حادثة فتيات الواحات تعيد إحياء الجرح مجددًا.. مأساة الواقع تتجلى في أصداء الفن من خلال «قضية رأي عام» و«التخشيبة»

حادثة فتيات الواحات تعيد إحياء الجرح مجددًا.. مأساة الواقع تتجلى في أصداء الفن من خلال «قضية رأي عام» و«التخشيبة»

حادث فتيات الواحات، شهدت مصر أول أمس، حادثًا مأساويًا على طريق الواحات بمدينة 6 أكتوبر، حينما لاحق ثلاثة شباب سيارة تقل ثلاث فتيات عقب خروجهن من أحد المقاهي.

استمرت المطاردة لمسافة طويلة وسط تهديدات من المتهمين، قبل أن تفقد السائقة السيطرة على عجلة القيادة وتصطدم بسيارة نقل متوقفة.

الحادث أسفر عن إصابات بالغة للفتيات، بينها ارتجاج في المخ وجروح خطيرة، ما استدعى نقلهن إلى المستشفى وسط حالة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي.

بداية واقعة حادث فتيات الواحات وتفاصيل اللحظات الأخيرة

تعود قصة حادث فتيات الواحات إلى انتشار مقطع فيديو عبر «فيسبوك» يظهر لحظة اصطدام السيارة، بينما يُسمع صوت مصور الفيديو قائلاً: «البت عملت حادثة.. خلوها عملت حادثة»، المشهد أظهر الذعر بعد الحادث، حيث هرع المارة لإنقاذ الفتيات وإخراجهن من السيارة.

وكشفت تحريات وزارة الداخلية أن الفتيات غادرن أحد الكافيهات بالمنطقة، لتبدأ سيارتان في مطاردتهن بصورة مثيرة للريبة، حتى انتهت الملاحقة بالحادث المروع، وبفحص كاميرات المراقبة وتتبع خط السير، تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط المتهمين، وجارٍ اتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم.

مسلسل قضية رأي عام

شهادة مصور الفيديو

محمد أبو زيد، الذي وثق الحادث، روى قائلاً: «الولاد اللي كانوا سايقين صغيرين جدًا ومكنتش متخيل إنهم يعملوا كده، أول ما حصل الاصطدام جريت أنا والناس نطلع البنات من العربية، المشهد كان صعب جدًا، في بنت الإزاز دخل في وشها وكانت بتنزف. روحت معاهم المستشفى ومسبتهمش غير لما اطمنت عليهم».

رواية إحدى الضحايا

رنا، إحدى الفتيات المصابات، أدلت بشهادة صادمة قائلة: «بعد ما خرجنا من الكافيه لقينا 3 عربيات بيطاردونا.. واحد منهم كان بيزعق: اقفي يا بت اقفي هموتك، ورمى حاجات على العربية، وفقدت السيطرة وخبطت في عربية نقل».

وأصافت: «طلعونا من العربية وإحنا متبهدلين وهدومنا متقطعة.. أنا اتصبت بارتجاج في المخ وجروح في دماغي ورجلي. وصحبتي اتصابت زيي، والتالتة الحمد لله بخير».

وتابعت: «مش هنسيب حقنا، وعندنا ثقة في القضاء المصري إنه هينصفنا».

الفن سبق الواقع.. التحذير من مأساة الشارع

أعاد حادث فتيات الواحات إلى الواجهة أعمالًا فنية مصرية حذرت مبكرًا من مخاطر العنف ضد المرأة في الشارع:

فيلم التخشيبة (1984): للمخرج عاطف الطيب، بطولة نبيلة عبيد وأحمد زكي، يبدأ بمطاردة بالسيارة تنتهي بحادث مروع يورط البطلة في جريمة قتل لم ترتكبها، ويكشف حجم الظلم والقسوة التي قد تواجهها النساء.

فيلم قبضة الهلالي (1991): تناول محاولة اغتصاب الدكتورة ليلى الهلالي وسرقة أموالها، في قصة جسدت الخطر الذي قد يواجه النساء في حياتهن اليومية.

مسلسل قضية رأي عام (2007): بطولة يسرا، تناول واقعة مطاردة سيارة لطبيبات انتهت بجريمة اغتصاب جماعي هزت الرأي العام، وطرح أسئلة جريئة عن السلطة والفساد والعدالة.

حادث فتيات الواحات
فيلم التخشيبة

بين الواقع والدراما.. رسائل لم تُستمع

تكرار نفس المشاهد بين الفن والواقع يكشف أن رسائل السينما والدراما لم تجد صداها الكامل، حوادث المطاردة والتحرش والعنف ضد المرأة لا تزال تتكرر، لتثبت أن ما كان يومًا قضية رأي عام درامية أصبح اليوم قضية رأي عام حقيقية تهز المجتمع.

نرشح لك: حادث مطاردة فتيات الواحات يُعيد الجدل حول «الشارع المصري الذكوري» ومسؤولية التحرش (تفاصيل)
تعليقات المشاهير على حادث فتيات الواحات تثير الجدل.. ومطالب بعقوبات رادعة
حادث فتيات الواحات.. شاهد عيان يروي لحظات إنقاذ مروعة بعد مطاردة انتهت بكارثة على الطريق