الصحة العالمية تنبه: انتشار الكوليرا يهدد 31 دولة عالميًا مع تسجيل آلاف الإصابات والوفيات حتى أغسطس 2025.

أكدت منظمة الصحة العالمية في بيان رسمي أن الوضع الوبائي للكوليرا يشهد تدهورًا مستمرًا على مستوى العالم، نتيجة عوامل متشابكة أبرزها الصراع والفقر، وهو ما يضع تحديات جسيمة أمام الأنظمة الصحية في العديد من الدول.
إحصاءات مقلقة
أوضحت المنظمة أنه خلال الفترة من 1 يناير حتى 17 أغسطس 2025، تم تسجيل 409,222 حالة إصابة بالكوليرا أدت إلى إسهال مائي حاد (AWD)، بالإضافة إلى 4,738 حالة وفاة موزعة على 31 دولة.
وأضافت أن 6 دول من بين الـ31 سجلت معدل وفيات للحالات يتجاوز 1%، وهو مؤشر خطير على وجود فجوات في إدارة المرض والتأخر في الحصول على الرعاية الصحية اللازمة.
عودة الكوليرا وتوسع جغرافي
وأشارت الصحة العالمية إلى أن الكوليرا عاودت الظهور في دول لم تشهد تفشيًا واسعًا منذ سنوات، مثل تشاد وجمهورية الكونغو، بينما تستمر الفاشيات في دول أخرى مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية وجنوب السودان والسودان منذ عام 2024 مع توسع ملحوظ في النطاق الجغرافي.
هذا الوضع، بحسب المنظمة، يضاعف صعوبة جهود الاحتواء، ويزيد الضغط على النظم الصحية الضعيفة أصلًا في تلك المناطق.
أسباب تفاقم التفشي
عزت المنظمة تفاقم انتشار الكوليرا إلى النزاعات المسلحة، وحالات النزوح الجماعي، والكوارث الطبيعية، وتغير المناخ، حيث تضررت المناطق الريفية والمناطق التي ضربتها الفيضانات بشكل خاص.
وأضافت أن ضعف البنية التحتية وقلة الوصول إلى الخدمات الصحية يؤخران تلقي العلاج، ما يسهم في زيادة معدلات الوفيات.
تحديات عابرة للحدود
حذرت الصحة العالمية من أن العوامل العابرة للحدود تزيد من تعقيد السيطرة على تفشي المرض، معتبرة أن مخاطر انتشار الكوليرا داخل الدول وبينها مرتفعة للغاية.
وأكدت أن الحل المستدام الوحيد يتمثل في توفير مياه شرب آمنة، وخدمات صرف صحي فعّالة، وتحسين ممارسات النظافة الصحية.
جهود الاستجابة الدولية
أعلنت المنظمة أنها تعمل بالشراكة مع وزارات الصحة في الدول المتضررة لدعم جميع جوانب مكافحة الكوليرا، بما في ذلك
تعزيز الترصد الوبائي وتحسين القدرات المخبرية.
رفع كفاءة العلاج وجودته وضمان الوصول السريع إليه.
تطبيق تدخلات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية.
تنفيذ حملات التطعيم ضد الكوليرا وتسهيل الحصول على اللقاحات.
تفعيل مشاركة المجتمعات المحلية في جهود الوقاية والسيطرة.
خطة استجابة قارية في أفريقيا
في 26 أغسطس 2025، أطلق مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها في أفريقيا بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية خطة تأهب واستجابة طارئة للكوليرا على مستوى القارة، تضمنت إنشاء فريق مشترك لإدارة الحوادث.
وجاءت هذه المبادرة بعد تعهد رؤساء الدول والحكومات الأفريقية بجعل الكوليرا أولوية قارية، حيث التزموا بخطة تهدف إلى السيطرة على تفشي المرض والقضاء عليه بحلول عام 2030.