إسرائيل تواصل هجماتها على سكان غزة الجياع.. وسوء التغذية يؤثر بشدة على الأطفال

واصلت إسرائيل، أمس الأحد، قصفها البري والبحري على مناطق متفرقة من القطاع، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى، غالبيتهم من النساء والأطفال، إلى جانب عدد كبير من الجياع وطالبي المساعدات عند بعض نقاط التوزيع، فيما تزداد الكارثة الإنسانية سوءاً وسط نقص حاد في المواد الأساسية، بما فيها الغذاء والدواء، بينما شددت منظمة «اليونيسيف» على أن سوء التغذية الحاد يزيد احتمال وفاة الأطفال في القطاع، في وقت واصل الجيش الإسرائيلي تقليص قواته من غزة لدعم الجبهة ضد إيران، معتبراً أن جبهة غزة أصبحت ثانوية والتركيز حالياً على إيران.
ذكرت وزارة الصحة في غزة أن 65 فلسطينياً قتلوا وأُصيب 315 آخرون بسبب القصف الإسرائيلي على القطاع خلال الساعات الماضية، مشيرة إلى مقتل 26 فلسطينياً من منتظري المساعدات وإصابة 117 آخرين خلال الساعات الماضية، ما يرفع حصيلة الضحايا في تلك المناطق إلى 300 قتيل و2649 إصابة منذ بدء العدوان. وبلغ إجمالي عدد الضحايا منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 نحو 55362 قتيلاً و128741 مصاباً، فيما ارتفعت الحصيلة منذ استئناف العدوان في 18 آذار/ مارس الماضي إلى 5071 قتيلاً و16700 مصاب.
وذكر مصدر في مستشفى ناصر أن فلسطينيين اثنين قتلا وأُصيب أكثر من 50 آخرين من منتظري المساعدات برصاص الجيش الإسرائيلي غربي مدينة رفح، كما قتل 3 فلسطينيين من منتظري المساعدات قرب محور نتساريم وسط القطاع. وذكر مصدر بمستشفى الشفاء في غزة أن 7 فلسطينيين قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي في منطقتي التوام وبيت لاهيا شمالي قطاع غزة. وأُصيب آخرون جراء إطلاق القوات الإسرائيلية النار عليهم أثناء انتظارهم الحصول على مساعدات في مدينة خان يونس جنوباً.
وقتل 4 فلسطينيين بقصف لمسيرة إسرائيلية على فلسطينيين بمنطقة جورة اللوت في خان يونس جنوبي قطاع غزة. ومن جانبه، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أمس الأحد، مقتل قائد وحدة في الجيش خلال القتال في غزة. كما أعلن الجيش الإسرائيلي أمس الأحد أن جثة أحد الرهينتين اللتين انتشلتا من قطاع غزة الأسبوع الماضي تعود إلى أفيف أتسيلي، بينما كان قد تم التعرف إلى جثة الرهينة الآخر هو يائير ياكوف.
ومن جانبها، أعلنت «كتائب القسام» أنها قنصت سائق جرافة عسكرية إسرائيلية في شارع المنطار شرق حي الشجاعية بمدينة غزة يوم الأحد الماضي. كما ذكرت أن مقاتليها استهدفوا عصر السبت دبابة شمال مفترق أبو شرخ بمنطقة البطن السمين. وفي هذا السياق، نقلت صحيفة «هآرتس» عن مصدر في الجيش الإسرائيلي، أن جبهة غزة وقضية «الرهائن» لم تعد تمثل أولوية في المرحلة الحالية، مؤكداً أن التركيز الرئيسي للجيش انتقل إلى مواجهة التهديد الإيراني. وبحسب المصدر العسكري، فإن التصعيد مع إيران وعملياتها الإقليمية دفعت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية إلى إعادة ترتيب أولوياتها الميدانية والاستراتيجية. ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها: «إن قرار تقليص القوات جاء بعد معلومات عن طلب إيران من أذرعها في الشرق الأوسط مساعدتها في القتال، والهدف الآن هو إحباط محاولات اقتحام مستوطنات وبنى تحتية عسكرية قرب الحدود». وسبق أن قالت القناة 14 الإسرائيلية: إن المنظومة الأمنية تقوم بتقليص القوات في قطاع غزة لمصلحة مهام في ساحات قتال أخرى، بعد شن إسرائيل هجمات على إيران 13 يونيو 2025.
من جهة أخرى، قال الناطق باسم «اليونيسيف» جيمس إلدر: «تدخل القنابل والصواريخ بكميات تفوق بكثير المواد الغذائية»، مشدداً على أن العائلات الفلسطينية في قطاع غزة تعاني الأمرّين لتأمين وجبة يومية واحدة لأطفالها. وأضاف إلدر أن الوضع يزداد سوءاً يوماً بعد آخر في ظل الحصار والهجمات الإسرائيلية المستمرة، واصفاً الحالة الإنسانية في القطاع بأنها «قاتمة ومروعة ومحطمة للآمال». ولفت إلى أن تقدير أعداد الأطفال الذين يموتون جوعاً يومياً أو أسبوعياً أمر بالغ الصعوبة في مثل هذه الظروف، وشدد على أن الأطفال الذين يعانون سوء التغذية يموتون «لأسباب بسيطة كان يمكن علاجها بسهولة». وأوضح إلدر أن «سوء التغذية الحاد يزيد احتمال وفاة الطفل بسبب أمور بسيطة بمقدار 10 مرات». وأكد أن غزة «تعيش هذا المشهد المأساوي منذ أكثر من 600 يوم»، مبيناً أن الأمهات يقضين يومين من دون طعام ليتمكن من توفير وجبة واحدة لأطفالهن. إلى ذلك، أعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية، بدء استعادة خدمات الإنترنت الثابت والاتصالات الأرضية بشكل تدريجي في محافظتي غزة وشمال غزة، مشيرة إلى أن طواقمها تواصل العمل تحت أوضاع أمنية معقدة، وبأقصى جهدها وضمن الإمكانات المتاحة لإعادة الخدمات في مناطق وسط وجنوبي القطاع. (وكالات)