إسرائيل تُعلن انتهاء مشروع “عربات جدعون” وتواصل تنفيذ مجازر في غزة.

أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء أمس الأربعاء، انتهاء عملية «عربات جدعون» في قطاع غزة والانتقال إلى مرحلة جديدة من الحرب. وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي «أن المرحلة الجديدة من الحرب على غزة تحمل اسم (الأسد الصاعد)، بالتزامن مع ارتكاب المزيد من المجازر بحق الجياع والمدنيين وشنت طائرات إسرائيلية غارات مكثفة على منازل في مناطق مختلفة من القطاع، فيما استهدفت القوات الإسرائيلية بالقصف والنيران الحية تجمعات من النازحين المنتظرين للمساعدات، ما أسفر عن سقوط مئات القتلى والجرحى، بينما قتل جندي إسرائيلي وأصيب أربعة آخرون بجروح خطِرة في معارك مع المقاتلين الفلسطينيين، في وقت حذرت الأمم المتحدة من أن الأوضاع الإغاثية في غزة تتدهور بشكل خطِر يهدد بقاء السكان ويخنق الحياة في القطاع المحاصر.
قتل مدير المستشفى الإندونيسي شمالي القطاع، مروان السلطان، أمس الأربعاء مع عائلته وعدد آخر من الفلسطينيين كما وقعت العديد من الإصابات بقصف إسرائيلي استهدف محيط دوار 17 شمال غربي مدينة غزة، فيما أفادت مصادر طبية بمقتل أكثر من 78 شخصاً وإصابة 487 آخرين بنيران وقصف الجيش الإسرائيلي.
في موازاة ذلك، وسع الجيش الإسرائيلي عملياته في شمال القطاع، مرتكباً مجازر وُصفت بأنها جرائم قتل جماعي بحق المدنيين، من خلال استهداف المنازل المكتظة بالعائلات وصولاً إلى قصف خيام وتجمعات النازحين.
وأفادت وسائل إعلام عبرية أمس الأربعاء، بمقتل جندي من وحدة إيغوز بحادثة قنص في قطاع غزة، وإصابة 4 جنود بجروح خطِرة في انفجار عبوة ناسفة استهدفت دبابة في القطاع.
ومن جهته، قال قائد ميداني في «سرايا القدس»: «إن السرايا نفذت صباح أمس عملية مركبة نوعية استهدفت عشرات الجنود ورتلاً لآليات إسرائيلية في مربع الهدى شرق حي الشجاعية بغزة».
وفي اليوم الـ107 من استئناف الهجوم، استهدفت غارات إسرائيلية خياماً للنازحين في منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس وذلك بعد يوم دموي قُتل فيه 109 فلسطينيين خلال الساعات الماضية. وبحسب آخر إحصاءات وزارة الصحة في قطاع غزة، ارتفعت حصيلة الضحايا منذ بدء العدوان العسكري الإسرائيلي في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى 56647 قتيلاً، و131105 مصابين بجروح متفاوتة وبلغ عدد الضحايا منذ 18 آذار/مارس 2025 وحده 6 آلاف و315 قتيلاً، إلى جانب 22064 مصاباً.
ومن جهتـــه، حـــــذر مديـــــر المستشفيات الميدانية بوزارة الصحة بغزة مروان الهمص، من كارثة إذا توقــف عمل مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس جنوب قطـــاع غــزة، لافتاً إلى أن كميات الوقود آخذة في النفاد في القطــاع مما يهدد عمل المستشفيات.
من جهة أخرى، قالت وكالة «الأونروا» التابعة للأمم المتحدة: «إن الجوع يستخدم سلاحاً في غزة وكثيرون يفقدون الوعي في الشوارع من نقص الغذاء ولا مياه شرب كافية» وشددت المنظمة على «ضرورة إيصال المساعدات إلى غزة بشكل آمن بإشراف الأمم المتحدة بشكل عاجل».
وفي السياق، جددت الأمم المتحدة، أمس الأربعاء، تحذيرها من تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، مؤكدة أن السكان يواجهون نقصاً حاداً في فرص البقاء على قيد الحياة، وسط محدودية كبيرة في أماكن الإيواء نتيجة الهجمات الإسرائيلية المتواصلة وفي بيان نشرته المنظمة على موقعها الإلكتروني، أشارت إلى أن عدداً من العائلات التي فرت من المدارس التي تعرضت للقصف مؤخراً، اضطرت إلى العودة لشمال القطاع، في ظل غياب بدائل للسكن وانعدام المأوى الآمن في باقي المناطق.
ووثق البيان تعرض خمس مدارس تؤوي نازحين للقصف خلال الساعات الماضية، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، كما أشار إلى أن الجيش الإسرائيلي يواصل إصدار أوامر إخلاء فوري لسكان مناطق مختلفة في غزة، يتبعها غالباً قصف مباشر قبل تمكّن المدنيين من مغادرتها، ما يجعل 82% من مساحة القطاع غير آمنة وفق تقارير أممية. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك: إن العمليات العسكرية الإسرائيلية تكثّفت منذ صدور آخر أوامر النزوح، موضحاً أن ما لا يقل عن 1500 عائلة نزحت من شمال القطاع والجزء الشرقي من محافظة غزة منذ الأحد الماضي وأشار دوجاريك إلى أن الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية تتضاءل بشكل خطِر، محذراً من أن «سكان غزة يُحرمون بشكل متزايد من مقومات البقاء» وشدد على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لتأمين فتح المعابر وتسهيل تدفق الإمدادات الأساسية والمنقذة للحياة، مؤكداً أن الوضع يشكل «إنذاراً خطراً يتطلب تحركاً فورياً».
وفي السياق ذاته، حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من أن مرافق حيوية في غزة قد تتوقف عن العمل قريباً، بينما أكَّد برنامج الأغذية العالمي أن فرصة التصدي للجوع «تتلاشى بسرعة». (وكالات)