أوكرانيا تعهدت بزيادة الهجمات في الداخل الروسي.

توعدت أوكرانيا بتكثيف الهجمات على العمق الروسي، فيما شنت القوات الروسية هجمات على شرق وشمال أوكرانيا، واستذكر الكرملين ما أسماها المؤامرة الغربية للانقلاب في أوكرانيا، بينما ذكر الرئيس الروسي بأهداف العملية الخاصة التي ينفذها الجيش الروسي في الدولة المجاورة.
فقد أعلن رئيس أركان الجيش الأوكراني، أولكسندر سيرسكي، أن بلاده ستكثّف ضرباتها ضد أهداف عسكرية في عمق الأراضي الروسية، وذلك بعد ثلاثة أسابيع من هجوم واسع النطاق نفذته كييف ضد قاعدة جوية روسية في شرق سيبيريا.وفي إحاطة صحفية نشر مضمونها، أمس الأحد، أكد سيرسكي أن هجمات مماثلة مقبلة. وقال أمام الصحفيين «بالطبع، سنواصل، سنزيد حجم وعمق العمليات» مشيراً إلى أن كييف لن تهاجم سوى الأهداف العسكرية. وأقر رئيس الأركان بأن روسيا تحقق بعض التفوق في حرب المسيرات، لا سيما في تصنيع مسيرات تعمل بالألياف الضوئية يصعب التشويش عليها. وأعلنت السلطات الأوكرانية الأحد مقتل رجل في قصف روسي على خيرسون (جنوب) ومقتل شخصين في ضربة على كراماتورسك (شرق).كذلك، قتل فتى في ضربة روسية على سلوفيانسك (شرق).
ونشرت صور على الإنترنت تظهر المباني في سلوفيتسك وقد تحولت إلى أنقاض، وتضررت أربعة مساكن متعددة الطوابق و32 منزلاً خاصاً.وفي كراماتورسك، أظهرت الصور التي نشرها مجلس المدينة أضراراً جسيمة لحقت بجزء من مبنى سكني.
وقال الجيش الروسي إن قواته سيطرت على بلدة أخرى في تقدمها غرباً عبر منطقة دونيتسك. وأشارت التقارير الواردة من منطقة خاركيف في الشمال الشرقي إلى أن القوات الروسية تقترب من مدينة كوبيانسك. وقصفت القوات الروسية مدينتي سلوفيانسك وكراماتورسك.
كما أدى هجوم بمسيرات على بلدة نجين بالقرب من الحدود الروسية إلى مقتل شخص واحد.
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن شركات غربية، من بينها مجموعات ألمانية وتشيكية، ما زالت تزوّد قطاع الصناعة العسكرية الروسي، داعياً إلى فرض عقوبات على هذه الكيانات.وصرّح الرئيس الأوكراني خلال إحاطة إعلامية بأن «الاتحاد الروسي يتلقّى أدوات من عدّة بلدان يستخدمها لصنع أسلحة».
وأشار إلى أن 15 شركة منها تايوانية و13 ألمانية و8 تشيكية و6 كورية جنوبية و3 يابانية و3 هندية.
قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن الدول الغربية أنفقت نحو أربعة مليارات دولار على تنظيم الانقلاب الذي شهدته أوكرانيا عام 2014، وأن روسيا ترفض طي هذه الصفحة التي اعتبرها السبب الجوهري في اندلاع الأزمة الأوكرانية الحالية.وأضاف أن وزراء خارجية دول غربية تراجعوا عن تعهداتهم، وأقرت مسؤولة أمريكية سابقة في إشارة إلى نائبة وزير الخارجية السابقة فيكتوريا نولاند بأن الولايات المتحدة أنفقت ما يقارب أربعة مليارات دولار لتحقيق هذا الهدف. وأشار إلى أن انقلاب 2014 في أوكرانيا شكل الشرارة الأولى لما تلاه من نزاعات.من جانبه، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه «لا يستبعد» سيطرة بلاده على مدينة سومي الأوكرانية على الحدود. وأكد أن على أوكرانيا التزام الحياد وعدم الانضمام إلى تحالفات عسكرية والتخلي عن أي طموح نووي، وإقصاء الزمر النازية عن السلطة فيها. وحول ماهية الحل السياسي المقبول للأزمة الأوكرانية بالنسبة لروسيا قال بوتين: «نرى أنه من الضروري العودة إلى حيث بدأت الدولة الأوكرانية.. أي إلى ما ورد في إعلان استقلالها عام 1991 وهو التزامها الحياد، وعدم الانضمام إلى تحالفات عسكرية، والتخلي عن السلاح النووي» الذي سلمته لروسيا.وأضاف: «لا ينبغي بأي حال من الأحوال أن تسيطر أي عناصر متطرفة جديدة أو نازية على أوكرانيا. ننطلق من حقيقة أنه سيتم القضاء على جميع آثار النازية الجديدة في أوكرانيا… وفي الوقت نفسه، يجب بالتأكيد حل القضايا الإنسانية، بما يشمل الناطقين باللغة الروسية، والمطالب المشروعة لمن يريدون بناء العلاقات مع روسيا والمستعدين لذلك».
وأكد بوتين أنه على كييف أن تتبع مصالحها الوطنية، لا مصالح جهات ثالثة، وقال: «لا تسعى الأطراف الثالثة إلى إنهاء النزاع، بل إلى استغلال أوكرانيا لمصالحها الخاصة. أوكرانيا تستحق مصيراً أفضل ولا ينبغي أن تكون أداة في أيدي أطراف ثالثة تعمل ضد روسيا».(وكالات)