في عهد ترامب: هل ستظل روسيا “الخطر الرئيسي” على الناتو؟

بروكسل – أ ف ب
تميل الغالبية الساحقة من قادة دول حلف شمال الأطلسي إلى اعتبار روسيا التهديد الأكبر، لكن الولايات المتحدة، أقوى دول الحلف، قد يكون لها رأي مخالف.
وأحدث دونالد ترامب منذ عودته إلى سدة الرئاسة الأمريكية في 20 يناير/كانون الثاني الماضي تقارباً كبيراً، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ما أربك حلفاءه.
والأسبوع الماضي، قال ترامب: «اتصل بي بوتين ليتمنى لي بكل لطف عيد ميلاد سعيداً» وقبل أيام، أثناء انعقاد قمة مجموعة السبع في كندا، أعرب عن أسفه لاستبعاد روسيا من اجتماعات المجموعة منذ عام 2014.
وقال كامي غران الباحث في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: «إنه إن كانت الولايات المتحدة تعتبر أن روسيا ليست هي المشكلة الحقيقة، فإن ذلك يشكل تحدياً للحلف».
– البحث عن صيغة مناسبة
يجتهد قادة الحلف الأطلسي منذ أسابيع للتوصل إلى صياغة مناسبة للموقف من روسيا في البيان الختامي في هولندا ومن الصياغات المطروحة في هذا السياق «التهديدات بما في ذلك روسيا» أو«التهديد الذي تسببه روسيا على المدى الطويل» أو الامتناع عن إصدار موقف بهذا الشأن، تجنباً لأي لهجة غير حاسمة تختلف عن لهجة البيانات السابقة لحلف شمال الأطلسي.
لكن مصدراً دبلوماسياً يرى أن ذلك غير مرجح وقال دبلوماسي آخر: «روسيا تشكل تهديداً وينبغي أن ينعكس ذلك في البيان» الصادر عن القمة.
ومما يزيد الأمور تعقيداً أن دول الحلف عليها أن تبرّر لمواطنيها الارتفاع الكبير في الإنفاق العسكري.
ويتوقع أن تقرر قمة لاهاي ما إن كانت دول الحلف سترفع إنفاقها العسكري والأمني إلى ما يشكل 5% من الناتج المحلي الإجمالي وهي نسبة كبيرة خاصة للدول التي بالكاد تصل النسبة فيها حالياً إلى 2%. وقال دبلوماسي أوروبي: «من الواضح أننا سنوافق على نسبة 5%، لأننا نشعر حقاً أننا مهددون من فلاديمير يوتين».
– «أكبر تهديد مباشر»
وفي قمة مدريد التي انعقدت في 2022، اعتبرت دول الحلف الأطلسي بالإجماع أن روسيا تشكل «التهديد المباشر الأكبر والأهم على أمن الحلفاء وعلى السلام والاستقرار في المنطقة الأوروبية الأطلسية». ودرجت العادة على تكرار هذه العبارة في كل قمم الحلف إلى أن زرع ترامب الشكّ حولها.
لكن السفير الأمريكي لدى الحلف الأطلسي ماتيو ويتاكر وهو مقرّب من ترامب، أشار إلى أن شيئاً لن يتغير في هذا الصدد.
وقال الأسبوع الماضي في مؤتمر في بروكسل: «بالنسبة لحلف شمال الأطلسي، تشكل روسيا التهديد الأهم والتحدي الأكبر» وأَضاف: «هذا الأمر لا شك فيه، اجتاحت أوكرانيا، لا أخشى أن أقول ذلك». إلا أنه استدرك قائلاً: «روسيا هي التهديد الأقرب، لكن الصين حتماً التحدي الأكبر لنا جميعاً».
في هذا السياق، قال دبلوماسي في الحلف: «إن استطعنا ضمان موافقة الرئيس ترامب على اعتبار روسيا مصدر التهديد على المدى الطويل، ستكون تلك نتيجة ممتازة».
وبعيداً عن الجدل اللفظي، يواجه الحلف وفقاً لكامي غران سؤالاً جوهرياً «كيف تنظر الولايات المتحدة لروسيا؟» ويقول: «لا نملك جواباً حقيقياً».
ويشعر حلفاء واشنطن الأوروبيون بالقلق من عدم رغبة ترامب في ممارسة ضغط حقيقي على الكرملين.
ويرفض ترامب باستمرار تشديد العقوبات على روسيا لإرغامها على وقف إطلاق النار في أوكرانيا، رغم النداءات الملحّة من شركائه الأوروبيين.
وفي الأيام الماضية، قال السفير الأمريكي السابق لدى الحلف الأطلسي كورت فولكر: «المشكلة الحقيقية هي أن الولايات المتحدة لا تعتبر أمن أوكرانيا ضرورياً لأوروبا».