الجيش الإسرائيلي يستمر في قصف وتضييق الخناق على سكان غزة.

الجيش الإسرائيلي يستمر في قصف وتضييق الخناق على سكان غزة.

واصلت إسرائيل، أمس الثلاثاء، حربها الدموية على قطاع غزة، عبر مجازر متواصلة أودت بحياة العشرات من الجياع وإصابة المئات عن نقاط توزيع المساعدات، وعبر عمليات تدمير ممنهج للمنازل والتجمعات السكنية، بالتزامن مع تشديد الحصار ومنع دخول المساعدات، ما أدى إلى تفاقم المجاعة في القطاع المنكوب، وبينما زعمت إسرائيل أنه تم إدخال 64 شاحنة مساعدات للقطاع وتفعيل 4 مجمعات توزيع لأول مرة، أكدت منظمة الصحة العالمية أن الرعاية الصحية في غزة على حافة الانهيار مع نفاد الوقود، وأن جميع مستشفيات شمال غزة خارج الخدمة، في حين أعلنت «هيئة تنظيم الاتصالات» الفلسطينية، انقطاعاً جديداً لخدمات الاتصالات الثابتة في القطاع.
وفي تصعيد جديد للمجازر ضد المدنيين، ذكرت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن الجيش الإسرائيلي ارتكب مجزرة جديدة في خان يونس استهدفت عشرات المدنيين خلال انتظارهم لتلقي المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى مقتل 36 شخصاً من المنتظرين من أصل 51 قتلوا في تلك المنطقة خلال الساعات الماضية، إضافة إلى مئات الجرحى. ووفق مصادر طبية سقط نحو 30 قتيلاً في منطقة العلم بمدينة رفح. وفي وقت سابق، ذكرت مصادر محلية فلسطينية أن القوات الإسرائيلية فتحت نيران أسلحتها الرشاشة باتجاه منتظري المساعدات الإنسانية في المناطق الشمالية الغربية من مدينة غزة. وقالت المصادر إن «زوارق الاحتلال تطلق نيران أسلحتها باتجاه منتظري المساعدات بمنطقة الواحة شمال غرب مدينة غزة». وذكرت وسائل إعلام فلسطينية مساء أمس الثلاثاء، إن 93 فلسطينياً على الأقل قتلوا جراء قصف إسرائيلي على القطاع منذ الفجر. وأكدت الوزارة أن قوات إسرائيلية تواصل قصف مواقع توزيع المساعدات في مختلف أنحاء القطاع، بالتزامن مع منع دخول الغذاء والدواء، ما يؤدي إلى تفاقم المجاعة في أوساط مئات آلاف المدنيين. ووفق آخر تحديث رسمي، بلغ إجمالي عدد الضحايا منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023، نحو 55432 قتيلاً، و128923 مصاباً، بينهم آلاف في حالات خطِرة. أما منذ خرق إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار في 18 آذار/مارس 2025، فسقط 5139 قتيلاً و16882 مصاباً. وفي ما يتعلق بضحايا المساعدات الإنسانية، ارتفع عدد الذين قضوا أثناء انتظارهم لتلقي المساعدات أو بسبب استهدافهم في أماكن التوزيع إلى 338 قتيلاً، إلى جانب 2831 مصاباً.
من جهة أخرى، تتزايد التحذيرات من وقوع كارثة إنسانية شاملة، وسط استمرار الهجمات وغياب الضغط الدولي الفاعل لوقف الحرب وفتح الممرات الإنسانية. وفي هذا السياق، أعلنت إسرائيل إدخال 64 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية، الاثنين، إلى القطاع عبر معبري زيكيم وكرم أبو سالم، وذلك بعد تفتيش أمني دقيق. وذكرت أنه لأول مرة، يتم تفعيل أربعة مجمعات لتوزيع الطرود الغذائية في وقت واحد بوسط وجنوب قطاع غزة.
وفي الإطار ذاته، دعت منظمة الصحة العالمية، أمس الثلاثاء، إلى السماح بإدخال الوقود إلى قطاع غزة لإبقاء مستشفياته المتبقية قيد التشغيل، محذرة من أن النظام الصحي في القطاع الفلسطيني المحاصر وصل إلى «حافة الانهيار». وقال ريك بيبركورن ممثل المنظمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة: «لم يدخل الوقود إلى غزة منذ أكثر من 100 يوم، وتم رفض محاولات جلب مخزونات من مناطق الإخلاء». وأضاف: «هذا الأمر يدفع النظام الصحي إلى حافة الانهيار عندما يُضاف إلى النقص الحاد في الإمدادات».
وأضاف بيبركورن أنّ 17 فقط من 36 مستشفى في غزة تعمل حالياً بالحد الأدنى أو بشكل جزئي. ويبلغ إجمالي عدد الأسرّة فيها حوالى 1500 سرير، أي أقل بحوالي 45 في المئة ممّا كانت عليه قبل بدء النزاع.
وأشار إلى أن جميع المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية في شمال غزة، أصبحت خارج الخدمة. وفي رفح الواقعة في جنوب القطاع، يتم تقديم الخدمات الصحية عبر المستشفى الميداني التابع للصليب الأحمر ونقطتين طبيتين تعملان بشكل جزئي. وقال بيبركورن الذي كان يتحدث من القدس، إنّ المستشفيات ال17 التي تعمل بشكل جزئي والمستشفيات الميدانية السبعة، بالكاد تعمل بالحد الأدنى من الوقود اليومي، مؤكداً أنه «لن يبقَ لها أي وقود قريباً». وتابع: «من دون وقود، فإن جميع مستويات الرعاية ستتوقف، ما يؤدي إلى المزيد من الوفيات والمعاناة التي من الممكن تفاديها». وأوضح أنّ المستشفيات بدأت في التبديل بين المولّدات والبطاريات لتشغيل أجهزة التنفس وأجهزة غسيل الكلى وحاضنات الأطفال، مضيفاً أنه لا يمكن تشغيل سيارات الإسعاف بدون وقود ولا يمكن توصيل الإمدادات إلى المستشفيات.
في غضون ذلك، أعلنت هيئة تنظيم قطاع الاتصالات تجدد انقطاع خدمات الاتصالات الثابتة والإنترنت وسط وجنوب قطاع غزة، نتيجة انقطاع جديد على أحد المسارات الرئيسية بسبب العدوان المستمر على القطاع. وأكدت الهيئة في بيان صحفي، أمس الثلاثاء، أنها تتابع الأمر عن كثب مع شركات الاتصالات المزودة للخدمة، وتعمل على تقييم الوضع الفني أولاً بأول، بهدف دعم الجهود الهادفة إلى استعادة الخدمة في أقرب وقت ممكن. (وكالات)