قصائد تبحر نحو عالم المجاز في بيت الشعر

قصائد تبحر نحو عالم المجاز في بيت الشعر

نظَّم بيت الشعر في الشارقة أمسية شارك فيها: داوود التجاني من موريتانيا، ألمامي نيماغا من غامبيا وهو طالب في الجامعة القاسمية وعبد الرزاق الربيعي من سلطنة عمان، وذلك بحضور الشاعر محمد عبد الله البريكي مدير البيت، وقدم الأمسية أحمد محمد الدماطي من الجامعة القاسمية.

افتتح القراءات الشاعر داوود التجاني، الذي قرأ نصوصاً ذات طابع ذاتي، تناغمت فيه الصور الراقية والمشاعر الرقيقة، ففي نصه «أوسكار» يقول:

إنْ خالجتهُ الليالي فهْوَ فيك نُسي

مُدّي إلى الأسمر المرآةَ وانعكسِي

إذ أنت كشفٌ بكُنهِ الغيب منهمرٌ

في صورة الضوء إذ تفترُ عن قبسِ

وموغلٌ صوتكُ المجنونُ فيَّ صدى

لا صوتَ إلاّهُ يا تأويل مُلتَبسِي

أما في قصيدته «البتول»، فاختار أن يسافر في تجليات الروح وأسئلتها، التي تتباين بين اليأس والأمل ومما جاء فيها:

مماثلٌ للحيارى أينما انبجست

روحي أطل ومجبول على التيهِ

محمّلٌ بالجهات الست.. مرتعشاً

أخطو على الرمل غيما كيف أؤذيهِ؟

ويابسٌ كسماء الصيف يبعدني

عن المواويل زريابٌ فأدنيهِ

يا ذات شدي على الأوتار أجنحتي

وبعثري القلب جمراً وارتمي فيهِ

بعد ذلك، قرأ الشاعر ألمامي نيماغا نصوصه التي سافرت بالحاضرين في رحلة جمالية إلى إفريقيا وثقافتها الغنية، ففي قصيدته «لَوْحَةٌ يَرْسُمُهَا قَلَمُ الْهُيَامِ» يرسم بلغة متمكنة ألوان علاقة الشاعر بالكتابة والحياة والتي يقول في مطلعها:

قَلَمٌ إِلَى أَرْضِ الْمَجَازِ مُسَافِرُ

يَجْتَازُ بِيدَ الْحَرْفِ وَهْوَ يُغَامِرُ

مَا بَالُهُ مُتَقَمِّصاً رُوحِي زُهاً؟

وَعَلَى نَوَامِيسِ الْهَوَى هُوَ سَائِرُ؟

وَمُعَانِقاً عَرْفَ الزُّهُورِ وَفَغْوَةً

تَأْتِي بِهَا رِيحُ الصَّبَا وَتُحَاصِرُ

يَا رَاسِماً لَوْحَ الْهُيَامِ وَصَانِعاً

أَنْغَامَهُ، لِلْحُبِّ أَنْتَ الشَّاعِرُ

كما جاءت قصيدته الثانية في نفس السياق والتي كان عنوانها «الصوت الغائب»، وأكَّد فيها أهمية الشعر وتعلقه الروحي به، فيقول:

هَلْ فِي الْحَنَاجِرِ حَرْفٌ غَابَ مَا جَهَرَا

بِهِ فَمٌ فِي خَوَالِي الدَّهْرِ وَاسْتَتَرَا

يَا صَاحِبَ الْقَلَمِ السِّحْرِيِّ هَلْ لَكَ أَنْ

تُخَطَّ بِالرِّيشِ كَيْ تَأْتِي بِهِ وَنَرَى؟

مُدَّثِّراً صِرْتُ مِنْ خَوْفِي وَيَهْتِفُ بِي

أَنْ قُمْ فَأَنْذِرْ -ضَمِيرِي- لَا تَكُنْ ذَعِرا

واختتم الأمسية الشاعر عبد الرزاق الربيعي، الذي قرأ نصاً بعنوان «لقيا»، تناول فيه موضوع الحب وما يحدثه من تغييرات إيجابية في حياة الإنسان ومما جاء فيها:

لقيتكِ بعد أن برح الأنيسُ

وفارقني المسامرُ والجليسُ

تشابهت الفصولُ على رياحي

كأني في صحارى التيه عيسُ

حرقتُ سفائني وكسرت كأسي

وأمسى دونما ليلاه قيسُ

أسابيعٌ تمرُّ ولستُ أدري

أراحَ السبتُ أم جاء الخميسُ؟

وألقى نصاً آخر، حمل عنوان «وداع»، استعرض فيه عذابات فراق الأحبة وانكسار القلوب، فقال:

«وداعاً» قلتها ومضى قطاري

على سكك تسير بلا مسارِ

ومن شبّاكه ألقيت قلبي

مخافة أن يماطل في قراري

وودّعت النجوم وسهد ليلي

وداعَ العائدينَ إلى الديارِ

فلا مرآك، حال ولا المرايا

ولا الصوت الذي ملأ انتظاري

وفي الختام كرّم محمد البريكي المشاركين في الأمسية.