إرث شكسبير في مكتبة محمد بن راشد

استضافت مكتبة محمد بن راشد، ورشة عمل بعنوان «عالم شكسبير.. أدب وأداء»، قدّمها الفنان جهاد سعد، على مدى يومين، وسط حضور لافت وتفاعل ملحوظ من محبي الأدب والمسرح، وتأتي الورشة بالتعاون مع مسرح دبي الوطني.
وخُصص اليوم الأول للجانب النظري، حيث استعرض سعد، مسيرة الأديب الإنجليزي ويليام شكسبير، وقد تناولت الورشة أبرز أعماله المسرحية التي خلّدها الزمن، وفي مقدمتها «روميو وجولييت»، تلك التراجيديا التي تحولت إلى أيقونة للحب الإنساني النقي، بكل ما تحمله من صراع بين العاطفة والمصير. وتطرقت الورشة إلى تحليل عميق لما يُعرف بـ«الشخصية الشكسبيرية»، التي تتسم بتركيب نفسي معقّد وصراع داخلي عميق، يتجلى في مسرحيات مثل «هاملت» و«مكبث»، حيث تتصارع الإرادة مع المصير، والواجب مع العاطفة، في بناء درامي متين يستمر في إلهام الأجيال.
وانضم المشاركون في اليوم الثاني، الذي ركز على الجانب العملي، إلى تجربة أداء مسرحي حي، مع تدريبات مباشرة على مشاهد مختارة من أعمال شكسبير، بإشراف الفنان جهاد سعد، ومع تقديم توجيهاته في الإلقاء والتعبير الحركي والصوتي، ما أتاح للحضور الاقتراب أكثر من روح النص المسرحي وتجسيده على خشبة الواقع.
وقال الدكتور محمد سالم المزروعي، عضو مجلس إدارة المكتبة: «تمثّل استضافة هذه الفعاليات جزءاً من التزامنا الراسخ بدعم الحراك الثقافي، وتعزيز مكانة الأدب والفنون في دولة الإمارات، لاسيما في إمارة دبي التي ترسّخ موقعها بصفتها مركزاً إقليمياً وعالمياً للثقافة والإبداع، عبر مبادرات رائدة تحتفي بالمواهب وتحتضن الحوار الثقافي بين مختلف الشعوب».
وأضاف: «تأتي هذه الورشة ضمن سلسلة من البرامج النوعية التي تطلقها المكتبة، بهدف تمكين المواهب الأدبية والمسرحية، وتوفير منصات تفاعلية تفتح آفاقاً جديدة أمام المهتمين بهذا المجال».
وأكد أن «الشراكات الاستراتيجية الثقافية تسهم بدور محوري في دعم التنمية المعرفية، وتعزيز استدامة القطاع الثقافي، وبناء بيئة محفّزة للإبداع والابتكار، ونتطلع إلى مواصلة العمل مع شركائنا على مبادرات جديدة ورائدة».
من جانبها، أشادت الهنوف محمد، أمين السر في مسرح دبي الوطني بإسهامات المكتبة في دعم الحراك الفني والثقافي، وقالت: «هذه الورشة تمثّل خطوة نوعية في إثراء المشهد المسرحي الإماراتي، وقد عكست ثمرة التعاون الناجح بين المكتبة والمسرح، وقدّمت نموذجاً راقياً لحالة ثقافية متقدمة تتمتع بها إمارة دبي ودولة الإمارات، التي أصبحت وجهة جاذبة للخبرات الأدبية والفنية العالمية، وبيئة حاضنة للنقاشات الفكرية والفنية العميقة».