محلل سياسي لـ “الحرية”: مشاركة مصر في قمة شنغهاي بالصين تعزز قنوات التواصل مع الدول المشاركة

تستضيف مدينة تيانجين الساحلية شمال الصين قمة شنغهاي للتعاون على مدار يومي الأحد والإثنين، بمشاركة أكثر من 20 زعيم دولة و10 رؤساء منظمات دولية، لتعزيز التعاون الإقليمي ومواجهة الأزمات العالمية المعقدة، من التوترات الجيوسياسية إلى الاضطرابات الاقتصادية والتجارية.
وتعد هذه القمة، الخامسة التي تستضيفها الصين، بمثابة تأكيد جديد على الطموحات الصينية لتكريس دور المنظمة كلاعب رئيسي في النظام الدولي متعدد الأقطاب، عبر تعزيز التعددية والتعاون بين دول آسيا وأوراسيا.
مصر تشارك في قمة شنغهاي
وشارك الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، في حفل العشاء الرسمي الذي أقامه الرئيس الصيني شي جين بينج على شرف القادة ورؤساء الدول والحكومات المشاركين في قمة منظمة شنغهاي للتعاون بلس، التي تستضيفها مدينة تيانجين الصينية يومي 31 أغسطس و1 سبتمبر 2025.
وفي مستهل العشاء، ألقى الرئيس الصيني كلمة ترحيبية أكد خلالها على التحديات التي يواجهها النظام الدولي في الوقت الراهن، مشيرًا إلى الدور المهم الذي يمكن أن تضطلع به منظمة شنغهاي للتعاون في تعزيز الاستقرار العالمي وتعميق التعاون متعدد الأطراف في مواجهة الأزمات الجيوسياسية والاقتصادية.
كما تم التقاط صورة تذكارية جماعية ضمت قادة الدول ورؤساء الحكومات المشاركين في القمة، والتي تُعد واحدة من أبرز الفعاليات الدبلوماسية على مستوى آسيا خلال العام الجاري.
ومن المنتظر أن يُلقي الدكتور مصطفى مدبولي، كلمة مصر نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال الجلسة الرسمية للقمة غدًا الإثنين، حيث يسلط الضوء على رؤية مصر بشأن التعاون الإقليمي والدولي، ودور منظمة شنغهاي في دعم الأمن والتنمية العالمية.
أستاذ علوم سياسية: قمة شنغهاي تطرح نموذجًا عالميًا بديلاً للهيمنة الغربية
قال الدكتور رمضان قرني، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن قمة منظمة شنغهاي للتعاون التي تُعقد في مدينة تيانجين الصينية، تعكس تحولًا استراتيجيًا في دور المنظمة، حيث لم تعد قاصرة على البعد الأمني، بل باتت تمثل إطارًا عالميًا بديلًا لإدارة العلاقات الدولية بعيدًا عن الهيمنة الغربية.
وأوضح قرني في تصريح خاص لـ “الحرية” أن القمة تُعد منصة حقيقية لطرح نموذج عالمي جديد يقوم على التكافؤ والتعاون متعدد الأطراف بين دول من مختلف القارات، مشيرًا إلى أن هذا النموذج قادر على تحدي الإدارة الأمريكية، وخلق توازن دولي في صياغة السياسات العالمية.
وفيما يخص التأثير الاقتصادي للقمة على مصر والدول العربية، أكد أن القمة قد لا تترجم بشكل مباشر إلى اتفاقيات اقتصادية فورية مع العالم العربي، إلا أنها تفتح قنوات اتصال حيوية مع الدول المشاركة، بما يعزز فرص التعاون في ملفات كبرى.
وأشار إلى أن الصين، من خلال مشروعها الاستراتيجي “الحزام والطريق”، تمتلك عزيمة اقتصادية واضحة، مضيفًا أن التشبيك العربي مع هذا المشروع بات ضرورة، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة التي تحتاج إلى حلول سياسية بإرادات متوافقة بين الصين والعالم العربي.
اقرأ أيضًا: وزير الكهرباء خلال مؤتمر شنغهاي للطاقات المتجددة: مصر تتبنى مشروعًا قوميًا لنقل التكنولوجيا الحديثة ودعم وتوطين الصناعة