عبد الغني الحايس: كي لا نغفل عن الذكرى

عبد الغني الحايس: كي لا نغفل عن الذكرى

كانت لحظة إعلان فوز مرسي من أصعب اللحظات التي مرت عليا شخصيا، شعور بالآسي والخوف مما هو قادم.

فقد تم لهم الأمر في حكم البلاد، وسيخطفونها في طريقهم، كما خطفوا ثورتنا في يناير، وسيقصون من ليس في صفهم، لكن الخوف والترقب والحذر كان سيد الموقف عند القابضين على قلوبهم من القلق.

لم يستمر الوضع كثيرا فقد بدأوا سريعا في الصدام مع المجلس العسكري، بعد حكم المحكمة بحل مجلس الشعب لعدم دستورية قانون الانتخابات، وقيام المجلس العسكري بإعلان دستوري مكمل، فقاموا بإلغائه وانتهكوا الدستور والقانون، وسعوا الي أخونه الدولة، والسيطرة علي مفاصلها، وتعين أصحاب الولاء علي حساب أولي الخبرة، فترهلت المؤسسات التي سعوا الي تفكيكها، ولم تقم بدورها في خدمة المواطنين.

كما كانت الإقالة نصيب من يعترض علي سياستهم.

تخلي مرسي عن وعودة في ان يكون رئيسا لكل المصريين، وانحاز الي جماعته ومن ناصرها.

عاش المصريين أيام عصيبة في ولايته، فالوطن يئن من وضع اقتصادي مرزي، وحرائق ومظاهرات واعتصامات واحتجاجات طوال الوقت علي سوء ادارته، ومشاكل لا تنتهي، يعيش تحت وطأتها المواطنين، في عدم القدرة في الحصول علي رغيف خبز، وأزمة في السولار والبنزين والكهرباء، وبطاله، وتوقف عجلة الإنتاج، ووعود انتخابية لم تتحقق، وكذب طوال الوقت بمشروع نهضة سيأخذ البلاد والعباد الي طريق السعادة، فلم يجد المواطنين سوي القتل والقمع والاقالة، والقهر، والفوضي.

لم يتركوا مؤسسة بدون أن ينتهكوها في بلطجة متعمدة، واستخدموا لجانهم الإلكترونية في التشهير والادعاء بالكذب، ونشر الشائعات، على معارضيهم للحط منهم ومعاقبتهم.

شهروا بالمؤسسة العسكرية وقادتها واتهموهم بالفساد، بل وأقالوا المشير طنطاوي والفريق عنان وغيرهم من قادة المجلس العسكري والجيش في مهانة شديدة أغضبت الجيش بكل مكوناته، كما ابتزوها وعملوا على زعزعه الثقة بين أبنائها، او الوقيعة بينها وبين الشعب، حاولوا انتهاك جهاز المخابرات العامة واتهموه باستخدام البلطجية في مواجهتهم بالميادين.

لم تسلم القوي السياسية المعارضة من بطشهم والاعتداء عليهم، واقصائهم، بل وصل الامر الي اعداد قوائم بالقتل والاعتقالات، لكل من يعارضهم، واتهموهم بالخيانة والتكفير.

كانت سيناء مرتعا لهم ولجماعتهم الإرهابية، في إرهاب المجتمع فقتلوا المصريين مدنيين وضباط، وهذا ما اعلنه البلتاجي بعد سقوطهم ان هذا الذي يحدث في سيناء سيتوقف في اللحظة التي يعود فيها مرسي لسلطاته.

لم يؤمنوا يوما بالوطن كما قال مرشدهم: أنه مجرد حنفنه من التراب، فتجهزوا للتنازل عن سيناء في مخطط شيطاني هم أدواته، واتجهوا إلى بيع قناة السويس، واعطوا الإذن لبناء سد النهضة، ولم يؤمنوا بالمواطنة فقاموا بإقصاء الأقباط، وسخروا الدين لخدمة مصالحهم، وكفروا من لم يدخل في صفهم.

عادوا الجميع فتخلي عنه مستشاريه، واستقالوا، فحزب النور المقرب إليه لم يسلم هو الآخر من خيانتهم واستبدادهم.

حاصروا المحكمة الدستورية، واعتدوا علي المؤسسة القضائية بالإعداد لقانون يتخلصوا فيه من أكثر من ٣٠٠٠ قاضي من شيوخ القضاة، ناهيك عن عزل النائب العام في تعدي صارخ علي قانون السلطة القضائية.

قاموا بإرهاب الإعلاميين، وتهديدهم، وحاصروا مدينة الإنتاج الإعلامي، ليقمعوا كل الأصوات التي تندد بمساوئهم.

مارسوا البلطجة في قمع المظاهرات عن طريق ميلشياتهم المسلحة، بل وقتلوا المتظاهرين، واعتدوا عليهم كما حدث في الاتحادية، وفي كل التظاهرات السلمية التي خرجت تعترض سياستهم.

في تجرأ قام بإعلانه الدستوري ليمنح نفسة صلاحيات لديكتاتور من العصور الوسطي، وظل أسير مكتب الارشاد يأتمر بأمرهم وفقط.

اقال وزير الداخلية عندما لم يستجب لتعليماته بفض المظاهرات بالقوة والرصاص، بل وصل الامر الي التدخل لإعادة هيكلة الوزارة وانشاء ميلشيات مسلحة لها حق الضبطية القضائية ليستخدموها في قمع الشعب.

استخدموا الابتزاز مع جميع المؤسسات والشخصيات العامة والسياسية ورجال الاعمال طوال الوقت، ونشروا حولهم الشائعات والاكاذيب.

الاحداث كثيرة لا تنتهي طوال عام كام من حكمهم، عاش المصريين تحت ضغط وبؤس وحالة حراك مستمر ومقاومة لجماعه خرجت عن الصف الوطني، وأرادت خطف الوطن وتغيير هويته، فكانت ٣٠ يونيو لتكتب نهاية لحكمهم، لكن للأسف لم ينتهي ارهابهم بعد سقوطهم، فما حدث بعدها دفع ثمنه الشعب المخلص من ضباط الشرطة والقوات المسلحة والمدنيين من ارواحهم ودمائهم حتي اقتلعنا هذا الزرع الشيطاني من الوطن، وحررنا الوطن من ارهابهم.

فتحية لشعب عظيم، ظل مرابطا في الميادين، من اجل الحافظ علي وطنه، وارضه، وترابه، وتاريخه وتراثه، وهويته، ومكانته، وصنع ملحمة وطنيه بنضاله ليكتب تاريخ جديد، ولندخل الي جمهوريتنا الجديدة ونحن متكاتفين مترابطين مصممين علي صنع الرخاء والرفاهية لشعب يستحق ان يعتلي مكانته الحقيقة.

وعادت مصر للمصريين

ولنا لقاء لما بعد ٣٠ يونيو