محلل سياسي لبناني لـ”الحرية”: حديث السيسي عن غزة يحتوي على معاني سياسية وإنسانية تتجاوز المضمون الخطابي المعتاد.

أكد الدكتور أحمد يونس، المحلل السياسي اللبناني، أن كلمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأخيرة بشأن ما يجري في قطاع غزة، تُعد من أكثر التصريحات المصرية صراحة ووضوحًا منذ بدء الحرب، وتحمل دلالات سياسية وإنسانية تتجاوز البُعد الخطابي التقليدي.
خطاب الرئيس السيسي
وأكد يونس أن خطاب السيسي أتى في توقيت بالغ الحساسية، في ظل تصعيد غير مسبوق في العمليات العسكرية ضد قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الرئيس المصري وصف ما يجري بـ”الإبادة” و”التجويع” و”تصفية القضية الفلسطينية”، وهو توصيف غير مسبوق من دولة محورية في المنطقة.
وأوضح أن خطاب السيسي حمل رسائل ذات بعدين؛ داخليًا، لتأكيد أن مصر ليست شريكة في الحصار المفروض على القطاع، بل تعمل على إدخال المساعدات رغم سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح. وخارجيًا، لتوجيه تحذير للمجتمع الدولي من مغبة استمرار الصمت على ما وصفه بـ”الجرائم الإنسانية”، ورفضاً لأي اتهام موجه للقاهرة بالمشاركة في الحصار.
وأكد أن نفي السيسي الصريح لما يُشاع عن دور مصري في الحصار، ووصفه لهذه المزاعم بأنها إفلاس، يؤكد إدراك الدولة المصرية لحملات سياسية أو إعلامية تستهدف صورتها، وسعيها لحماية دورها الإقليمي ومكانتها كوسيط رئيسي في أي مسار سياسي قادم.
واعتبر يونس أن كلمة السيسي حملت كذلك إنذارًا مبطنًا بأن استمرار الأوضاع بهذا الشكل قد يؤدي إلى تحولات في المواقف الإقليمية، وربما في خارطة التحالفات السياسية، مشيرًا إلى أن مصر تسعى لإعادة التموضع في ملف غزة كقوة إنسانية وسياسية محورية، دون أن تتحمل مسؤولية قرارات أو نتائج لم تكن طرفًا فيها.
اقرأ أيضًا: نتنياهو: إسرائيل تعتزم فرض سيطرة عسكرية كاملة على قطاع غزة