قصف مكثف من إسرائيل على غزة.. والأزمة الإنسانية تتفاقم

قصف مكثف من إسرائيل على غزة.. والأزمة الإنسانية تتفاقم

واصلت إسرائيل قصفها الكثيف على مناطق متفرقة في قطاع غزة، أمس الجمعة واستهداف المدنيين والنازحين ومناطق توزيع المساعدات، خصوصاً في مناطق دير البلح وغزة وجباليا وخان يونس، ما أسفر عن مقتل وإصابة عشرات الفلسطينيين، وسط تصاعد التحذيرات من تفاقم الكارثة الإنسانية، بينما تحدثت تقارير إخبارية عن وقوع اشتباكات عنيفة شمال غزة وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن إسرائيل سحبت جزءاً من قواتها في قطاع غزة.
وقد وثّق مجمع الشفاء الطبي مقتل 4 مواطنين في استهدافات منفصلة، بينهم من كانوا ينتظرون المساعدات، بينما استقبل مستشفى شهداء الأقصى 9 قتلى إثر قصف استهدف مجموعة من المواطنين شرق المطاحن بدير البلح. كما أُصيب 13 مواطناً على الأقل، معظمهم خلال انتظارهم المساعدات في محيط «حاجز نيتساريم» وسط القطاع، بحسب مستشفى العودة في النصيرات وفي شرق مدينة غزة، نفذ الجيش الإسرائيلي سلسلة من الاستهدافات الدامية طاولت شارع الشعف وأحياء الروضة والتفاح، أسفرت عن قتلى وجرحى، إلى جانب قصف محيط رمزون السنافور، فيما وُثِّق سقوط قتيل قرب الجامع العمري في جباليا شمال القطاع وجاءت هذه الهجمات بعد إنذارات بالإخلاء الفوري لسكان أحياء مكتظة، رغم انعدام الملاجئ الآمنة، ما دفع وكالة «أونروا» إلى التحذير مجدداً من سياسة «التجويع والإبادة» التي تنتهجها إسرائيل، على لسان المفوض العام فيليب لازاريني، مؤكداً أن آلية المساعدات الحالية لن تعالج الجوع المتفاقم».
من جهة أخرى، ذكرت وسائل إعلام ومصادر محلية فلسطينية إن الفصائل الفلسطينية تخوض اشتباكات عنيفة مع قوات إسرائيلية في القطاع الشمالي من غزة، وسط تقارير مؤكدة عن إصابة وحدة بصفوف القوات الإسرائيلية بصاروخ مضاد للدروع، في حين سقط عدد من القتلى والجرحى بغارات إسرائيلية جديدة وحسب المعلومات الواردة، فقد تعرضت قوة إسرائيلية مكونة من 4 جنود لاستهداف مباشر بصاروخ مضاد للدروع أطلقته الفصائل الفلسطينية. وأوضحت المصادر أن قوات الإنقاذ والإجلاء تعرضت لإطلاق نار كثيف خلال محاولتها انتشال المصابين من منطقة الاستهداف وهو ما أجبرها على التراجع مؤقتاً وسط تغطية جوية مكثفة.
في غضون ذلك، ذكرت القناة 14 الإسرائيلية، أمس الجمعة، أن الجيش الإسرائيلي بدأ تنفيذ عملية سحب لقواته المتمركزة داخل قطاع غزة، في خطوة تهدف إلى إعادة توزيع القوات ونقلها إلى جبهات أخرى أكثر توتراً وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن لواء «ناحل»، أحد ألوية النخبة في الجيش، قد تم سحبه من قطاع غزة وإعادة تمركزه في الضفة الغربية، في ما يبدو أنه جزء من خطة شاملة لإعادة توزيع القدرات العسكرية، كما تحّدثت وسائل إعلام إسرائيلية عما أسمته حدثاً أمنياً شمال غزة، مشيرة إلى أن الطائرات تقوم بعمليات إجلاء إلى المستشفيات.
وحسب وسائل الإعلام المحلية أيضاً، فقد قتل عدد من الفلسطينيين وأصيب آخرون بعد قصف إسرائيلي على تجمع للأهالي في حي التفاح شرق مدينة غزة وذلك بعد يوم دامٍ قتل فيه 58 فلسطينياً، بينهم 32 من منتظري المساعدات الإنسانية، جراء غارات وإطلاق نار على مناطق مختلفة بقطاع غزة.
ومن جانبهما، أعلنت «كتائب القسام» و«سرايا القدس»، أمس الجمعة، قتل وإصابة جنود إسرائيليين واستهداف آليات عسكرية لهم في مخيم جباليا شمالي غزة ومدينة خان يونس جنوبي القطاع وقالت «القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» في بيان: إن مقاتليها قتلوا سائق حفار عسكري إسرائيلي بعد تفجيره بعبوة شديدة الانفجار شرق مخيم جباليا، شمالي القطاع وفي بيان منفصل، أوضحت القسام، أنها نفذت كميناً مركباً استهدف قوة إسرائيلية تحصنت داخل أحد المنازل في منطقة العطاطرة في بلدة بيت لاهيا (شمال)، مستخدمة قذيفة من نوع «تي بي جي» ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى في صفوف القوة المستهدفة وأضافت: إنها تمكنت من استهداف دبابة إسرائيلية من طراز «ميركافا» بقذيفة «الياسين 105» وتفجير برج جرافة عسكرية من نوع «D9» بعبوة صدمية، ما أدى إلى مقتل وإصابة طاقمها.
وفي سياق متصل، ذكرت «سرايا القدس» الذراع العسكرية لحركة «الجهاد الإسلامي»، بأن مقاتليها فجروا، أمس الأول الخميس، حقل ألغام في قوة هندسية تابعة للجيش الإسرائيلي شرق مدينة خان يونس.
(وكالات)