان

واصلت إسرائيل تصعيدها في قطاع غزة، وشن الجيش الإسرائيلي غارات مكثفة على منازل وتجمعات المدنيين ومراكز إيواء النازحين، في وقت وجهت «الأونروا» نداء عاجلاً إلى المجتمع الدولي فحواه أن الناس في غزة يسقطون مغشياً عليهم في الشوارع من شدة الجوع، فيما قتل ثلاثة جنود إسرائيليين، بينما أكدت الأمم المتحدة مقتل 613 في مواقع توزيع المساعدات وقرب قوافل الإغاثة، في حين أكدت بلدية غزة وجود عجز كارثي ينذر بانهيار كامل للمنظومة المائية.
وفي اليوم الـ637 من حرب الإبادة على غزة، أفادت مصادر في مستشفيات القطاع بمقتل 45 فلسطينياً في غارات إسرائيلية منذ فجر أمس الجمعة، بينهم 6 من منتظري المساعدات. ووجه الجيش الإسرائيلي، أمس الجمعة، تحذيراً إلى جميع الموجودين في منطقة مدينة خان يونس، مطالباً بإخلاء المنطقة فوراً، حيث «سيستهدف كل موقع يستخدم لإطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل»، حسب زعمه.
وفي خضم هذا التصعيد، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس الجمعة، بمقتل 3 جنود في حوادث عسكرية منفصلة في قطاع غزة، اثنان منهم في خان يونس جنوبي القطاع وبيت حانون شماليّه، وثالث قيد التحقيق.  
من جهة أخرى، اتجهت الأوضاع الإنسانية الكارثية إلى مزيد من التفاقم على نحو بات يشكل خطراً حقيقياً على سكان القطاع.
وأكدت وكالة «الأونروا» التابعة للأمم المتحدة أن كل شيء ينفد بالنسبة لسكان غزة.. الوقت والطعام والدواء والأماكن الآمنة. وقالت الأونروا في بيان لها إن الجوع يتفاقم في غزة.. مشيرة إلى أن الناس يتساقطون في الشوارع بسبب عدم توفر الطعام. وحذرت بلدية مدينة غزة، أمس الجمعة، من انهيار وشيك للمنظومة المائية مع عجز يتجاوز 76 بالمئة في الإمدادات وتكدس مئات آلاف النازحين، ما ينذر بتفشي الأوبئة والأمراض المعدية وسط أزمة إنسانية خطيرة. وقال متحدث البلدية حسني مهنا، إن المدينة «تواجه عجزاً كارثياً في إمدادات المياه، ينذر بانهيار كامل في المنظومة المائية إذا لم يتم التدخل بشكل عاجل لإنقاذ الوضع». وأشار مهنا إلى أن نسبة العجز في إمدادات المياه تجاوزت 76 بالمئة، مقارنة بالاحتياج الفعلي للسكان الفلسطينيين. وأضاف: «بلدية غزة تضخ حالياً نحو 24 ألف كوب من المياه فقط يومياً، في حين أن الاحتياج الفعلي يزيد على 100 ألف كوب، ما يجعل آلاف العائلات تعاني العطش الشديد، خاصة في ظل النزوح الواسع وتكدس المواطنين في المناطق الغربية من المدينة».
في غضون ذلك، قالت منظمة الصحة العالمية، أمس الجمعة، إن مجمع ناصر الطبي في غزة تحول إلى «جناح واحد ضخم لعلاج الإصابات» بعد تدفق الحالات التي تصاب في مواقع توزيع المساعدات.
وقال ريك بيبركورن ممثل المنظمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، خلال إحاطة صحفية عبر الفيديو من غزة للصحفيين في جنيف، أمس الجمعة، مشيراً إلى الطاقم الطبي في مجمع ناصر الطبي «يشهدون منذ أسابيع إصابات يومية.. أغلبها قادم مما يسمى بالمواقع الآمنة غير التابعة للأمم المتحدة لتوزيع الأغذية، ويعمل المستشفى الآن كجناح واحد ضخم لعلاج الإصابات». وأوضح بيبركورن، أن نحو 90 فلسطينياً يُقتلون يومياً، إضافة إلى أكثر من 200 مصاب، داعياً إلى وقف القتل العشوائي في غزة. وأشار إلى أن النظام الصحي في القطاع يواجه نقصاً حاداً في الإمدادات الطبية والوقود في ضوء عدم دخول أي وقود منذ أكثر من 120 يوماً، مؤكداً أن الاحتياطات المتوفرة تكاد لا تكفي لتشغيل 17 مستشفى جزئياً لفترة قصيرة، وقال إن بعض هذه الاحتياطات موجود في مناطق يصعب الوصول إليها.  
وذكرت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، أمس الجمعة، أنه سجل مقتل ما لا يقل عن 613 شخصاً حول نقاط توزيع المساعدات، وقرب قوافل الإغاثة الإنسانية في القطاع. وقالت رافينا شامداساني المتحدثة باسم المفوضية للصحفيين في جنيف «سجلنا 613 قتيلاً، سواء عند نقاط توزيع المساعدات أو قرب قوافل الإغاثة الإنسانية، وهذا العدد حتى 27 يونيو، وحدثت وقائع أخرى.. منذ ذلك الحين». وأوضحت المفوضية أن 509 أشخاص من بين الإجمالي البالغ 613 شخصاً قُتلوا قرب نقاط توزيع المساعدات. (وكالات)