قصائد بيت الشعر ت soaring في فضاء الكلمة

قصائد بيت الشعر ت soaring في فضاء الكلمة

نظم بيت الشعر في الشارقة أمسية شارك فيها: محمد المتيّم من مصر، سليمان الزعبي من سوريا، وشيريهان الطيّب من السودان، بحضور الشاعر محمد عبدالله البريكي مدير البيت، وقدمها الدكتور أحمد عقيلي.

افتتح القراءات الشاعر محمد المتيم، الذي قرأ نصوصاً حلق بها في فضاءات التأمل، واستهل قراءاته بنص بعنوان «الرحلة»، تجلت فيه السيرة النبوية العطرة، بأسلوب رمزي شفيف آسر، ومما قرأ منها:

هنيئً ًلكم، من بيتِ شيبَةَ قد بدا

هلالٌ، فصامتْ عن رَداها القبائلُ

خصيباً مشى، والأرضُ جدبى، كأنما

بخطوَتِهِ -اليُمنى- تشُبُّ الأيائلُ

تُسَلِّمُ أحجارٌ عليه، ويرتمي،

سحابٌ ظليلٌ فوقَهُ مُتطاوِلُ

يُفَتِّشُ والدنيا ظلامٌ، وربما

تهيمُ الخُطى والقلبُ فيه المشاعلُ

أما في قصيدته «سياطٌ وخلاخيل»، فيقول:

حدّثتُكَ الأمس عن بنتٍ تُطَرِّزُ لي

بالدمعِ ليلي، وما ابتَلَّت مناديلي

حدَّثتني عن بلادٍ جاسَ في دمِها

خوفٌ، فخبّأتُ في قلبي مراسيلي

بعد ذلك، قرأ الشاعر سليمان الزعبي من سوريا، نصوصاً استهلها بتحية إلى الشارقة التي أقام فيها شعره، وأهداها قبل سفره قبلة القصيدة وتحية الشعر فقال:

هذي المدينةُ في الحروفِ مُرافِقَةْ

كقصيدةٍ في الروحِ تسكنُ عاشقَةْ

هَفَتِ المشاعرُ أنْ تكونَ بِقُرْيِها

ولَكَمْ يَعِزُّ بأنْ تكونَ مُفارقَةْ

سأظلُّ أذكُرُها وتذكرُ أحرُفي

وتظلُّ تنبضُ في وريدي الشارقةْ

ثم تواصل مع «سيرة الضياء» وهو يطير بشعوره إلى مدينة النور، مخاطباً الروح بما يليق من حروفٍ شفيفة تجلت فيها معاني السيرة النبوية، ومنها:

فــاضـتْ بــنـورِ جـبـينِهِ الأنْــواءُ

وتـزاحـمـتْ فــي حـبِّـهِ الأسـمـاءُ

من أين أبدأُ من ولادتِهِ انجلتْ ؟

بُـصـرى تـعـمُّ قـصورَها الأضـواءُ

أم مــن يـديه الـماءُ فـاض كـأنما

سُـحـبُ الـسـماءِ وراحـتاهُ سـواءُ

أم من سنا الإسراءِ حسبُك منزلًا

هــذا مـكـانُك… أنـجمٌ وسـماءُ ؟

وجهٌ وطيبُ الحسنِ يسقي خدَّه

ويـفـيضُ مــن مـاءِ الـحياءِ بـهاءُ

واختتمت الأمسية شيريهان الطيب، التي قرأت نصوصاً مسافرة في مدن اللغة الأنيقة، والمعاني المنضبطة، والخيال المنطلق في سماوات الحرف وفي نص «يخط أسماءه في النهر» تقول:

ماخانَهُ اللوحُ، لكنْ سالَ قافيةً

لما تشرّبتِ الأوراقُ دهشتَهُ

يطاردُ الضوءَ حتى احتلَّ أضلعه

فلم يلامسْ على المرآةِ صورتَهُ

وكلما انفلتَ النسيانُ من يدهِ

أهدى إلى مُدنِ النسيانِ حِصّتَهُ

وعاد للثمرِ الأَشهى ورائحةٍ من

عطرها سكناً واختارَ جنّتَهُ

وواصلت العبور بشعرها وتجلياته في «طرق على باب الغربة» الذي حملته بتفاصيل الحياة من ذكريات ونسيان وحيرة وانطفاء وتوجس وورد وندى، تقول:

غريبٌ دَمي ياظلُّ إن كنتَ سائلاً

أهذا الذي في الماءِ؟…إنّكَ مُخطِئُ

تخليتُ عن وجهي زماناً لأنني

لبستُ وجوهَ الشِعرِ، والنصُّ مخبأُ

وقوفاً على الأبوابِ عُمري قضيتهُ

ولا طرقَ مسموعٌ وما كنتُ أجرؤُ

وبلّلتُ أحلامِي بدمعِي وشهقتي

ولكنّ أحلامَ المساكينِ تصدأ

وفي الختام كرّم محمد البريكي المشاركين في الأمسية.