تصادمات بين الفلسطينيين والمستوطنين في شمال رام الله

اندلعت مواجهات بين فلسطينيين ومستوطنين، أمس الجمعة، على خلفية تفكيك ناشطين بؤرة استيطانية عشوائية في بلدة سنجل شمال رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة، في وقت كثف الجيش الإسرائيلي، حملات الاقتحام والمداهمة والاعتقال في الضفة، بالتزامن مع تصاعد اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين وممتلكاتهم، ما دفع الكثير من العائلات الفلسطينية إلى الرحيل عن مساكنها في عرب المليحات شمال غربي أريحا، في حين أكدت الأمم المتحدة أن عنف المستوطنين أدى إلى إصابة 340 فلسطينياً خلال النصف الأول من العام الحالي.
وذكر شهود عيان، أن عشرات المستوطنين هاجموا فعالية دعت إليها بلدية سنجل للوصول إلى أراض سيطر عليها مستوطنون قبل نحو شهر. وأشار الشهود إلى أن الجيش الإسرائيلي تدخل لحماية المستوطنين وأطلق الرصاص الحي. وقالوا إن المستوطنين أضرموا النار في أراض زراعية، ورشقوا مركبات فلسطينية بالحجارة. وفي وقت سابق اليوم، فكك ناشطون فلسطينيون بؤرة استيطانية أقامها إسرائيليون على أراضي بلدة سنجل.
وللشهر الخامس على التوالي، تتواصل الحملة العسكرية الإسرائيلية في مدن ومخيمات شماليّ الضفة، ولا سيما في طولكرم وجنين، مع تركيز على عمليات هدم وتجريف وتهجير قسري، ما أدّى إلى نزوح أكثر من 40 ألف شخص من منازلهم، وبخاصة في مخيمات طولكرم، ونور شمس، وجنين. وذكرت مصادر محلية، أن عدداً من المستوطنين، هاجموا منزل سامر أبو زيتون في منطقة «قماص» القريب من جبل صبيح، وحاولوا إحراق المنزل، واعتدوا بالضرب على ثلاثة أشخاص تصدوا لهم. كما أصيب ثلاثة أشخاص، أمس الجمعة، إثر الاعتداء عليهم بالضرب من قبل المستوطنين، و8 آخرين جراء استنشاقهم الغاز السام، الذي أطلقه جنود إسرائيليون خلال هجوم على قرية بيتا جنوب نابلس بالضفة الغربية، فيما اعتقلت القوات الإسرائيلية، عشرات الأهالي من أنحاء متفرقة في الضفة.
من جهة أخرى، شرعت عائلات فلسطينية، مساء الخميس، بالرحيل عن مساكنها في تجمع عرب المليحات البدوي شمال غرب مدينة أريحا شرقي الضفة الغربية، إثر استمرار هجمات المستوطنين والجيش الإسرائيلي ومضايقاتهم. وقال المشرف العام لمنظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو، حسن مليحات، إن «نحو 14 من أصل 85 عائلة تسكن في تجمع عرب المليحات، شرعت في تفكيك خيامها والرحيل، نتيجة ما يواجهونه من ممارسات استفزازية، واعتداءات متكررة من المستوطنين والجيش الإسرائيلي». وذكر أن العائلات جميعها مهدّدة بالرحيل، ويصل عدد أفرادها إلى نحو 500 نسمة، في ظلّ وجود أعداد كبيرة من المستوطنين داخل التجمع وعلى أطرافه. وحذّر مليحات من أن «ذلك يهدد بمحو وجود قرية عرب المليحات، وتفتح الطريق للبناء الاستيطاني».
في غضون ذلك، قال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن تصاعد عنف المستوطنين بالضفة يفاقم تهجير الفلسطينيين ويقيد وصولهم للموارد.
وأضاف أن المستوطنون شنوا نحو 740 هجوماً في النصف الأول من هذا العام. وأكد أن هجمات المستوطنين في الضفة أسفرت عن إصابة 340 فلسطينياً وأضرار واسعة.(وكالات)