قافلة الصمود تتجه نحو معبر رفح.. هل ستسمح مصر بفتح البوابة لغزة؟

كتبت: إيمان صبري
انطلقت قافلة “الصمود” البرية من تونس في 9 يونيو الجاري، قاطعة المدن والحدود، حاملةً معها أكثر من 1500 ناشط ومناصر من تونس والجزائر وليبيا، في محاولة رمزية لكسر الحصار عن قطاع غزة.
وستمر القافلة عبر الأراضى الليبية، ومن المفترض أن خط سيرها المحدد سيمر من ميناء السلوم البرى على حدودنا مع ليبيا، وأن تدخل الأراضى المصرية من غربها حتى شرقها وصولا إلى معبر رفح البرى يوم الأحد القادم.
وبينما تقترب القافلة من المرحلة الأهم في رحلتها، وهي معبر رفح الحدودي مع مصر تتصاعد الأسئلة: هل ستسمح القاهرة بعبورها؟ أم ستُواجه البوابة الجنوبية لغزة بالإغلاق السياسي؟
مصر بين الجغرافيا والسياسة
تاريخيًا، مثّل معبر رفح شريان الحياة الوحيد غير الإسرائيلي لسكان غزة، لكنه بقي خاضعًا لحسابات أمنية وسياسية دقيقة، وفي السياق الحالي، فإن موقف مصر لم يُعلن رسميًا حتى الآن بخصوص السماح لـ«قافلة الصمود» بالعبور من أراضيها إلى غزة.
وتساءلت مصادر إعلامية على رأسها الصحفي الإعلامي«أحمد موسى»: «هل تم التنسيق مع السلطات المصرية وحصول هذه القافلة ومن بداخلها على تأشيرات دخول لمصر أولاً، ثم دخول سيناء ثانيا ذات طبيعة خاصة ولها إجراءات محددة؟» وتساؤلات عديدة للمصرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي: لماذا لا تعبر القوافل بريًا عن طريق سوريا أو لبنان؟ هل يتم فعل هذا لوضع مصر في موقف محرج وأن السلطات المصرية لا ترغب في استقبال قوافل جماهيرية دون تنسيق مباشر مع الدولة، خاصة في ظل حالة عدم الاستقرار في المفاوضات حول وقف إطلاق النار؟ وترى القاهرة أن السماح بمرور قوافل دون اتفاق سياسي قد يُفهَم كتصعيد رمزي في وقت مضطرب بعد قطع طريق سفينه مادلين بحريًا.
هل يمكن أن يُمنع مرور القافلة من رفح؟
السيناريو الأكثر ترجيحًا، بحسب تداولات الشعب المصري عبر مواقع التواصل، أن تُعرقَل القافلة عند المعبر، أو يُطلَب منها الاكتفاء بالتوقف في الجانب المصري دون دخول القطاع، وقد شهدت تحركات مشابهة في سنوات سابقة نفس المصير، حيث توقفت قوافل شعبية عربية عند المعبر، أو أعيدت من داخل الأراضي المصرية.
مصر تجد نفسها بين خيارين
الأول فتح المعبر: مما قد يُفسَّر كخطوة إنسانية تضامنية مع غزة، وقد يُفسَّر أيضًا تحديًا كبيرا ورمزيًّا للسياسة الإسرائيلية والأمريكية.
الثاني إغلاق المعبر أمام القافلة: وهو ما سيثير موجة انتقادات شعبية وإعلامية، ويعزز الانطباع بأن الحصار على غزة ليس فقط إسرائيليًا بل أيضا بمشاركة مصر.
وفي النهاية
تبقى الساعات القادمة حاسمة بين الضغط الشعبي العربي والحسابات المصرية، فهل تفتح مصر معبر رفح أمام «قافلة الصمود»، أم تختار الصمت الرسمي، تاركة القافلة عند أبواب غزة على بُعد أمتار من شعب يُحاصَر منذ سنوات، ويُضاف معبر رفح إلى قائمة الأسوار التي تحاصر غزة أكثر مما تحميها؟