“التعليم الثانوي ليس مكاناً للتجريب”: مخاوف أولياء الأمور بشأن إدماج البرمجة والذكاء الاصطناعي في نظام البكالوريا.

“التعليم الثانوي ليس مكاناً للتجريب”: مخاوف أولياء الأمور بشأن إدماج البرمجة والذكاء الاصطناعي في نظام البكالوريا.

تشهد المنظومة التعليمية في مصر نقاشاً محتدماً حول إدخال البرمجة والذكاء الاصطناعي في نظام البكالوريا، وهو النظام الذي أعلنت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني أنها بصدد التوسع في تطبيقه خلال السنوات المقبلة، بالتعاون مع الهيئة العربية للتصنيع وعدد من الشركاء الدوليين.

وبينما ترى الحكومة أن هذه الخطوة تمثل نقلة نوعية في تطوير التعليم وربطه باحتياجات سوق العمل المحلي والعالمي، عبّر أولياء الأمور وخبراء تربويون عن قلقهم من أن تتحول الثانوية العامة إلى ساحة تجارب متكررة لا يتحمل تبعاتها سوى الطلاب.

البرمجة والذكاء الاصطناعي في نظام البكالوريا

اجتماع رفيع المستوى لدعم التعليم التفاعلي لدمج البرمجة والذكاء الاصطناعي في نظام البكالوريا

الثلاثاء 2 سبتمبر 2025، استقبل اللواء أ.ح مهندس مختار عبداللطيف رئيس الهيئة العربية للتصنيع، السيد محمد عبداللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني والوفد المرافق له، بحضور عدد من القيادات التربوية.

وخلال اللقاء، ناقش الطرفان سبل تعزيز التعاون في مجالات التعليم التفاعلي وتوسيع تطبيقات البرمجة والذكاء الاصطناعي في نظام البكالوريا، إضافة إلى توفير البنية التحتية الذكية والوسائط التعليمية الحديثة.

أكد الوزير محمد عبداللطيف أن الوزارة تضع على رأس أولوياتها التوسع في التعليم الرقمي، مشيراً إلى أن التعاون مع الهيئة العربية للتصنيع سيسهم في إدخال أحدث الوسائط التكنولوجية داخل المدارس، بما يواكب التحولات العالمية في التعليم، ويعزز قدرة الطلاب على مواجهة تحديات المستقبل.

مخاوف أولياء الأمور: الثانوية ليست مجالاً للتجارب 

على الجانب الآخر، عبّرت الخبيرة التربوية داليا الحزاوي عن قلقها إزاء إدخال البرمجة والذكاء الاصطناعي في نظام البكالوريا بشكل مفاجئ دون تهيئة كافية للطلاب وأولياء الأمور.

وقالت في تصريحات خاصة لموقع الحرية: “أولياء الأمور متخوفون من هذا النظام الجديد، والطلاب لا يعرفون كيف يدرسون هذا النوع من المواد المتقدمة، مرحلة الثانوية العامة من أخطر المراحل التعليمية، ولا يصح أن تكون كل فترة مجالاً لتجارب مختلفة قد تضر بمستقبل الطلاب.”

وأضافت الحزاوي أن أولياء الأمور يتمنون انتهاء ما وصفوه بـ”مهزلة الثانوية”، مشيرة إلى أن كثرة التغييرات في المناهج والأنظمة تضع الطالب تحت ضغط مضاعف، وتفقده الشعور بالاستقرار الدراسي المطلوب لتحقيق التفوق.

البرمجة والذكاء الاصطناعي في نظام البكالوريا
دكتور داليا الحزاوي

إقرأ أيضًا.. خطوات وأماكن استخراج اشتراكات المترو للطلاب 2025

 تصريحات الوزير: رؤية للتحول الرقمي 

قال الوزير: “إن وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني تكثف جهودها لتطوير العملية التعليمية من خلال التحول الرقمي الشامل، وإدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي، بما يتماشى مع رؤية الدولة المصرية لبناء الإنسان”.

ويؤكد الوزير أن هذا التوجه يتضمن أيضاً التوسع في مدارس التكنولوجيا التطبيقية بالتعاون مع شركاء دوليين، بحيث يحصل الطلاب على شهادات معتمدة دولياً تؤهلهم للمنافسة في سوق العمل العالمي.

كما أوضح الوزير أن الهيئة العربية للتصنيع توفر كافة احتياجات الوزارة من الأجهزة الإلكترونية، والشاشات التفاعلية، وحلول البنية التحتية الذكية، إضافة إلى الأثاث المدرسي والوسائط التعليمية التي تخدم تطبيق البرمجة والذكاء الاصطناعي في نظام البكالوريا.

البرمجة والذكاء الاصطناعي في نظام البكالوريا
الذكاء الاصطناعي

الهيئة العربية للتصنيع: تدريب وتأهيل لمواكبة الثورة الصناعية الرابعة 

من جانبه، أشاد اللواء أ.ح مهندس مختار عبداللطيف بالتعاون المثمر مع وزارة التربية والتعليم، مؤكداً أن الهيئة وضعت خطة لتأسيس مدارس تكنولوجيا تطبيقية متخصصة في مجالات البرمجة والتصنيع الذكي، بما يتماشى مع معايير الثورة الصناعية الرابعة.

وأوضح رئيس الهيئة أن الأكاديميات التابعة لها تقدم برامج تدريبية متقدمة في مجالات الرقمنة، الذكاء الاصطناعي، البرمجيات، الحوسبة السحابية، والتصنيع الذكي، سواء للطلاب أو للمدرسين.

كما أشار إلى أن الهيئة على استعداد لتلبية كافة احتياجات وزارة التعليم من الأجهزة الإلكترونية الحديثة مثل التابلت واللاب توب والشاشات التفاعلية، إلى جانب تطوير البنية التحتية للمدارس وتوسيع استخدام الطاقة الشمسية لتقليل استهلاك الكهرباء.

نرشح لك: تنسيق الدبلومات الفنية 2025.. كليات تقبل طلاب الدبلومات الصناعية نظام 3 و5 سنوات