تحديات إنجاز معجم البلدان لياقوت الحموي في «جمعة الماجد»

استضاف مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث في دبي، يوم الخميس عبر منصته الإلكترونية، الباحث والمحقق عبدالله بن يحيى السريحي، خبير المخطوطات في دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي، لتقديم محاضرة عن بُعد بعنوان «تحقيق معجم البلدان لياقوت الحموي: المعوقات والصعوبات».
وجاءت هذه المحاضرة ضمن فعاليات البرنامج الثقافي الصيفي الذي دأب المركز على تنظيمه خلال موسم الصيف، في إطار حرصه على تعزيز الوعي المعرفي والتاريخي، وإتاحة الفرصة أمام الباحثين والمهتمين للاطلاع على التجارب العلمية الرائدة في مجال تحقيق المخطوطات وصون التراث العربي والإسلامي وإحيائه.
وخلال المحاضرة، استعرض السريحي القيمة التاريخية والتراثية والحضارية لمعجم البلدان، مبيناً مكانته المرموقة بين المصادر الجغرافية والموسوعية في التراث العربي الإسلامي. كما تناول دواعي ومبررات إعادة تحقيق هذا السِّفر القيّم، وضرورة إخراجه في صيغة علمية موثقة تليق بإسهامات مؤلفه الكبير ياقوت الحموي (المتوفى سنة 626 هـ/1229 م).
وتطرق المحاضر إلى المنهج العلمي الذي اتبعه في التحقيق، موضحاً مراحل العمل التفصيلية بدءاً من جمع النسخ الخطية ومقارنة النصوص وتوثيق الفروق، وصولاً إلى مراجعة الهوامش وإعداد الفهارس اللازمة لإثراء الباحثين. كما تناول أبرز التحديات والصعوبات التي واجهته خلال مسيرة التحقيق، وفي مقدمتها صعوبة الحصول على النسخ النادرة وتباين الروايات التاريخية، إضافة إلى الجهد الكبير المبذول في تحقيق عمل ضخم بحجم معجم البلدان.
وقد أشاد السريحي بدور مركز جمعة الماجد في إتاحة العديد من المراجع والمصادر التي أسهمت في دعم جهوده العلمية، وساعدته على إنجاز تحقيق الكتاب وفق منهجية دقيقة تليق بمكانته التراثية.
وشهدت المحاضرة حضور نخبة من الأكاديميين والباحثين والمتخصصين في علوم المخطوطات من مختلف الدول العربية والإسلامية، الذين أعربوا عن تقديرهم للجهود المبذولة في إنجاز هذا العمل العلمي القيّم.