السويس تحقق إنجازًا طبيًا بتوظيف الذكاء الاصطناعي في فحوصات القولون لتعزيز دقة التشخيص
شهدت محافظة السويس سابقة طبية غير مسبوقة في مجال الرعاية الصحية بمصر، حيث تم إدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي في مناظير القولون لأول مرة بهدف تحسين دقة التشخيص وزيادة معدلات الكشف المبكر عن الأورام والتغيرات المرضية.
ويأتي هذا التطور في إطار خطة شاملة وضعتها هيئة الرعاية الصحية لتوفير الخدمات الطبية المتقدمة للمواطنين في المحافظات المختلفة، خاصة بالمناطق الحدودية مثل إقليم قناة السويس والصعيد.
خطوة نحو خريطة صحية جديدة
قال الدكتور محمد بدر، مدير عام الإدارة العامة للرعاية الثانوية، خلال مداخلة هاتفية مع برنامج هذا الصباح المذاع على شاشة “إكسترا نيوز”، إن هيئة الرعاية الصحية تسعى إلى إعادة تخطيط الخريطة الصحية في مصر بشكل يضمن وصول الخدمات الطبية المتقدمة إلى المواطنين بالقرب من أماكن سكنهم، بدلاً من اضطرارهم إلى السفر لمسافات طويلة نحو القاهرة أو الجامعات الكبرى مثل عين شمس لتلقي بعض التخصصات النادرة.
نرشح لك: اقتصادية قناة السويس توقع مشروع “صن جاردن” الألماني لتعزيز الصناعات النسيجية
وأوضح أن هذه الخطة بدأت بالفعل في إقليم قناة السويس من خلال إدخال تقنيات طبية حديثة، من بينها استخدام الذكاء الاصطناعي في مناظير القولون، على أن تمتد قريبًا لتشمل إقليم الصعيد والقرى والمراكز الريفية، بما يحقق العدالة الصحية ويعزز فرص تلقي العلاج في الوقت المناسب.
الذكاء الاصطناعي شريك للطبيب
وأشار الدكتور بدر إلى أن إدخال هذه التقنية يمثل نقلة نوعية في مستوى التشخيص الطبي، حيث يعمل برنامج الذكاء الاصطناعي كمساعد ذكي للطبيب أثناء إجراء الفحوصات بالمنظار يقوم النظام بتحليل صور القولون والمعدة لحظيًا وفقًا للبروتوكولات العالمية، مما يمنح الطبيب مؤشرات دقيقة تساعده في رصد أي تغيرات غير طبيعية.
وأضاف أن هذه التقنية تساعد في الكشف المبكر عن الأورام أو الزوائد التي قد لا تكون مرئية بالعين المجردة، وهو ما يسهم في رفع معدلات نجاح العلاج وتقليل فرص تفاقم الحالات المرضية، كما أن اعتماد الذكاء الاصطناعي في مناظير القولون يقلل من نسب الخطأ البشري، ويوفر وقتًا وجهدًا على الأطباء والمرضى في آن واحد.
أهمية الكشف المبكر
الكشف المبكر يعد من أهم عوامل نجاح علاج أمراض الجهاز الهضمي والأورام، ويعتبر القولون من أكثر الأعضاء عرضة لتطور أورام قد تبدأ بسيطة كزوائد لحمية صغيرة ثم تتحول لاحقًا إلى أورام خطيرة وهنا يبرز دور الذكاء الاصطناعي في رفع كفاءة المناظير الطبية، حيث يمكن للبرنامج أن يلتقط صورًا دقيقة ويحللها بشكل لحظي، فيوفر للطبيب تنبيهات حول أي مؤشرات مقلقة تحتاج إلى مزيد من الفحص أو التدخل.
اقرأ المزيد: اقتصادية قناة السويس توقع عقد مشروع تركي جديد للمنسوجات والملابس
تعزيز الخدمات الصحية في المحافظات
وأكد مدير عام الإدارة العامة للرعاية الثانوية أن التوسع في هذه التجربة بمحافظة السويس يعكس التوجه الاستراتيجي للدولة في تطوير البنية التحتية الصحية وتوطين الخدمات الطبية الحديثة، مضيفًا أن الخطة لا تتوقف عند السويس فقط، بل سيتم تعميمها تدريجيًا في محافظات الصعيد والمناطق الريفية، لتقليل الفجوة بين المدن الكبرى والأقاليم البعيدة.
وأشار إلى أن توفير خدمات متقدمة مثل الذكاء الاصطناعي في مناظير القولون بالقرب من المواطنين يعزز الثقة في المنظومة الصحية الوطنية، ويخفف من الأعباء المالية والنفسية الناتجة عن السفر إلى محافظات أخرى بحثًا عن العلاج.
نقلة نوعية في الرعاية الصحية
إن إدخال الذكاء الاصطناعي في التشخيص الطبي يمثل بداية مرحلة جديدة في تطوير الرعاية الصحية بمصر، حيث يضع البلاد في مصاف الدول التي تستفيد من الثورة الرقمية في تحسين جودة الخدمات الطبية ومع توسع هذه التجربة لتشمل مناطق أخرى، سيكون لذلك أثر مباشر في إنقاذ أرواح كثيرة من خلال الكشف المبكر والدقيق عن الأمراض.